بشاير العيدروس أصغر مخرجة سعودية في الإخراج الصحافي، شعارها الابتعاد عن التقليد والاحتفاظ باللمسات الجمالية، حصلت على دبلوم جرافيك ديزاين من الكلية التقنية، اختارت مساراً خاصاً بها، قامت بتصميم أكثر من ثلاثين مجلة مطبوعة، وتسعى إلى أن تكمل تحصيلها العلمي.

في حوارها مع «زهرة الخليج» تقول ابنة الـ22 عاماً: «في دراستي الثانوية، لم أكن ملمة بما يكفي بمجال الجرافيك ديزاين، وكانت ميولي سابقاً تقتصر على مجال الفن بأنواعه، ما بين الفن التشكيلي والتصميم الداخلي، لكن معلمتي اكتشفت موهبتي في التصميم، بعدما سمعت ملاحظاتي في دمج الألوان في حصص الأنشطة الطلابية، فنصحتني بإكمال دراستي في مجال الجرافيك ديزاين، وبالفعل تخصصت في هذا المجال». وعن موهبتها تقول: «لدي مواهب متنوعة في الفنون الجميلة، منها الرسم والأعمال اليدوية، وبرمجة الحاسب الآلي، ومن خلال حبي للرسم اكتشفت قدرتي على التصميم».
وبما أن لكل خطوة نجاحاً، وشخصيات داعمة من خلف الكواليس، فإن أصحاب الفضل في حياة العيدروس، هم والدها ووالدتها شيخة وأخوتها وأصدقاؤها، الذين قاموا بدعمها والوقوف معها وتشجيعها على تنمية موهبتها واستثمارها.

رفضني سوق العمل

تروي العيدروس، كيف تغلبت على بعض الصعوبات التي واجهتها بسبب صغر سنها من جهة، وقلة ثقة بعض الشركات في موهبتها من جهة أخرى، موضحة بقولها: «في أي مجال هناك عوائق تواجه الإنسان، وقد واجهني عائق الحيرة ما بين التخصص في تقنية المعلومات، ودراسة الجرافيك ديزاين، وكنتُ أقنع الشركات بموهبتي في تصميم المجلات وإخراجها، وكرست موهبتي في حضور محاضرات كثيرة، توضح الفرق بين الجرافيك وتقنية المعلومات، حين وجدت أن ميولي تتجه نحو التصميم والجرافيك، الأمر الذي جعلني أصر على البحث عن وظيفة تقتنع بموهبتي».
وتضيف: «لا أنكر أنه واجهتني صعوبة العمل وتقديم أعمالي لبعض العملاء والشركات لصغر سني وكوني في بداياتي، لكنني كنت أبهر العملاء بذوقي في اختيار الألوان، فبرأيي أن ما يميز المصمم عن غيره، الذوق في اختيار الألوان، لكن شخصيتي وأسلوبي الخاص وقناعتي وثقتي بعملي، جعلت العميل يثق بقدراتي، وأثبت للجميع بأن صغر السن لا علاقة له بالإبداع».

إنجازات ومشاركات

لم تقف بشاير في مكانها، وتحدت عقبة صغر سنها وانخرطت في سوق العمل، من خلال المشاركة وعرض أعمالها على مجموعة من الشركات، وتضيف العيدروس قائلة: «قمت بتصميم أعمال لبعض الشركات أثناء دراستي في كلية التقنية، ومن أعمالي الخاصة تصاميم لإحدى المستشفيات الخاصة، واليوم أعمل كأصغر مخرجة صحافية في مجلة «اقرأ»، وعلمت من مدرائي بأنني أصغر وأول مخرجة في السعودية، ففرحت وفوجئت كثيراً».

شركة تدعم المواهب

تقول العيدروس، إن طموحاتها لم تتوقف عند ما وصلت إليه، مضيفة: «أطمح للحصول على شهادة عالية في تخصص الجرافيك ديزاين، ومن ثم أنشئ شركة متخصصة لخدمة العملاء في هذا المجال، وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ودعم المشاريع الصغيرة ضمن خطة مدروسة، لتكون شركتي الأكثر تميزاً عن باقي الشركات في سوق العمل» .

الخيال مطلوب

توجه العيدروس نصائحها لمن هن في مثل سنها ويمتلكن الموهبة، بالقول: «أنصح كل من لديها موهبة في هذا المجال، أولاً أن تتأكد من أنها تمتلك الحس الفني والخيالي، وأن تعي تماماً أن مجال الجرافيك عالم واسع جداً وأرض خصبة تسمح بالإبداع والابتكار، وأن ليس كل مصمم جرافيك رساماً ماهراً، فالجرافيك ديزاين لا يشترط بأن يكون الشخص بارعاً في الرسم، إنما يكفي بأن يكون لديه ذوق فني، كما أنصح المقبلين على هذا النوع من الفن، بأن يبتعدوا عن التقليد ويحتفظوا بلمساتهم الخاصة التي تميز أعمالهم وشخصيتهم».