يغلب المشهد الذكوري عادة في المناصب العليا خاصة السياسية منها حيث إن معظم الرؤساء وقادة الدول حول العالم هم من الرجال ولكن عند دخول المرأة عالم السياسة منذ أواخر القرن العشرين لم يكن دخولها سهلاً، لكنها برهنت قدرتها واستطاعت أن تنافس الرجل وتتخطاه متحدية كل العوائق لتحكم البلاد بكل حزم، فحققت التنمية والرفاهية لشعبها ونالت الشعبية التي أبكت محبيها لدى مغادرتها منصبها. في هذا التحقيق نذكر أبرز النساء اللاتي تولين مناصب سياسية، منهن من غادرن هذه المناصب وبعضهن يدرن دفة شؤون بلادهن.

تساي إنغ ون

هي الرئيسة المنتخبة لجمهورية الصين منذ العام 2016، وتعتبر أول امرأة تنتخب لهذا المنصب في البلاد، تقدمت بأكثر من 50% من الأصوات على نظيرها إريك تشو مرشح الحزب القومي الصيني، لقيت ترحيباً شديداً من الشعب التايواني، حيث ملأ أنصارها الشوارع وحملوا اللافتات المؤيدة لها. خلافاً للكثيرين لم تأت تساي إنغ ون من عائلة سياسية بل نشأت في منزل ثري، حيث كان والدها متزوجاً من 4 سيدات ولديه 11 طفلاً هي أصغرهم، حصلت على شهادة في القانون من جامعة تايوان الوطنية ثم توجهت إلى جامعة «كورنيل» في نيويورك لتحضر الماجستير وبعدها بدأت الدراسة في بورصة لندن، حيث حصلت على الدكتوراه في القانون. تعتبر تساي الزعيمة الألمانية «أنجيلا ميركل» ملهمة لها بل وتعتبرها منافسة لها.

الملكة إليزابيث الثانية

تعتبر إليزابيث الملكة الدستورية لست عشرة دولة من مجموع 53 من دول الكومونولث التي ترأسها، هي رئيسة كنيسة إنجلترا وملكة المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا ورئيسة الكومونولث وملكة 12 دولة أصبحت مستقلة منذ انضمامها وهي أطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش. انخرطت في المهام الرسمية بشكل أكبر بعد وفاة والدها وتجاوزت بحنكتها الكثير من الصعاب والأزمات، حيث سعت إلى تحديث الملكية وجعلها أكثر تفاعلاً مع البريكانيين، أجري استطلاع للرأي في عام 2006 أظهر أن 85% من المستجوبين راضون عن طريقة عمل الملكة ودورها. تميزت فترة حكم الملكة إليزابيث الطويلة والتي عمها السلام بالدرجة الأولى بتغيراتٍ كبيرة في حياة مواطنيها، ونفوذ بلدها، وفي النظرة التي تشكلت في العالم أجمع حول بريطانيا، إضافةً إلى كيفية تقدير الملكية وتمثيلها.

مارغريت تاتشر

هي أيضاً سميت بالمرأة الحديدية بسبب السياسة الاقتصادية «العنيفة» التي اتبعتها في تسيير شؤون بريطانيا عندما كانت رئيسة للوزراء منذ 1979 إلى 1990، تعتبر بأنها المرأة الوحيدة ببريطانيا التي ترأست حزب المحافظين من 1975 إلى 1990، كما أنها المرأة الوحيدة التي قلدت منصب رئيسة الحكومة في بريطانيا وأول شخصية بريطانية تكسب ثلاثة انتخابات متتالية.. عرفت بجرأتها السياسية وبسياستها الاقتصادية الليبرالية. فبعد وصولها إلى الحكم في 1979، نفذت سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، أقل ما يقال عنها إنها كانت جريئة ولم تكن مقبولة كلها من قبل الرأي العام البريطاني، خاصة من نقابات العمال.

إلين جونسون سيرليف

سيدة أفريقيا الحديدية، الأنثى الأولى التي انتُخبت رئيسةً في أفريقيا، وهي الرئيس الرابع والعشرين لليبيريا،هي خبيرة اقتصادية من خلال التدريب، وتولت منصبها في عام 2006 كأول رئيسة منتخبة ديمقراطياً في أفريقيا بعد انتهاء الاستعمار. أحرزت تقدماً كبيراً في سبيل تخليص ليبيريا من الديون الخارجية المدمرة، كما عملت من أجل تحرير النساء الأفريقيات اللواتي تحمّلن وطأة العنف وعدم الاستقرار والفقر التي أصابت القارة لفترةٍ طويلة، وبذلك برزت قدرتها على العمل لتعافي الأمة الأفريقية من كابوس الحرب الأهلية الطويل. مُنحت جائزة نوبل للسلام بسبب جهودها في تحقيق السلام في بلدها، لقد أحيت الأمل القومي من خلال تعزيز مؤسسات الأمن القومي، وتنشيط الاقتصاد الوطني لاستعادة سمعة ليبيريا الدولية ومصداقيتها.

كريستينا فيرنانديز

هي الرئيسة الأرجنتينية من عام 2007 إلى 2015، تسلمت مقاليد الحكم من زوجها نيستور كيرشنر، امرأة طموح استعدت لهذا المنصب وساعدتها عليه قوة شخصيتها، ذاع صيت حنكتها السياسية أكثر من زوجها الذي كان لفترة طويلة حاكماً لإحدى المقاطعات. ناضل كلاهما إلى جانب حزب العدالة. وقد ساعدت كريستينا زوجها في الوصول إلى سدة الحكم في الوقت الذي كانت فيه الأرجنتين تمر بأزمة اقتصادية حادة وعلى شفير الانهيار. فتحت محاكمات بالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في عهد الديكتاتورية العسكرية وعلى الصعيد الدولي، فقد أصبحت الأرجنيتن بفضل قيادتها في مصاف دول أميركا اللاتينية اليسارية ولها مقعد في مجموعة العشرين.

أنجيلا ميركل

دخلت أنجيلا ميركل، عالم السياسة عام 1989 بعد سقوط جدار برلين، هي مستشارة ألمانيا، وزعيمة الاتحاد المسيحي الديمقراطي، تولت منصبها عام 2005، وفازت بثلاث دورات متتالية، وهي أول امرأة بهذا المنصب في ألمانيا، أطلقت عليها الصحف والمجلات العديد من الألقاب منها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي، كما يطلق عليها الألمان لقب «الأم»، لما يجدون فيها ربما من عاطفة وتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية، صنفتها مجلة فوربس الأميركية أقوى امرأة في العالم نظراً لبقائها في الحكم مدة طويلة ولنجاحها الاقتصادي الباهر وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تودي بأخرى إلى الإفلاس.

ديلما روسيف

سياسية برازيلية قوية الشخصية، تعتبر أول امرأة تنتخب لمنصب رئاسة البلاد، وذلك عام 2011.  انضمت إلى الحكومة في عام 2003 كوزيرة للطاقة، ودعمت حينها سياسة حزب العمال الحاكم في تفضيل دور قوي للدولة والقطاع العام في القطاع المصرفي والصناعة النفطية والطاقة. عرفت بكفاحها المسلح ونضالها السياسي ضد النظام العسكري الذي حكم البرازيل إلى عام 1985 كان أول تحد كبير تواجهه روسيف بعد سنوات قليلة في دورة رئاستها الأولى، عندما خرج الناس للشوارع في عام 2013 للاحتجاج على الفساد وسوء الخدمات وكلفة استضافة بطولة العالم في كرة القدم عام 2014.وتعهدت روسيف بعد فوزها بدورة رئاسية ثانية في 2014 أن تكرس فترة رئاستها الثانية لتحقيق تعافٍ اقتصادي ومكافحة الفساد والاستثمار في التنمية الاجتماعية.