هل يمكن أن تصدّقي أنه يمكنك خسارة وزنك من خلال تناول الزبدة والسمنة والمكسرات؟ الآن بات هذا الأمر واقعاً من خلال اتباع «الحمية الكيتونية» التي ترتكز على الأطعمة الغنية بالدهون فقط، وتمنع تناول الفواكه والخضراوات والنشويات بمختلف أشكالها.


تُعتبر اليوم «الحمية الكيتونية» من الحميات الغذائية التي تلقَى رواجاً كبيراً، وذلك لأنها تُنقص الوزن وتُخفف من الشعور بالجوع خلال النهار. فكيف تعمل هذه الحمْيَة؟ وهل يُعتبر من الآمن اتباعها؟

ما الحمْيَة؟

أولاً.. لنتعرف أكثر إلى هذه الحمية وما الأطعمة التي يُسمح بتناولها عند اتباعها، وما الأطعمة التي يجب تجنبها؟ ترتكز هذه الحمية على تناول اللحوم، الأسماك، الدجاج، البيض، الأجبان، الألبان، الزيوت، المكسرات والبذور، وبعض أنواع الخضراوات كالخس والخيار والهليون، ومختلف أنواع الزبدة كالفستق وزبدة اللوز وغيرها. من جهة أخرى، تمنع «الحمية الكيتونية» تناول الخبز، الأرز، المعجنات، البطاطا، المعكرونة والحلويات بجميع أشكالها، والفواكه والخضراوات الغنية بالسكر، كالجزر والطماطم. وهذا يعني أن النظام «الكيتوني» مُكوّن من 5% فقط من النشويّات، وبين 75 إلى 80% من الدهون، و15 إلى 20% من البروتينات. وإليك هنا مثال يوم كامل لـ«الحمية الكيتونية»:

الفطور: عجّة البيض مع الحبَق والجبن.
وجبة خفيفة: كوب من حليب اللوز.
الغداء: قطعة من سمك السالمون، مع كوب من السبانخ المطهوّ على البخار.
وجبة خفيفة: مكسّرات نيئة.
العشاء: علبة من التونة وصحن من الخضراوات النيئة.

مدّة الحمية

ولكن، هل من الصحّي أن يتم اتّباع هذه الحمية لفترة طويلة؟ في الحقيقة، تُعتبر «الحمية الكيتونية» غير صحيّة نهائياً للجسم بحسب الخبراء والأطباء من حول العالم، وذلك بسبب ردّات الفعل السلبية على الجسم. ومن أبرز ردود الفعل السلبية التي يمكن مواجهتها جرّاء اتّباع هذه الحمية الغذائية:
زيادة الكوليسترول في الدم: تناول كمية كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على الدهون، يتسبّب في تجمّع المزيد من الدهون في الأوعية الدموية، مما يتسبب بدوره في ارتفاع الكوليسترول السيئ بالدم.

زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب: هذا النوع من الحميات يسبب الأذى لصحة القلب، وذلك لأن «الحمية الكيتونية» تحتوي على نسبة عالية من الدهون المضرّة، والتي تزيد من خطر الإصابة بمشاكل في عضلة القلب.

ارتفاع ضغط الدم: هذه الحمية أيضاً تؤثر في ضغط الدم بشكل سلبي، وذلك لأنها يمكن أن تتسبب في إغلاق الشرايين.

مشكلات في الكليتين: الاعتماد على هذه الحمية يزيد من الحمض البولي في الجسم، ممّا يؤثر بدوره في صحة الكليتين، خصوصاً في حال اتّباعها لفترة طويلة جداً.

الشعور بالتعب: تُعتبر النشويات إحدى مصادر الطاقة الأساسية للجسم، والتخلّي عن تناولها سيُسبّب الشعور بالتعب حتماً. وهذا يعني أن اتباع «الحمية الكيتونية» من شأنه أن يسبب الإرهاق للجسم.

المعاناة من الإمساك: هذه الحمية الغذائية تفتقر إلى الألياف الغذائية، وذلك لأنها لا تحتوي على كمية كافية من الخضراوات والفواكه، مما يتسبّب في حدوث إمساك حاد.

الإصابة بالصداع: الأشخاص الذين يتبعون هذه الحمية يُعانون في الأغلب من الصداع، وذلك بسبب نقص كمية النشويات التي يحتاجون إليها في الجسم.

تساقط الشعر: «الحمية الكيتونية» تحتوي على كمية قليلة جداً من الفيتامينات والمعادن، وبالتالي عند اتباعها يُمكن مواجهة مشكلة تساقط الشعر.
النظام «الكيتوني» ليس الحل لمشكلة الوزن
على الرغم من أن هذا النظام يُمكنه أن يُسهم في إنقاص الوزن، لكنه ليس الحل الجذري لهذه المشكلة، وذلك لأن هذا النظام الغذائي لا يمكن أبداً اتّباعه لفترة طويلة جداً، لأنه يمنع تناول مجموعة كبيرة من المأكولات. كما أن الوزن الذي يتم خسارته عند اتباع «الحمية الكيتونية»، يُمكن استرجاعه بسهولة عند اتباع الحمية الغذائية العادية. لذا، لا يُحبّذ استخدام هذا النوع من الحميات لإنقاص الوزن، بل يُفضّل اللجوء إلى أنواع من الحميات الغذائية المتوازنة، التي تمد الجسم بكل المجموعات الغذائية التي يحتاج إليها، من أجل التمتع بالصحة الجيدة وخسارة الوزن بطريقة صحية، والوقاية من خطر التعرض للأمراض.