مستجدات عديدة في حياة الفنان رامي عياش على الصعيدين الشخصي والمهني. فعائليّاً احتفل رامي بقدوم طفلته (أيانا) لتنضم إلى شقيقها (آرام)، ويعيش بذلك الزوجان رامي وداليدا بسعادة وفرح في كنَف أسرة كان يحلم عياش بتكوينها. أمّا مهنيّاً، فقد زار رامي القاهرة مؤخراً ووقّع فيها عقداً مُهمّاً، يتحدث عنه لـ«زهرة الخليج» في هذه الدردشة:
في البداية، يقول رامي: «زيارتي إلى القاهرة هذه المرّة كانت بدعوة من المنتج محسن جابر، مالك «عالم الفن» و«مزّيكا»، وذلك لإتمام تعاقدي معه حيث يتولى إنتاج ألبومي المقبل». وعن الألبوم يقول: «هو ليس جاهزاً للطرْح، إذ لم أنتهِ منه بعد، والألبوم يتضمّن 10 أغنيات، أتعاون فيها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين والموزعين من مصر ولبنان وسوريا، منهم على سبيل المثال: محمد يحيى، عزيز الشافعي، عمرو الشاذلي، محمد رفاعي، محمد شفيق وتُوما. وسيتم تسليمه بالكامل في غضون شهر أو اثنين، ومن المتوقع أن يُطرح في الأسواق قبل نهاية العام الحالي».

تَعامُل «عمْيَاني»

وعن تعاقده مع محسن جابر، يقول رامي: «حين عرَض عليّ محسن جابر أن نعمل معاً لم أفكر لحظة، وقلت له أنا أتعامل معك «عمياني»، وذلك لأنه من الشخصيات التي تخطفك بمجرّد معرفتها». وعن مدّة العقد يُخبرنا: «لم نُحدّد مدّة للتعاقد، ولكن ما دام هناك تفاهُم سنستمر مع بعضنا البعض». وكوْن المطربين أخذوا يتجهون مؤخراً إلى أغاني «الإيفّيه»، سألناه: هل يمكن أن نجد ذلك في ألبومك المقبل؟ يُجيب: «لا يوجد في ألبومي أيٌّ من أغاني «الإيفيه»، لأنني أخاف من هذه النوعية التي لا تعيش لفترات طويلة، فاستمراريتها تبقى لأوقات قصيرة، ولكنْ هناك فنانون يليق بهم هذا النوع ويتمكنون من تحقيق النجاح فيه.. أمّا أنا فأحب العمل الكلاسيكي، مثلاً ستجدون في ألبومي المقبل أغاني فيها 60 عازفاً، وأغاني أخرى فيها 90 عازفاً، لأنني أحب الـ«هارموني» وبدأتُ بهذا الموضوع منذ أن كان عمري 25 سنة، وذلك في أغنية «حَبّيتك أنا».

تامر حسني

ونسأل رامي: مؤخّراً بدأنا نرى أفكاراً جديدة في كيفيّة طرح الألبومات، منها مثلاً ما فعله تامر حسني في ألبومه «عيش بشوقك»، عندما قام بتصوير كامل أغاني الألبوم. فهل يُمكن أن نرى هذا منك؟ ويُجيب: «لا. فمن الصعب جداً أن يتم تصوير أغاني الألبوم بالكامل، لأن هذا يحتاج إلى وقت كبير، لكننا اتفقنا على أن يتم تصوير أغنيتين من العمل، إنما لم يتم تحديدهما بعد». وحول ما إذا كان ألبومه المقبل يُعتبر الأهم في حياته بناءً على تصريح كان قد أطلقه مسبقاً، يُجيب: «بالفعل، الألبوم المقبل هو الأهم في حياتي، لأنه سيكون من أفضل الألبومات التي قدّمتها، وأعمل على الـ«باك جراوند» بشكل كبير، لأنني موسيقي قبل أن أكون مطرباً، وأحب الهرموني الموسيقي جداً، ولذلك أهتم فيه بالجملة الموسيقية بشكل كبير».

«كرم على الفن»

وردّاً على النقد الموجّه إلى رامي عياش، بأنه من المطربين الذين يأخذون وقتاً طويلاً في تحضير أعمالهم، وما إذا كان سيتّبع السياسة ذاتها مع شركة «مزيكا»؟ يُجيبنا: «هذا الأمر شيء يخصّني بمفردي، لأني عندما أخذت خطوة التعاقد مع «مزيكا»، كان هناك ثقة كبيرة بيننا بأنني قادرٌ على تقديم أعمال تليق باسم الشركة وتحافظ عليها، وأنا أعلم جيداً بأن السيدة أم كلثوم كانت تجري «بروفات» قبل حفلاتها بشهور، وهذا يُسمّى «كرم على الفن»، ولكن الحال الذي وصلنا إليه مؤخراً في السرعة بتقديم العمل الغنائي، يجعله يخرج بشكل غير الذي يتمنّى المطرب أن يخرُج به». وعن الأعمال التي يُحضّرها رامي للتلفزيون، يقول: «سيُشاهدني جمهوري في السّبَاق الرّمضاني عام 2019، في عمل مصري لبناني تعاقدتُ عليه، ولكن لا يوجد أيّ تفاصيل حتى الآن، لأننا لا نزال في مرحلة الاتفاقات». وعن السينما يقول: «ليس لديّ خطة للسينما حتى الآن، لأن العمل الدرامي يأخذ الكثير من الوقت للتحضير له، ولكن إذا تَبقّى هناك وقتٌ فسوف أستعدّ لأعمال سينمائية».

أبّ للمرّة الثانية

بعد أن رُزق رامي عياش بابنته (أيانا)، سألناهُ: هل يمكن أن تُغيّر الأبوّة من اختياراتك في الغناء؟ يُجيب: «ستظل اختياراتي كما هي، لأني أودّ عندما يكبُر أولادي أن يُقدّروا الفن الذي كان يقدّمه والدهم ويكونوا فخورين به، ولكن الجديد الذي أفكر فيه، هو أنني بالفعل أتشوّق إلى فكرة تقديم ألبوم غنائي للأطفال». وحول سؤاله عن ما إذا تغيّرت نظرته إلى الحياة بعد أن أصبح أباً؟ يردّ رامي: «طبعاً الأبوّة شعورٌ لن يفهمه سوى الأب، ولكن بشكل عام لديّ حُب للأطفال كبير جداً منذ زمن طويل، وهناك اهتمامٌ و«أمَل ببُكْرَا». ولذلك قمتُ بإنشاء «جمعية عيّاش للطفولة»، التي تتمنّى أن تحمل ابتسامة كل طفل وتأمين التعليم له، بالتالي جَوّ الأبوّة أعيشه مع الأطفال منذ فترة طويلة. لكن عندما أصبح لديّ ابني (آرام) وابنتي (أيانا)، اختلفت المعايير بالنسبة إليّ قليلاً، وإنْ شاء الله سيرى أطفالي وأطفال العالم أياماً حلوة، وهذه هي أمنيتنا جميعاً».

زوجٌ مُخْلص

هل رامي عياش زوجٌ مُخلص؟ يُجيب قائلاً: «لا يوجد شخص في الدنيا ينسب الكمال لنفسه، ولكن في حالتي أنا مؤمن بالعائلة، وأخاف عليها وأحبها». وعن زوجته داليدا عياش التي هي من أشهر مصمّمات الأزياء في لبنان، يقول: «داليدا دائماً تأخذ برأيي، وأحب أن أكون إلى جوارها، لأنها بالفعل موهوبة كثيراً ومُتميّزة في عالم الأزياء حتى قبل معرفتي بها، لذلك أنا أتمنّى لها التوفيق في عملها».

العقلانيّة قبل الزواج

أخيراً نسأل رامي، هل بعد أن تزوجت أصبحت أكثر عقلانيّة؟ أم أنّ الأبوّة جعلتك أكثر عقلانية؟ فيرد مُجيباً: «أن يكون الزوج عقلانياً وواعياً.. فهذا الشيء يجب أن يصل إليه الرجل قبل أن يتخذ قراراً بالزواج، والزواج بلا شك يزيد من عقلانية الرجل لا أكثر ولا أقل، لكنه لا يجعل الرجل أكثر عقلانية. مثلاً، أنا مسؤوليّاتي هي نفسها، كالحفاظ على بيتي وعائلتي، وإذا زاد فرْدٌ على عائلتي.. أو لا سَمَح الله نقص فرد من العائلة، المسؤولية هي ذاتها، لذا على الإنسان أن يكون واقفاً بجانب أهله وعائلته وأصدقائه وأحبابه، وخاصة عائلته الشخصية، وأنا تربّيت على هذا الأمر، وما زلتُ أكمل طريقي في هذا الاتجاه بكل بساطة».