هداية ملاك، لاعبة الـ«تايكوندو» المصرية، لقّبها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بـ«ملاك التايكوندو»، بعدما كانت أول لاعبة عربية تفوز بميدالية أولمبية في الـ«تايكوندو»، حينما ظفرت بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية، التي أقيمت في ريو دي جانيرو عام 2016، لتفوز بـ«جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي» في العام نفسه، وواصلت رحلة النجاح حتى تمكنت من الفوز بالميدالية البرونزية في «دورة ألعاب البحر المتوسط» التي أقيمت يونيو الماضي في إسبانيا. «زهرة الخليج» التقت هداية ملاك للتعرّف إلى أحلامها في الفترة المقبلة، وسرّ تميّزها في رياضة الـ«تايكوندو». وسألناها:

ما سبب اختيارك ممارسة رياضة الـ«تايكوندو»؟
كان أخي يُمارس الرياضة نفسها، وكنت أشاهده أثناء التدريبات، وبفوزه ببطولة الجمهورية تشجّعت على ممارستها، وساعدني على الاستمرار نجاحي في تكوين صداقات مع اللاعبات.

ما الهدف الذي تسعين إلى تحقيقه بعد الفوز بالبرونزية في البحر المتوسط؟
الهدف الأساسي هو التأهّل لدورة الألعاب عام 2020 في طوكيو، والفوز بميدالية أولمبية جديدة، وحتى يتحقق ذلك لا بدّ من التركيز الشديد حالياً في التدريبات والفوز بالميداليات في البطولات التي أشارك فيها، التي كان آخرها الميدالية البرونزية في «دورة ألعاب البحر المتوسط» التي أقيمت في إسبانيا.

استعدادات

كيف تستعدين لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020؟
أنا منتظمة حالياً في معسكر تدريبي في صربيا، وأتدرب يومياً على فترتين.

ما أصعب موقف واجهك أثناء مُمارسة الـ«تايكوندو»؟
هناك مواقف عديدة، أصعبها كان في «دورة الألعاب الأولمبية» بريو دي جانيرو عام 2016، فبعد فوزي على لاعبة اليابان في المباراة الأولى، كنت أتمنّى الفوز بالذهبية، وعلى الرغم من أني ضربت اللاعبة الإسبانية، إلّا أن الحكم لم يحكم لمصلحتي، فلعبتُ على البرونزية، وقد أعطاني مدرّبي دفعة قوية وأخبرني أن مُباراتي مع اللاعبة البلجيكية ستكون مباراة تتويجي، وبالفعل فزت وتم تتويجي بالبرونزية بعد خوف الخروج من البطولة من دون ميداليات.

في نظرك.. كيف يمكن نشر رياضة الـ«تايكوندو» بين الفتيات العربيات؟
هذه نقطة مهمة جداً، فهناك لاعبات «تايكوندو» مُتميّزات في الأردن والمغرب وتونس ولبنان، ولكن ينقصهنّ فقط تسليط الضوء عليهن ودعمهنّ، لأن نشر رياضة الـ«تايكوندو» يتطلب توعية الأهل بأهمية ممارسة اللعبة، وبما تستطيع الفتاة العربية تحقيقه من إنجازات من خلال ممارستها اللعبة، كما لا بد من توافُر رُعاة، لأن تكلفة ممارسة الـ«تايكوندو» قد لا تتحمّلها الفتاة العادية حتى تمارس اللعبة بشكل احترافي.

لاعبات محترفات

ما الذي ينقص الفتيات في الخليج العربي لتخرج منهنّ لاعبات «تايكوندو» محترفات؟
المثَل الأعلى مطلوب في كل رياضة، ولذلك يجب على لاعبات الـ«تايكوندو» المتميّزات العمل على نشر اللعبة من خلال الاشتراك في معسكرات تدريبية في الخليج، إضافةً إلى المشاركة في البطولات، وهذا ما فعلته عندما قمت بالاشتراك في بطولة الفجيرة الدولية، حيث فزت بالميدالية الذهبية، وبكأس أحسن لاعبة، وما زلت أتمنى الاشتراك في البطولات التي تُقام في الخليج، لـمَـا يتوافر من اهتمام بشتّى أنواع الرياضة بطريقة احترافية، ولا أنسى ذكريات نَيْلي جائزة «محمد بن راشد للإبداع الرياضي»، حيث لمستُ حينها التقدير الكبير من دولة الإمارات للمبدعين في المجالات كافة، وأتمنّى أن أحظى بشرف نَيْل الجائزة مُجدداً.

كيف يُمكن تغيير الثقافة العربية بسبب الاعتقاد المنتشر بأن الألعاب القتالية تؤثر سلباً في أنوثة وجَمال الفتيات؟
الثقافة بدأت تتغيّر بعد تميّز الفتيات في الألعاب القتالية، فهناك رياضات كانت حكْراً على الرجال مثل المصارعة، ولكن وجود مصارعات عربيات في دورة الألعاب الأولمبية بدأ يُغيّر الفكرة،  وأثناء مشاركتي في بطولة الجائزة الكبرى في موسكو عام 2015، فزت بلقب Miss grandprix.

أخيراً، كيف نجحت في التوفيق بين الرياضة والدراسة؟
وجدتُ الدعم الكافي من مدرّبي الذي كان يتفهّم غيابي عن التدريبات أثناء فترة الامتحانات، كما ساعدني أساتذتي في (كلية الفنون الجميلة)، فقدّموا لي الدعم النفسي، وتفهّموا عدم قدرتي على تسليم المشاريع المطلوبة منّي في وقتها، وذلك بسبب سفري مع المنتخب، كما كانوا يؤجلون امتحاناتي إلى حين عودتي من الخارج.