منذ اقترانها بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، عام 1960، شكّل وقوف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة «الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسَريّة»، «رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة» (أُم الإمارات)، في كل مرحلة من مراحل حكم المغفور له، عاملاً إيجابيّاً في الحدّ من صُعوبة مسيرة البناء والتطوير، التي وظّف الرّاحل الكبير كل مهاراته وقُدراته وخبراته في القيادة، من أجل تحقيقها للارتقاء بالمجتمع الإماراتي، وجعله على مستوى طُموحاته في اللّحاق برَكْب الدول المتقدّمة. بدوره، آمَن المغفور له بالدور الكبير الذي يُمكن أن تؤدّيه سموها في تغيير وضع المرأة وتحسين حالها في المجتمع الإماراتي، وقدّم لها كل الدعم الذي تحتاج إليه في مسيرتها هذه، فكانت له خير شريك في مسيرة البناء والتطوّر.
بعد رحيل المغفور له عام 2004، واصلت سموها مسيرتها في تمكين المرأة الإماراتية، ولم تَتخلّ عن مسؤوليّاتها، وظلّت وفيّة لمبادئ القائد المؤسّس، تستلهم دَوْمَاً من رؤيته في تعزيز دور المرأة، وتحرص على ذِكْر مآثِره وأعماله وبيان حكمته في كل مناسبة وطنيّة واجتماعية.
ففي مناسبة تهنئة سموها بتخريج دفعة من طالبات (جامعة الإمارات) و(جامعة زايد) و(كليات التقنية العليا) في عام زايد، حرصت سموها على تذكيرهنّ بدور المغفور له، في إرساء دعائم العلْم وبناء صرُوحه لإيمانه بدور العلم في بناء الوطن، وممّا جاء في حديثها:
«هنيئاً لخرّيجات هذا العام باحتفالهنّ في عام زايد، عام المآثر الخالدة بكل مَعانيها السامية ودلالاتها حاضراً ومستقبلاً. الشيخ زايد (طيَّب الله ثراه)، الذي أرْسَى دعائم نهضة تعليمية منذ تأسيسه دولتنا الغالية.. فالتعليم الذي كان أول أولوياته إيماناً وإدراكاً بأن خيار الأمم إذا أرادت التقدم وبناء صرُوح حضارتها، هو صناعة أجيال مُتعلّمة ومثقفة، مُفعمة بالعزيمة على مواكبة المسيرة العلمية العالمية والإسهام في تعزيز ركائزها بالإبداع والابتكار».
وخلال الاحتفال بتدشين «صَرْح زايد المؤسّس» بداية العام الجاري في أبوظبي، أكدت سموها على القيَم والمبادئ الإنسانية التي ترسّخت في فكر زايد، وممّا قالته سموها: «صَرْح زايد المؤسّس سيُتيح نافذة مُهمّة، يُمكن من خلالها التعرف بشكل شامل إلى حياة المغفور له، كقائد فريد من نوعه وإنسان يحمل الخير للبشرية جَمْعَاء، فضلاً عن القضايا والأفكار التي دافع عنها، والقيَم التي نشرها في دولة الإمارات والعالم، والتي أظهرت كيف كان «رحمهُ الله» حكيماً في التعامُل مع القضايا الداخلية والخارجية، وكيف كانت له الكثير من المواقف والمبادرات التي انتصرت لقيَم الحق والعدل والشرعية». وفي احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بـ«يوم الطفل»، وتخصيصها يوم 15 مارس من كل عام يوماً للطفل، أعادت سموها التذكير بنظرة الشيخ زايد للطفل واعتباره ثروة المستقبل، إذ قالت: «إنّ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، كان دائماً يَرْعَى الأطفال وينظُر إليهم نظرة الواثق، ويأمَل بأن يكونوا عدّة المستقبل، فلذلك حَثّ على الاهتمام بهم وتوفير كل مقوّمات الحياة لهم». ويُعتبر «العيد الوطني» من المناسبات الكبرى التي تحرص خلالها سموها على التذكير بحلم المغفور له، ببناء وطن يعيش فيه شعبه برفاهيّة، وفي هذا الصدد سبق أن قالت سموها: «إنّ «العيد الوطني» يُذكّرني دَوْمَاً بفكرة «الاتحاد» وهي في بدايتها الأولى، عندما كانت أمَلاً يُداعب أحلام رئيس الدولة، ويشغل فكره وباله منذ أن كان حاكماً للمنطقة الشرقية، حتى لقد أصبحت الفكرة يومها دُعاءً يومياً في صلاته، يُناجي رَبّه كي يتحقق ويَرَى النّور، فقد كان مُجرّد تحقيقه يعني بالنسبة إليه أشياء كثيرة. إنّ البداية كانت متواضعة، ولكن الطموح كان كبيراً، وكان على رئيس الدولة (حاكم أبوظبي وقتها)، أن يبذل طاقة غير عادية في الإقناع وفي تقريب مفهوم الوحدة وهدفها وفوائدها إلى جيرانه، وفي تبديد كل الشكوك حول فكرته الوحْدَويّة البعيدة عن أي أطماع شخصيّة.. اللَّهُمَّ إلّا إرضاء الله وراحة الضمير.. إنّها أيام لا يُمكن أنْ تُنسَى».