وقد حصدت الدكتورة لميس جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشاريع الشباب، وفي عام 2005 كُرمت كرائدة أعمال إماراتية متميزة. كما أنها معروفة بحبها ودعمها للفنون، وبكونها أسهمت في عام 2009 بدعم أول مشاركة رسمية للإمارات في «بينالي البندقية»، بفضل امتلاكها مجموعة واسعة من القطع الفنية الحديثة لفنانين من الشرق الأوسط.

طريق غير متوقع

للدكتورة لميس رؤية خاصة وعزيمة مؤكدة جعلتاها من الشخصيات الملهمة في مجالات عدة، ليس فقط في الشرق الأوسط بل حول العالم. فقد ولدت وترعرعت في دبي وبعد تخرجها في الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، قررت أن تتخصص في طب الأمراض الجلدية. وحين كانت حاملاً، أرادت أن تجد علاجاً لمنع ظهور علامات تمدد الجلد التي تصيب أغلبية النساء في تلك المرحلة، ولكنها عجزت عن إيجاد تركيبة خالية من المواد الكيميائية في الأسواق، فقررت أخذ المهمّة على عاتقها، «كنت في هذه الفترة حذرة جداً فيما يخص الطعام الذي أتناوله والمنتجات التي أنظف منزلي بها والمستحضرات التي أضعها على وجهي وجسمي. واكتشفت أنه من الممكن العناية بالبشرة ومحاربة علامات التقدم في السن باستعمال المستحضرات الطبيعية الخالية من المواد الكيميائية المضرة».

علم دقيق ومستحضرات مترفة

في عام 2004 جاءت فكرة الزيت الطبيعي لحماية بشرة الحوامل، وهو أول منتج من ابتكارها. وكانت في ذلك الحين قادرة على تجربة الزيت على بشرتها للتأكّد من فاعليته والعمل على تطويره وتحسينه، لتغذية البشرة الرقيقة والحساسة للحامل عن طريق تزويدها بأقصى قدر ممكن من الترطيب للحفاظ على مرونتها وصحتها ونضارتها في آن واحد. فاستغلت علمها الدقيق بتكوين الجلد على مستوى الخلايا لتطوير مجموعات كاملة تحتوي فقط على مكوّنات عضوية فائقة الجودة والفاعلية لصناعة مستحضرات مترفة تستهدف جميع مشكلات الجلد من البقع الداكنة والشحوب إلى التجاعيد والترهل.

أصالة وإلهام

وتضيف: «جدتي هي المرأة التي ما زالت تلهمني إلى الآن، إذ كانت مثالاً للكرم وعزة النفس، وكانت تحب التجمعات وأن تكون محاطة دائماً بالناس والضحك يملأ بيتها. وكنت أراقبها باهتمام شديد وهي تخلط الزيوت والبخور في مطبخها وتركب العطور بنفسها. وحُفرت هذه اللحظات البسيطة في ذهني، ولا شك أنها أثرت في مجرى حياتي».

تعزيز الجمال الطبيعي

كانت هذه مقدمتها الفعلية لعالم الجمال من خلال الثقافة الإماراتية الغنية بالبخور الفواح والعطور النفيسة والزيوت الطبيعية للعناية بالبشرة والشعر والحناء وماء الورد، وغيرها الكثير من المستحضرات التقليدية التي تستخدم منذ قديم الزمان، والتي تمكنت من تطويرها للحصول على تقنيات حديثة وفعالة. «الآن أستخدم الحناء كقناع للجسد وأضيف البخور الطبيعي إلى الكثير من تركيبات مستحضراتي، إذ إنه من أفضل المكوّنات للعناية بالبشرة الجافة والدهنية، ويتميز بقدرته على مكافحة علامات الشيخوخة، كما أنني أستخدم ماء الورد لترطيب بشرتي، إذ إنه يلطف الجلد ويعالج الالتهابات. وبالطبع، تأثر منظوري ومفاهيم الجمال لديّ بهذه الطقوس المغروسة بداخلي. ففي رأيي، إن استعمال المستحضرات ليس هدفه إخفاء ملامحي كالقناع، بل هو لتعزيز صحة ما لديّ من جمال طبيعي».

نشر الثقافة الإماراتية حول العالم

ولكن مع انشغالاتها التي لا نهاية لها، ما نصائحها لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية؟ ترد حمدان موجهة رسالتها إلى المرأة بشكل عام: «على كل امرأة إيجاد التوازن بالطريقة التي تناسبها، فالتوازن الشخصي يجلب معه الشعور بالسعادة. وإذا لم تشعري بالسعادة، يجب إعادة النظر إلى تفاصيل حياتك وتعديلها حتى تشعري بالرضا عن كل جانب من جوانبها».
والآن بعد رحلة طويلة مليئة بالمغامرات والنجاح والدروس المهنية والحياتية، لا تزال الدكتورة لميس حمدان مثالاً للمرأة الإماراتية الناجحة، التي حققت العالمية من خلال تمسكها بجذورها واعتزازها بثقافتها الإماراتية العربية الأصيلة.