Mile 22

لا أدري ما الذي يريده هذا الفيلم، فمن المفترض أن تكون أفلام الأكشن التقليدية واضحة ومباشرة، لكن يبدو أن هذه هي المشكلة تحديداً، ففيلم Mile 22 حاول أن يبدو عميقاً وذا مغزى، بإضافة حوارات أخلاقية عن الخير والشر وصراعات النفس البشرية، والتنقل بين خطّين زمنيين طوال مشاهد الفيلم، لتكون النتيجة عملاً مفككاً ومشتتاً وكأنه حلقة اقتُطعت من مسلسل، والأدهى أن نهايته تَعد بجزءٍ ثانٍ. الفيلم ليس بذلك السوء لمن أراد المشاهدة لمجرد التسلية، لكنني بالطبع لن أوصي به لشخصٍ يطلب رأيي، وهو من الأفلام التي تدخلها فقط لأنه ليس لديك شيء آخر لتفعله، وتخرج منها وأنت لا تفكّر إلا بمكان تناول العشاء.

Christopher Robin

يتناول الفيلم قصة كريستوفر روبين، وهو ربّ أسرة يُفني وقته وجهده في وظيفته التي تُلهيه عن زوجته وابنته، وتصرفه عن الاستمتاع بأيامه، إلى أن يلتقي بصديق طفولته، الدب (ويني ذا بو) الذي يأخذ بيد صديقه القديم إلى مغامراتٍ تساعده على إعادة اكتشاف الشغف والبهجة، وترتيب سلّم أولوياته في الحياة. هذا هو ثاني فيلم أشاهده عن كريستوفر، فالفيلم الأول Goodbye Christopher Robin كان يتناول السيرة الذاتية الحقيقية لمبتكر شخصية الطفل ودميته (ويني ذا بو)، حيث استلهمها من ابنه الذي كان يلهو في الغابة برفقة ألعابه الدمى، ونال شهرةً واسعة لاحقاً حين أصدر أبوه كتاباً عنه. الفيلم موجّه للأطفال والآباء على وجه الخصوص، وكأنه مشروع يهدف للتقريب بينهم وتشجيعهم على تشارك الاهتمامات وأوقات الفراغ، أما الأعزب الذي سيدخل هذا الفيلم وحيداً كما فعلت؛ فسيشعر بأن أجواءه أليفة وعائلية أكثر مما ينبغي، لكن ذلك لا يمنع من اصطياد بعض المقولات الرائعة في الفيلم مثل: «الناس يقولون لا شيء مستحيلاً، لكنني أفعل لا شيء كل يوم».

Crazy Rich Asians

هذا الفيلم هو أفضل ما يُعرض في السينما في الفترة التي أكتب فيها هذا المقال، وأعدّه مفاجأة الأسبوع. تدور الأحداث حول فتاة أميركية من أصول صينية، تتلقى دعوة من حبيبها للذهاب إلى موطنه سنغافورة لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء، لتكتشف أن حبيبها ينتمي لعائلة فاحشة الثراء، ومتمسكة بعاداتها وتقاليدها، لتبدأ سلسلة من المواقف المربكة والطريفة التي تتسبب بها الفوارق في المكانة الاجتماعية، والتضارب بين البذخ والبساطة، والتزمّت والعفوية. الفيلم خفيف ولطيف، ويحتوي على المقادير المثالية من الكوميديا من دون تكلُّف، وهو من الأفلام التي توصي بها للجميع وأنت واثقٌ بأنها لن تخذلك.

The Equalizer 2

حين أسمع عن خبر إنتاج جزءٍ ثانٍ من فيلم أحبه؛ يتملكني شعور بالتوجس والخوف من أن تتعرض صورة الجزء الأول للتشويه، وكل ذلك بسبب مطامع تجارية لتحقيق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر. وهذا ما حدث مع الجزء الثاني من فيلم Equalizer، حيث بدا وكأن القائمين عليه استعجلوا تكرار نجاحهم السابق، وصنعوا وجبةً سريعة بمكونات لا تنضج إلا على نارٍ هادئة. يستمر (روبرت ماكول) في لعب دور البطل الذي يحقق العدالة بيديه، ويستفيد من عمله كسائق أوبر في اقتحام عالم الجريمة والوقوف إلى جانب المستضعفين، لكن الأمور تتخذ منحى خطيراً هذه المرة، لتصل إلى تهديد حياة المقربين من السيد ماكول، وتجبره على إخراج الوحش الكامن فيه. العامل الأبرز الذي يجعل هذا الفيلم يستحق المشاهدة هو (دينزل واشنطن)، فوجوده بمثابة إنقاذ لأي عمل، مع أن النص قد ظلمه حين أظهره بمظهر البطل الخارق المسؤول عن حماية ومساعدة الجميع، لينحرف الفيلم عن مسار الواقعية، ويكاد يكون أشبه بجزء من سلسلة عالم مارفل.