متعة التحدي

«بدأت قصتي برغبتي في استكشاف دولة الإمارات، حيث يوجد العديد من التجمعات السكنية والقرى على طول المنحدرات الجبلية، وهي أماكن غالباً ما تكون قريبة ولا تستغرق أكثر من ساعة للوصول إليها، ولكن بعضها تحتاج إلى مهارات متقدمة، إلى جانب السرعة وقوة التحمل. لذا بدأت التدرّب لزيادة قوة تحملي لأصل إلى فترة تتراوح بين  6 و11 ساعة من المشي المتواصل في الطرق الوعرة. صرت أستمتع بالتحدي وقمت بالانضمام إلى مجموعة من الأشخاص ممن لديهم نفس الرغبة في الوصول إلى قمم الجبال». هكذا تروي المغامرة الإماراتية هنادي الهاشمي بداية قصتها التي ما زالت تصنع فصول نجاحها إلى الآن.

شهادة وإنجازات

تقول الهاشمي: «خضعت لدورات تدريبية خاصة بتسلق الجبال في كل من بريطانيا وفرنسا، لكي أطور من مهاراتي في التسلق والإسعافات الأولية في البر. وتمكنت إلى الآن من تسلق أكثر من 10 جبال حول العالم، إلى جانب أربع قمم من «قمم العالم السبع» وهي أعلى جبال في كل قارة وفقاً للائحة «مسنر»». وتستطرد: «أشعر بالفخر لكوني أول امرأة إماراتية تصل إلى أعلى قمة جبل في أميركا الشمالية، قمة «دينالي» في ألاسكا بالولايات المتحدة الأميركية، والتي يبلغ ارتفاعها 6190 متراً، وعن هذا الإنجاز حصلت على شهادة الإمارات للإنجازات الوطنية القياسية عن فئة الاصرار والتحدي في خدمة المجتمع والوطن لعام 2018».

دعم المحيطين

ما كانت هنادي الهاشمي لتتمكن من تحقيق كل هذا لولا دعم المقربين منها، الذين استمدت منهم التشجيع والدفع، تؤكد: «دعم العائلة والأصدقاء له أهمية كبيرة، فالكلمات المشجعة قد تساعد المتسلق كثيراً من الناحية النفسية، مثل عبارة «أنت قادرة على ذلك». كما أن العديد من أصدقائي هم من المتسلقين أيضاً، وغالباً ما يميل هؤلاء الأشخاص إلى أن يكونوا إيجابيين وداعمين جداً، ولهذا أشعر بالامتنان لوجودهم في حياتي».
 
مجالات غير اعتيادية

الامتنان الذي تشعر به الهاشمي يمتد ليطول دولتها التي كانت عمود نجاحها الأساسي، وتقول: «قادة دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظهم الله، وأهلها قدموا لي كل أنواع الدعم خلال مسيرتي في رياضة التسلق، وأشكر ثقتهم بقدراتي وأحلامي، إذ لولا دعمهم لما استمريت. هذا النجاح يمثلني ويمثل دولتي، وأعتبر أن رفع العلم الإماراتي على قمم الجبال شرف عظيم وغاية أسعى إلى تحقيقها مهما كانت التحديات».
وتضيف: «إن«نهج زايد» القائم على تعزيز مكانة المرأة ودعمها في المجالات كافة منذ أيام الراحل الكبير وحتى يومنا هذا، شجعني على تثقيف نفسي والاستثمار في مجالات غير اعتيادية وجديدة أيضاً في الإمارات، وخاصة للنساء. وقد بات هدفي الآن وضع اسم الإمارات في السجلات العالمية في مجال التسلق والرياضة».

 إلهام

ترى هنادي الهاشمي أنه بات من السهل الآن إلهام الآخرين وأنفسنا بفضل منصات التواصل الاجتماعي وتقول: «أستمتع برؤية كيف تتدرب النساء الأخريات وكيف يزدهر بهن قطاع الرياضة في المنطقة. كما أنني أقدّر إنجازات النساء في مجالات مختلفة، مثل الفنون والسياحة والطعام والأعمال التجارية وغيرها، ونجاحهن يدل على أن كل شيء ممكن مع وضع أهداف واقعية».
 
فوائد جسمية وذهنية

التسلق بمثابة عشق لا ينتهي للمغامرة الشابة التي تشرح: «هذه الرياضة تحمل العديد من الفوائد ليس فقط الجسمية وإنما الذهنية أيضاً، إذ أبدأ أولاً بتحديد أهداف مستقبلية للتدريب وأسعى إلى العمل الجاد لتحقيقها».
وللشابات الإماراتيات اللاتي يحببن ما تقوم به ويردن سلوك الدرب نفسه توجه رسالة قائلة: «أشجع الفتيات على البحث عن شغفهن في الرياضة وتجربة العديد من الأنشطة الخارجية والمغامرات، فهذه الأنشطة مفيدة للغاية وقد ساعدتني شخصياً على بناء مهاراتي الاجتماعية وتعزيز ثقتي بنفسي». وتتابع الهاشمي: «الرياضة تغرس حساً من الالتزام والانضباط في التدريب والحياة على حد سواء، وبخاصة مع تحديد الأهداف والعمل مع الآخرين لتحقيق الأهداف المشتركة».

خطط مستقبلية

تطمح الهاشمي إلى تسلق القمم السبع وتسعى إلى تطوير مهاراتها في هذه الرياضة من خلال المشاركة في المزيد من الدورات التثقيفية وورش العمل، التي تساعدها على الاعتماد على نفسها بالكامل عند تسلق الجبال. كما أنها تسعى إلى أن تكون جزءاً من بعثات خارجية عدة مخصصة لتسلق الجبال، وسينصب تركيزها في السنوات المقبلة على التسلق الفني من أجل الإعداد للرحلات المقبلة، على حد قولها، وتضيف: «حالياً وبمناسبة «عام زايد» ويوم المرأة الإماراتية، أخطط لتسلق أعلى قمة في قارة أوشيانا وهي «قمة كارستينز»، التي هي من ضمن القمم السبع».