يُعَد سقوط الشعر مشكلة شائعة بالنسبة إلى النساء والرجال على حَدّ سواء في الشرق الأوسط. وسواء أكانت المشكلة وراثيّة أم تعود لأسباب صحية مثل مرض «الثعلبة»، أو ناتجة عن تناول بعض أنواع الأدوية، فإن هناك عدداً من الحلول المتوافرة في الأسواق. والآن، دخلت تقنية الإنسان الآلي مجال العمل على إعادة كثافة الشعر مع نظام ARTAS لزراعة الشعر. وهنا يُشاركنا الدكتور لوكيش هاندا، اختصاصي جراحة تجميلية في دبي، أسرار هذه التقنية الاستثنائية.

تقنيّة متطورة

يُعتبر الآن إجراء العملية عن طريق الـ«روبوت» أسلوباً مُفضّلاً، بسبب الدقة وإتقان الحركة التي تتميّز بها الماكينات الآليّة، وأيضاً بسبب ارتفاع نسبة وضوح الصور التي تسترشد بها حركات الـ«روبوت» للعثور بحرص شديد على المنطقة التي تساعد على حصاد الشعر بشكل مُعيّن، يسمح بالحفاظ على الشكل الطبيعي للمنطقة المتبرّعة في فروة الرأس.
يستخدم «نظام أرتاس» صوراً رقميّة متطورة جداً لفحص وتحليل فروة الرأس، ونزع أفضل وأقوى بُصَيْلات الشعر السليمة. ولكن تَبَعاً لـمَـا يقوله الدكتور لوكيش، «فإن الطبيب يبقى مشاركاً في التخطيط للحالة وتحديد تصميم خط الشعر، ويحدد عدد القطع التي سيتم نزعها من المنطقة المتبرعة في فروة الشعر لإعادة زرعها في المناطق الخالية المصابة بالصلع، المدة التي ستستغرقها العملية، وأيضاً عملية التخدير ووضع العلامات المحددة على الرأس وكثافة الشعر المزروع، وذلك خلال مرحلة وضع الخطة والتحضير لخطوات تنفيذ الجراحة».

حصد الشعر

ويوضح د.لوكيش «أنه يُمكن للنساء والرجال على حَدّ سواء الخضوع لهذه العملية، وخصوصاً المصابين بتراجُع في خط الشعر الأمامي أو الصلع فوق قمة الرأس. أما الحالات المصابة بمساحات أكبر من الصلع، فتحتاج إلى المزج بين أسلوب التقنية الآليّة والأساليب التقليدية للعلاج، مثل حصد شعر الجسم لتحقيق التغطية المثالية الممكنة للأماكن المصابة بالصلع في فروة الرأس». ويضيف: «كأي عملية لزراعة الشعر، فإن الجراحة بالتقنية الآلية يتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي، حيث لا يكون هناك أي شعور بالألم خلال الجراحة، ويتم منح المريض مُسكنات للألم ومضادات حيوية بعد الانتهاء من إجراء العملية».
وعن مدة الشفاء قال: «تستغرق عملية الشفاء من الجراحة بالتقنية الآلية مدة أقل مما تستغرقه في معظم عمليات جراحات التجميل، حيث لا يوجد جرح أو حاجة إلى أي خياطة جراحية. ويمكنك العودة للعمل والنشاط اليومي بعد يوم أو اثنين فقط، حيث إن مدة الشفاء قصيرة. مشيراً إلى أن بعض الأطباء يفضلون مُراجعة المريض لهم في صباح اليوم التالي لإجراء العملية، ليقوم بفحص فروة الرأس وتعليم المريض كيفية رعاية الشعر الجديد الذي تمّت زراعته».
ومن الممكن أن تُصاب ببعض الندوب، ولكن لأنها يندر مُلاحظتها فهذه مسألة ليست من دواعي القلق الكبيرة بعد الجراحة. ويمكن أيضاً إجراء الجراحة بهذه التقنية لزيادة كثافة شعر الوجه واستعادة ما فقد منه.
ويؤكد الدكتور لوكيش مُختتماً: «إنّ الشعر المزروع من الممكن أن يبقى طوال الحياة لو تم أخذه من منطقة سليمة تتمتع بالصحة في فروة الرأس، ولو تمّت رعايته بشكل سليم بعد إجراء الجراحة. ولكي تحصل على أفضل النتائج وتعتني بالشعر الجديد بشكل صحيح، يجب غسله بانتظام باستعمال مستحضرات تنظيف لطيفة».