يعكس التصميم الداخلي للمنزل نمط حياتنا وأسلوبنا، ليجسّد اهتماماتنا والشكل الذي نودّ من خلاله التفاعل مع الآخرين. إلا أن إضفاء الطابع الشخصي والفريد على المنزل ليس بالمهمة السهلة، خصوصاً في ظل الأسواق التي تعج بأنواع الأقمشة والألوان والطبعات والأنسجة، والتي قد تصيب أي إنسان بالحيرة والضياع بين صيحات الموضة والتفاصيل الدارجة، وغيرها من اللمسات الضرورية لتصميم بيت الأحلام.

فعندما ترغبون في إعادة تصميم الديكور الخاص بمنزلكم وتقررون تخصيص الوقت والمال اللازمين لإتمام هذه العملية، احرصوا دائماً على تصور النتيجة النهائية بشكل جيد وتجنبوا الوقوع في الهفوات الشائعة. وسواءً أردتم تغيير ديكور إحدى الغرف بشكل كلّي أم إجراء تعديلات ضمن إحدى زوايا المنزل، تأكدوا من امتلاك الأدوات والأفكار المناسبة.
ويشاركنا ميدي نافاني، الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لدى «ديزاين هاوس ميدي»، نصائح قيّمة حول أبرز الأخطاء الشائعة في عالم التصميم الداخلي، ليساعدكم على تجنبها مستقبلاً، ويُلهمكم ببعض الأفكار للارتقاء بجمال منزلكم.

عدم تقليد النماذج المعروضة

عند زيارة متجر لقطع الأثاث، نلحظ التنسيق الرتيب لهذه القطع التي تطغى عليها صياغات لونية متشابهة. وقد يقع البعض في فخ تقليد هذه الديكورات التي لا تعكس الروح الخاصة بصاحب المنزل، ولا تنمّ عن ذوقٍ عصري أو استثنائي، إذ قد يكون الخروج عن المألوف أمراً جيداً، من خلال اختيار نماذج متنوعة وألوان مختلفة من شأنها أن تضفي المزيد من الحيوية والفرادة على المنزل. كما تلعب القطع الجريئة دوراً مُتميّزاً في كسر الصورة النمطية للديكورات المنزلية، ويمكن للمزج بين التفاصيل المتناقضة واللمسات المتجانسة، أن يولّد مزيجاً رائعاً يتجاوز التوقعات.

اختيار الأثاث أولاً

يجب الحرص دائماً على اختيار ألوان الستائر والوسائد والأثاث قبل اختيار اللون الخاص بالطلاء، فاختياركم المسبق للون الطلاء قد يَحدّ من خياراتكم المتاحة فيما بعد. وسيكون اختيار لون الطلاء الذي يتماشى مع بقيّة ألوان الديكور أمراً أكثر سهولة من القيام بهذه العملية على نحو مَعكوس. كما يُعتبر تغيير لون الطلاء أقل تكلفة بكثير من استبدال قطع الأثاث، لذا ابدأوا باختيار قطع الأثاث التي تعجبكم أولاً، ثم اختاروا لون الطلاء الذي يتماشى معها.

تجنُّب الإكثار من الوسائد

تُعتبر الوسائد طريقة فعّالة وذات تكلفة معقولة، بإمكانها إنعاش الديكور الخاص بغرفة الجلوس وإضفاء طابع مُتميّز. لكن الإكثار منها على الأرائك والأسرّة أمرٌ غير مستحب، فهي تستأثر بالانتباه وتؤثر بصورة سلبية في المظهر العام للغرفة لتجعل منها مساحة غير مُريحة. لذا، عندما تتخذون القرار بإجراء تعديلات على منزلكم، تذكروا أن الإكثار من أي شيء ليس الخيار الأنسب دائماً، فالكثير كما القليل قد لا يكون خياراً صائباً.

انتقاء السجاد بعناية

يُمكن للسجاد أن يلعب دوراً أساسياً في إثراء مظهر المنزل، ويُعد طريقة فريدة تضفي طابعاً ودفئاً خاصاً على الديكور. لكن اختيار الحجم الخاطئ للسجادة أو وضعها في المكان غير الملائم يؤثر بصورة مباشرة في جمالية الغرفة وتناغمها، حيث يمكن لبساط بسيط في غرفة صغيرة أن يعطي طابعاً أكثر رحابة للمكان، ولكنه بالتأكيد لن يبدو جميلاً في غرفة واسعة. ولا بد من مُراعاة أبعاد الغرفة عند اختيار شكل وحجم السجادة لتتماهى مع الديكور العام بصورة جميلة، وقد يكون الاستغناء عنها نهائياً خياراً أنيقاً أيضاً.

عرض القطع الفنية بصورة أنيقة

 تُعتبر القطع الفنية طريقة سهلة لإضفاء المزيد من الألوان والحيوية على الغرفة التي تحتاج إلى المزيد من اللمسات الجمالية. ويُفضّل اختيار هذه القطع بعناية لتعكس الذوق الشخصي لصاحب المنزل وتنضح بحميميّة المكان، كما يجب أن تنسجم مع الأثاث والتصميم الداخلي العام. لكن احذروا تحويل منازلكم إلى متحف، فقد تقلل هذه القطع الكثيرة من جاذبية الغرفة وتؤثر في مظهرها سلباً، إذ تنحصر مهمتها بإبراز جمالية المكان من دون أن تطغى على المكان ذاته.

اختيار التفاصيل الأنسب لكل غرفة

يتحول المنزل إلى ركن حميمي ومُفضّل عبر الاهتمام بالتفاصيل، كالصور الشخصية والتذكارات المتنوعة وغيرها من القطع الصغيرة المزخرفة والاستثنائية. ويمكن لهذه اللمسات التي تربطنا بلحظاتٍ جميلة أن تحول المنزل إلى مكان ينضح بعبير الذكريات المحبّبة ويفيض بالدفء والحب. لكن حاولوا اختيار التفاصيل الأنسب لكل غرفة، واستعرضوا عدداً أقلّ منها في المساحات المشتركة، ففي الأغلب تجد هذه القطع العزيزة مكاناً لها في غرفكم الخاصة، كغرفة النوم أو المكتب. وتجنّبوا وضع القطع التزيينيّة الخاصة بكم على مَرْأى من الجميع، فقد تؤثر في أناقة الغرفة وتولّد شعوراً بالفوضى وعدم التجانس.