إذا كنت ترغبين في الحفاظ على صحة بشرتك وشبابها، أصبح لا يكفي استعمال مستحضرات التجميل وكريمات واقي الشمس العادية التي تحمي ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية UVA وUVB. فقد أثبتت دراسات عديدة علمية بأن الضوء الأزرق الصادر من الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية والـ«لابتوب»، يؤثر سلباً في خلايا الجلد ويُسرع ظهور علامات التقدم في السن مثل التجاعيد العميقة والترهّل وحتى البُقع الداكنة. فهذا الضوء الذي يسمح للمستخدم بقراءة الشاشة في حالات الضوء الشديد وفي الظلام على حد سواء، يُسرّع عملية تأكسد الخلايا ويُثير الالتهابات الخلوية، ويتلف الحاجز الخارجي الذي يحمي البشرة من أضرار العوامل الخارجية المسبّبة لعلامات الشيخوخة والشحوب واللون غير الموحَّد.

أضرار عديدة

كشفت دراسة قامت بها شركة «كوالتريكس للأبحاث العلمية والاجتماعية»، عن أن الأشخاص من جيل الألفيّة الثانية ينظرون إلى هواتفهم أكثر من 150 مرّة في اليوم، ويتعرضون لضوء الشاشات لمدة تفوق العشر ساعات يومياً. وحسب أبحاث جديدة أقيمت في (جامعة توليدو) في الولايات المتحدة، إنّ التعرض للضوء الأزرق لساعات طويلة يُثير إنتاج جزيئات سامة داخل خلايا العين، ممّا يؤدي إلى الضمور البقعي، كما يؤثر في جودة النوم بسبب تنشيطه للخلايا الدماغية.
وتقول بيانكا إيستيل، أخصائية العناية بالبشرة وصاحبة عيادة شهيرة في لندن، «قد لا نُدرك مدى خطورة الضوء الأزرق المعروف أيضاً باسم High Energy Visible Light، وتأثيره السلبي في شبابيّة البشرة. فهذه الأشعة تخترق الجلد بشكل أعمق من أشعة الـUVA والـUVB، مما يؤدي إلى التلف الجذري لخلايا البشرة، ويسبب تكسّر أربطة «الكولاجين» و«الإيلاستين»، التي تعطي البشرة شكلها الممتلئ والشبابي. فالعمل أمام شاشة الحاسوب لمدة ثماني ساعات في اليوم، يُعرّضك لطاقة تُماثل 20 دقيقة تحت أشعة شمس الظهيرة».

حلول فعّالة

ولكن بفضل التطور العلمي السريع في عالم الجمال، أسرعت العديد من شركات العناية بالبشرة، بابتكار وتطوير مستحضرات تحمي البشرة من أضرار الضوء الأزرق وتُقلل من تأثيرها في خلايا الجلد، ومنها Dr. Sebagh Supreme Day Cream، وهو من أوائل المستحضرات التي تم تطويرها خصّيصاً لمحاربة آثار الضوء الأزرق في الجلد، ورذاذ bea Solar Defence SPF 30 Spray المضاد للماء الذي يحتوي على ثاني أكسيد التيتانيوم لحماية البشرة ضد جميع أنواع الأشعة المضرّة، وMurad Environmental Shield City Skin Age Defense المعزَّز بمادة اللوتين المضادة للتأكسد، والتي تمنع الضوء الأزرق من اختراق الجلد.
على صعيد آخر، يُستخدم الضوء الأزرق من قِبل أطباء الأمراض الجلدية منذ أعوام طويلة كعلاج فعال ضد حَبّ الشباب. حيث يقول الدكتور فادي حداد، طبيب أمراض الجلدية في دبي، إنّ هذا النوع من الأشعة يتميز بعناصر مضادة للبكتيريا، وتحديداً P.Acnes المسبب في حدوث حب الشباب. وبينما تستخدم موجات معيّنة لعلاج البشرة، تنشر الأجهزة الإلكترونية مجموعة أوسع بكثير من موجات الضوء الأزرق، وعلى الرغم من أننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث لفهم أبعاد تأثيرها في البشرة، إلّا أن ثمّة بعض الأدلّة التي تُثبت أن هذا النوع من الأشعة الخارقة يُتلف الخلايا ويضر الطبقات العميقة من الجلد. ولكن لا توجد أي أدلة تربط بين الضوء الأزرق والإصابة بسرطان الجلد».
لحماية البشرة من أضرار الضوء الأزرق، ينصح الدكتور فادي باستعمال الكريمات الواقية من الشمس التي تحمي ضد جميع أنواع الأشعة. وينصح بالبحث عن المستحضرات التي تحتوي على مكوّنات فعّالة، مثل أكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم، أو حتى أكسيد الحديد التي تشكل حاجزاً على سطح الجلد. وتتميّز الكثير من التركيبات الحديثة باحتوائها على جزيئات مُغطاة بمادة الميلانين الحامية التي تفتت الضوء المرئي. فلا تنسي حماية بشرتك بواقيات الشمس كل يوم، حتى عند عدم الخروج من المنزل أو التعرض المباشر للشمس.