من المسالمة إلى الإغراق في الإجرام.. نجح الفنان المصري آسر ياسين في تقديم شخصية «طه الزهار» في فيلمه الجديد «تراب الماس»، والذي عُرض في عيد الأضحى، واحتل المركز الثاني على صعيد إيرادات أفلام الصيف، بعد فيلم «البدلة». وقد استطاع آسر من خلال هذه الشخصية وباتفاق الجمهور والنقاد على حد سواء، إثبات أنه ممثل من طراز خاص، وخلال هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، يكشف ياسين كواليس «تراب الماس» وأشياء أخرى.

مَرْجَع واحد فقط

• كيف استعددت لتقديم شخصية «طه الزهار»، خاصة أن رواية «تراب الماس» تم طرحها منذ سنوات؟
- لم أقرأ الرواية منذ طرحها حتى الآن، لكني قرأت السيناريو الخاص بالفيلم، فضلاً عن أني سبق أن قرأت للكاتب أحمد مراد من قبل أكثر من رواية منها: «فيرتيجو»، و«أرض الإله»، و«موسم صيد الغزلان»، في الوقت ذاته كنت مُتعمّداً ألّا أقرأ «تراب الماس»، خاصة بعد أن علمت بوجود اختلافات بسيطة بين السيناريو والرواية، وأريد القول إن المخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد، كانا السبب في المجهود الذي بذلته لتخرُج الشخصية بهذا الشكل.
• ما السبب في عدم قراءتك للرواية؟
- لأنني لم أُرِد التشتت بين القصة والسيناريو، وتعمّدت التركيز على مَرْجَع واحد فقط ومناقشته دون الدخول في تفاصيل أكثر، فقد تخيلت تاريخ الشخصية، وكتبت نحو ست صفحات عن حياتها باللغة العربية والإنجليزية، ووجدت أن المخرج والكاتب أخَذَا أشياء ممّا كتبت عن «طه الزهار»، وتم الاستعانة بها في الفيلم.
• إذن تَدخّلت في كتابة شخصية «طه الزهار» مع المؤلف أحمد مراد؟
- عمري ما أتدخل في كتابة شخصية، ولكن من الممكن إضافة معلومة صغيرة أو سؤال قد يلفت انتباه المخرج أو السيناريست، ويقوم في العادة هذا النقاش على العقلانية وتبادل وجهات النظر.

رسالة «تراب الماس»

• قِيل إنّ فيلم «تراب الماس» لم يكن مناسباً للعرض في «عيد الأضحى».. فهل تؤيّد هذا الرأي؟
- دائماً توزيع الفيلم ووقت طرحه وعرضه في السينما يخص شركة الإنتاج، ومع ذلك أعتقد أن الفيلم الجيّد يُعرض في أي وقت ويحقق النجاح، وتوقيت طرح «تراب الماس» قبل عيد الأضحى كان ذكيّاً، واستمراره في العيد جاء لمصلحة الفيلم.
• هل تعاطف الجمهور مع القاتل «طه الزهار» في رأيك؟
- للأسف نعم، حَدَث تعاطُف مع القاتل، وتلك هي رسالة الفيلم، حيث أنّ العدالة لو اختفت ستتحول الدنيا إلى غابة، علماً بأننا من أول مشهد لم نَقُل إنّ «طه الزهار» لديه ملامح البطولة و«السوبر هيرو»، بدليل أنه لا يلتفت إليه أحد حين يسير في الشارع، فهو شخص عادي تحول بسبب اختفاء العدالة والاكتشافات المذهلة والحقائق التي تَوصّل إليها، إلى شخصية أخرى.
• هل بالفعل قررت تَعلُّم «الدرامز» استعداداً لدورك في «تراب الماس»؟
- منذ أن بدأت التمثيل وضعت معايير معينة وهي التي أسير وفقها حتى الآن، وأعتقد أنها عالمية يتبعها أغلب الممثلين المحترفين، فتجد في السيرة الذاتية الخاصة بهم مهارات غير طبيعية وإمكانات إضافة إلى التمثيل، سواءً أكان رقصاً أم ركوب الـ«موتوسيكلات» أم عزف «الفلوت» أم «الدرامز» أم ممارسة الرياضة، فجميعها تُعتبَر من أدوات الممثل التي تزيد من صقله كلما نمّاها، لذا أعتقد أنني عندما تعلمت «الدرامز» قبل تصوير الفيلم، عَزّز من مصداقيّة الشخصية، وذلك هو الذي يميّز هذا الجيل، ففيلم «روكي» من بطولة النجم «سيلفستر ستالون» على سبيل المثال، لم تكن «الملاكمة» رياضة حقيقيّة في أول أجزائه، ولكن مع وجود أجزاء أخرى تطور وأصبح مُقنعاً أكثر، وهذه هي المدرسة الحديثة للسينما. لذا أصبح هناك مُتخصصّون ومُدرّبون لكل مهنة يتعلمها الممثل ليؤدّيها، ومهمة الممثل تكمُن في تَعلُّم أي مهنة في وقت قصير.

أصعب الشخصيات

• أين تضع شخصية «طه الزهار» في «تراب الماس»، مُقارنةً بما قدّمته في مشوارك الفني؟
- إنها من أفضل وأصعب الشخصيات التي قدمتها في حياتي الفنية، وكان من أصعب المواقف التي قابلتها في تأدية الدور، أنه من المفترض أن يظهر «طه» بشكل ضعيف وطيّب ومُسالم، لكنه يتحول إلى قاتل، وتكمُن الصعوبة في هذا التحول، خاصة أن ذلك لا يظهر عليه لأنه ليس «بلطجي»، فكان الأصعب في شخصية «الزهّار» يتمثّل في كيفية أن نصل إلى الجمهور، ليقول «عندك حق» في التحول من شخص مُسالم وهادئ إلى شخص قوي. ومن الصعوبات التي واجهتني أيضاً، أنني عندما وقّعت على بطولة الفيلم، وذلك بعد انتهائي من فيلم «من ضهر راجل»، كانت لياقتي البدنية عالية في هذه الفترة، لأنني كنت أمارس لعبة «الملاكمة»، وكان من المفترض أن يقل وزني بطريقة كبيرة، وبالفعل خسرت تسعة كيلوجرامات من وزني، كما أنه كان مقرّراً أن يظهر التعب على ملامحي وجسدي، لذا كنت أتابع مع طبيب تغذية، إلى أن وصلت في النهاية إلى الشكل المطلوب للشخصية.

سبب الرّعشة

• ما المختلف بين تعاونك مع المخرج مروان حامد في «تراب الماس» والمخرجين الآخرين؟
- مروان حامد من الأسماء الكبيرة في مصر على الرغم من صغر سنّه، فهو مخرج خاص وصارت أفلامه يعرف منذ أول مشهد بأنها من إخراجه، شأنه شأن داوود عبد السيد، أو شريف عرفة. وبالنسبة إليّ، توحّدتُ مع الشخصية خلال عملي مع مروان، لأنه كان إلى جانبي في كل مرحلة من مراحلها، حيث جلسنا مع «صيدلي»، ودرسنا علمياً أثر الضربة التي تعرض لها «طه» وسبّبت له الرّعشة، فكل هذه الأشياء كان يهتم بتفاصيلها جداً.
• سمعنا أنك مُرشّح لتقديم شخصية «أدهم صبري»، بطل روايات «رجل المستحيل». ما حقيقة ذلك؟
- غير صحيح ما نُشر حول هذا الأمر، ومن الأساس لم يُعرض عليّ تقديم هذه الشخصية.