«العالم الذي تُديره النساء سيكون أكثر سلاماً» حسب الفيلسوف الأميركي فرانسيس فوكوياما.. لكن كيف تُسهم المرأة في صناعة السلام؟ وما أدواتها لفعل ذلك؟». بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسلام الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام، «زهرة الخليج» طرحت السؤال على مجموعة من المختصات.

تؤكد الدكتورة عائشة بالخير، مستشارة البحوث في الأرشيف الوطني، أنّ «من يمارس القوة الذهنية على تحمّل الألم بجميع أنواعه، وتربية أجيال تغرس فيهم المحبة والمودّة والصفات التي تضمن بقاء أبنائها وتأقلمهم مع بيئات مختلفة، مؤهّلة تماماً لصناعة السلام وبثّه». وتضيف: «إذ طالما حدّثنا التاريخ عن حكمة وفطنة وسرعة بديهة واحتمال وصبر المرأة في الحرب والسلام وما بينهما من حياة. فأسهمن في غرس بذور التسامُح ونشر قيَم العطاء اللّامحدود». ومن أهم الأدوات التي تراها بالخير أنّها أهّلت المرأة لصناعة السلام، التعليم الذي أحدث فارقاً في تفعيل دورها المجتمعي ضاربةً المثل بالمرأة الإماراتية: «التي أصبحت سفيرة للسلام في بلادها وتنشره بدورها في العالم».

التوعية والتثقيف

ترى الدكتورة جيهان جادو، سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة لحقوق المرأة، أنّ «المرأة محور المجتمعات وعمود الأسرة» شارحةً: «هي المحرك والدافع الأساسي لحفظ الأمن واستقرار، وهي دائماً صانعة للسلام بالفطرة، ابتداءً من بيتها ومُروراً ببلدها ووصولاً إلى العالم». لكن جادو تجد أن عبئاً كبيراً يواجه المرأة اليوم في مواجهة التطرف الفكري، لكنها تُثمّن دورها بالقول: «تستطيع من خلال رعاية أبنائها مراقبة سلوكهم وتعديله». لهذا، فإنّ جادو تعتبر تسليح المرأة بالعلم السلاح الأقوى على الإطلاق ضد الجهل والتطرّف الديني والفكري». وتتابع مختتمة: «أما السلاح الآخر فيتمثل في التوعية المجتمعية للمرأة، والاهتمام بها عن طريق التثقيف، وتبصيرها بالاعتدال كمنهج يقود إلى السلم والسلام».

مبادرات
 
يُعتبر اليوم العالمي للسلام فرصة لكل الشعوب بأن «تنشر السلام بمفهومه الصحيح وإرساء ثقافته حول العالم، لاسيّما النساء»، حسب قول الإعلامية وسيدة الأعمال السعودية عفاف العبد الله.
وتضيف: « باتت المرأة على مستوى العالم عنصراً فاعلاً ومعترفاً به لدعم السلام والأمن، خاصة في مناطق النزاعات، وهي بما تملكه من دور مؤثر تستطيع أن توصل صوتها إلى صُنّاع القرار على المستويين الوطني والدولي، من خلال مبادرات وندوات مجتمعيّة».
وتشير العبد الله إلى تجربتها في إنتاج أفضل كلمات لأغنيه السلام، والتي نالت جائزة «مهرجان نجوم العرب» في عام 2015 بالقول: «حملنا على عاتقنا أن نُعانق السلام من خلال مُبادرات سلمية على مستوى الشرق الوسط، تدعو للسلام ومكافحة تعميق المفاهيم الإنسانية، والتطلع إلى أفق واسع وتحرير الأفكار ممّا علق بها من شوائب، وإشاعة أجواء الاستقرار».

نموذج سَويّ
 
تعتبر فاتن نصر، مستشار شعبة المبدعين العرب، أنّ «المرأة وهي تتقلّد أعظم المهام كأم، هي الصانع الأول للسلام حول العالم، ولا ننسى أن السلام ارتبط بأُم، وهي السيدة مريم العذراء أم المسيح (عليهما السلام)». وتوضح بالقول: «الأم التي تسعى إلى خلق نموذج سويّ في المجتمع من خلال أولادها، تُسهم في تحقيق السلام بممارستها التربية السليمة، تنشئ جيلاً متوازناً وُمعافى نفسياً وبعيداً عن العنف، يعرف أن من مصلحة الجميع أن يتعايش في سلام، وأنّ الكون لا يملكه أفراد، فعلى الكل أن يتعايش».

اليوم العالمي للسلام
• تم بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 36/67، تعيين الاحتفال باليوم العالمي للسلام.
• احتُفل بأوّل يوم للسلام في سبتمبر 1982.
• في عام 2001، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282، الذي يُحدّد تاريخ 21 سبتمبر يوماً للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار.
• يُتيح اليوم العالمي للسلام لجميع شعوب العالم مناسبة مشتركة لكي ينظّموا أحداثاً ويضطلعوا بأعمال تُمجّد أهمية السلام.