يبدو أن شهر أغسطس لا يحمل الكثير مما يمكن انتظاره كما هي الحال في الشهر الماضي يوليو، سواء من حيث أسماء المخرجين المعروفة أم من حيث قيمة الأفلام الجماهيرية المنتظرة. إلا أننا في النهاية يمكننا التعويل على بعض الأفلام التي سبق أن حققت حضوراً جيداً في المهرجانات السينمائية منذ بداية هذا العام، خاصة مهرجاني كان وساندانس.

فـي البداية، فإن أشهر المخرجين لدينا لشهر أغسطس هو الأميركي المعروف سبايك لي، صاحب أفلام «Do the Right Thing» و«Malcolm X»، حيث يقدم هذا الشهر فيلمه الأخير والفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في «مهرجان كان» ثانية أهم الجوائز بعد السعفة الذهبية عبر فيلمه الكوميدي والجريمة «BlacKkKlansman»، حيث يصنع مفارقة طريفة حينما يستطيع ضابط شرطة من أصل أفريقي التسلل للمنظمة العنصرية كوكلوكس كلان والترقي فيها ليصبح عضواً مهماً!

ثم لدينا أيضاً المخرج مارك فوستر، والذي سبق أن ترشح في الـ«جولدن جلوب» كأفضل مخرج عن فيلمه الشهير «Finding Neverland»، بينما قدم أيضاً أفلاماً جيدة ولافتة مثل: «The Kite Runner» و«Monster’s Ball» حيث يقدم هذا الشهر فيلماً عائلياً مزيجاً ما بين الواقع والأنميشن بعنوان «Christopher Robin» مستعيناً بالنجم إيوان ماغواير الذي يؤدي شخصية رجل عائلة من الطبقة الكادحة، يلتقي صديق طفولته الدمية ويني ذا بوه والذي يحاول مساعدته على إعادة اكتشاف الحياة.

أفلام الإثارة

أما المخرج بيتر بيرغ والمعروف بأفلام الحركة والإثارة، فهو يستعين مجدداً للمرة الرابعة بالنجم مارك والبيرغ، والذي قدم معه أفضل أفلامه في آخر ثلاثة أعمال متتالية «Lone Survivor» و«Deepwater Horizon» و«Patriots Day»، عبر فيلمه الجديد «Mile 22» وهو فيلم أكشن، يؤدي فيه مارك والبيرغ دور ضابط مخابرات رفيع المستوى، يسعى بمساعدة وحدة سرية تكتيكية إلى تهريب ضابط شرطة غامض بمعلومات حساسة خارج البلاد.

غموض مرعب

ومن ترشيح أوسكاري لأفضل مخرج عبر فيلمه الرائع «Room» المرشح حينها كأفضل فيلم وسيناريو مقتبس، وأفضل ممثلة، وقبله كان الفيلم الذي حاز إعجاباً نقدياً جيداً «Frank»، يأتي المخرج ليني أبراهامسون هذا الشهر بفيلمه الجديد الدرامي بمسحة غموض مرعبة «The Little Stranger» معتمداً على رواية لسارة واترز صاحبة الرواية الشهيرة The Handmaiden التي أخرجها في فيلم رائع، الكوري بارك شان ووك، بينما هنا تعود القصة التي يقدمها ليني إلى الـ40، وحكاية طبيب ريفي بسمعة جيدة يتجه في مهمة طبية لبيت عائلة تعيش أوضاعاً غامضة مترابطة بشكل مرعب.

ومن «مهرجان ساندانس» والفيلم الفائز بجائز لجنة التحكيم الكبرى في ثاني أفلامها للمخرجة والممثلة ديسيري أخافان، حيث تقدم هنا عبر فيلم «The Miseducation of Cameron Post» قصة دراما رومانسية من بطولة النجمة الشابة كلوي غراس مورتيز حول فتاة مراهقة تجبر على مركز علاج مثليي الجنس من قبل الوصي عليها.

تضليل الفجوة

فيما يبدو أهم الأفلام الوثائقية لهذا الشهر، والذي حقق جوائز عدة أهمها جائز لجنة التحكيم الخاصة في «مهرجان ساندانس» حول ثلاثة شبان أصدقاء يتفقون على الهروب من عائلاتهم ليواجهوا حياة جديدة ربما ليست كما يظنون، حينما تهدد بعض الأمور الجديدة علاقتهم التي دامت لسنوات. الفيلم بعنوانه المثير: تضليل الفجوة «Minding the Gap»، هو أولى تجارب المخرج بينغ ليو.

وإذا ما التفتنا إلى الأفلام غير الأميركية التي ستستقبلها صالات العرض السينمائية في أميركا لهذا الشهر، فربما يكون الاسم الأبرز هو الفلبيني إيريك ماتي، والذي سبق أن قدم عملاً جيداً شارك فيه بـ«مهرجان كان» عام 2013 بعنوان «On the Job»، بينما فيلمه الأخير امتداد لمنهجه المفضل في أفلام الإثارة والحركة والجريمة من خلال قصة إحدى وكالات مكافحة المخدرات وهي تقوم بعملها الخطير بإزالة كميات هائلة من المخدرات في أحياء مانيلا الفقيرة باسم «BuyBust».

الحياة والجولات

ومن «مهرجان ساندانس» أيضاً لعروض شهر أغسطس ممن سجلوا حضوراً لافتاً، المخرج أنيش شاغانتي في أولى تجاربه بفيلم «Searching» دراما غموض وإثارة، حول أب يبحث في كمبيوتر ابنته لمحاولة الوصول إلى أدلة تشير إليها بعد اختفائها. والمخرج جيرمايا زاغر في أولى تجاربه أيضاً بفيلم «We the Animals» في قصة درامية لثلاثة أصدقاء وتأثرهم بعلاقة آبائهم.

بينما تأتي المخرجة الإيطالية سوسانا نيشيراللي من «مهرجان برلين» بعد فوزها بجائزة Venice Horizons Award إلى شهر أغسطس لتقدم فيلمها الموسيقي الفائز «Nico,1988» والذي يحكي أحداث العام الماضي من حياة المغني نيكو وجولاته وانحرافاته.