مع انطلاقة الشهر السابع من السنة الميلادية نكون قد انتصفنا في هذا العام السينمائي وبدأنا للتو الموسم الصيفي الذي كثيراً ما تستهدفه شركات الإنتاج بمجموعة من الأفلام الشعبية والأجزاء المكملة وأفلام الميزانيات الضخمة، وتتنافس فيه على صدارة قوائم البوكس أوفيس الأسبوعية. وفي هذا الشهر سنجد أن لدينا عدداً من الأفلام المرتبطة بأجزاء سابقة، حيث يعود إلينا بجزء سادس توم كروز بشخصية بطل المهمات المستحيلة إيثان هنت التي بدأها المخرج الكبير برايان دي بالما عام 1996 ثم جون وو وجي جي ابرامز ثم مخرج الأنميشن براد بيرد في الجزء الرابع الذي حقق أعلى التقييمات النقدية والجماهيرية في السلسلة وأخيراً كريستوفر مكواري والذي يخرج هذا الجزء السادس أيضاً ومهمة جديدة لإيثان هنت وهو يسابق الزمن بعد فشل إحدى المهمات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر فيلم Mission: Impossible - Fallout. وهناك أيضاً فيلم دانزل واشنطن The Equalizer 2 وهو يعيد شخصية روبيرت مكال التي قدمها في الجزء الأول عام 2014 حول رجل يترك الماضي خلفه ليقرر مواجهة الشر وتحقيق العدالة. كما تعود لنا - مجموعة ممثلي الفيلم الموسيقي الكوميدي النجوم ميريل ستريب وأماندا سيفريد وبيرس بروسنان وكولين فيرث الذين شاهدناهم في فيلم ماما ميا عام 2008 - بعد عشر سنوات في فيلم Mamma Mia! Here We Go Again حيث ستعرف هذه المرة الابنة صوفي عن ماضي أمها أثناء حملها. كما أن مارفل الناجحة في تقديم شخصياتها عبر الأفلام السينمائية تعيد أيضاً تقديم شخصية الكوميكس «الرجل النملة» بجزء آخر بعد أن قدمته عام 2015 من إخراج بيتون ريد الذي يقدم هذه السنة الشخصية من جديد برفقة شخصية أخرى هي «الدبور» عبر فيلم Ant-Man and the Wasp وهما يشتركان معاً في تنفيذ مهام تحقيق العدالة ومواجهة المجرمين، فيما سنعرف شيئاً عن ماضيهما وحياتهما الطبيعية بعيداً عن شخصياتهما البطولية. وبعد نجاح جزأين من فيلم الأنميشن الكوميدي «فندق ترانسيلفينيا» الذي يقدم شخصيات مرعبة شهيرة بشكل كوميدي وطريف على رأسهم الكونت دراكولا، ها هو أيضاً الجزء الثالث يأتي هذا الشهر بعنوانHotel Transylvania 3 : Summer Vacation. وهنا في رحلة بحرية ممتعة بمشاركة دراكولا الذي يقع في حب امرأة يكتشف أنها سليلة أبراهام فان هيلسينغ الشخصية الشهيرة في محاربة مصاصي الدماء. وإذا كنا في عام 2013 شهدنا فيلماً غريباً مثيراً ومرعباً باسم «تطهير»، حيث تحدد أميركا مستقبلاً يوماً في السنة لا يمكن فيه محاسبة أي شخص على أي جريمة يرتكبها بما فيها القتل وكان الفيلم وقتها حقق نجاحاً تجارياً كبيراً بما يتجاوز الستين مليون دولار بينما لم يكلف أكثر من ثلاثة ملايين دولار مما دفع المنتجين لتقديم جزء ثانٍ عام 2014 يحقق نجاحاً تجارياً آخر، ثم جزء ثالث عام 2016، وها هو يعود هذا الشهر بجزء رابع، ليركز على الأحداث التي أدت لأول حدث تطهير عبر فيلم The First Purge. كما يعود مخرج الإثارة والأكشن بيتر بيرغ الذي قدم «كينقدوم» و«هانكوك» و«ديبووتر هورايزون» بمشاركة الممثل المفضل له في أفلامه الأخيرة وللمرة الرابعة مارك ويلبيرغ بفيلم Mile 22 حيث يسعى ضابط مخابرات وبمساعدة وحدة قيادة تكتيكية سرية إلى تهريب ضابط شرطة غامض بمعلومات حساسة خارج البلاد. بينما تنتظر الجماهير السينمائية أيضاً وبالتحديد عشاق أفلام الرعب الفيلم القادم The Nun والذي يحكي قصة كاهن بماضٍ غامض يرسله الفاتيكان للتحقيق في وفاة فتاة راهبة في رومانيا ليواجه هناك قوة شيطانية على شكل راهبة. كما أن محبي النجم الناجح تجارياً في الفترة الأخيرة دواين جونسون «ذا روك» - والذي جاء كثاني أعلى الممثلين دخلاً لعام 2017 حسب مجلة فوربس - سيكونون على موعد هذا الشهر مع فيلمه الجديد Skyscraper وهو يؤدي دور قائد فرقة إنقاذ تابعة للإف بي آي، لتأمين ناطحات السحاب، تتأزم مهمته في أحد الحرائق المفتعلة في أحد المباني الكبيرة في هونغ كونغ. ومن جهة أخرى سيكون هذا الشهر موعداً لعرض الفيلم الوثائقي عن حياة المغنية الشهيرة الراحلة ويتني هوستن بعنوان Whitney من إخراج كيفن ماكدونالد الذي فاز مسبقاً بأوسكار أفضل فيلم وثائقي عام 1999 بعنوان One Day in September كما قدم عام 2003 فيلماً وثائقياً رائعاً باسم Touching the Void واشتهر أيضاً بفيلمه الروائي الذي حقق فيه الممثل فوريست وايتيكر وهو يؤدي شخصية الرئيس الأوغندي عيدي أمين في فيلم The Last King of Scotland. أما أهم الأفلام لهذا الشهر في رأيي من جهة فنية واعتماداً على اسم المخرج فهو فيلم Don't Worry, He Won't Get Far on Foot للمخرج الكبير غاس فان سانت، المرشح مرتين لأوسكار الإخراج عن فيلم «ميلك» و«غود ويل هنتينق» والفائز بسعفة كان الذهبية عن فيلمه الأشهر «إليفنت»، وهو هنا يقدم فيلماً درامياً كوميدياً عن حياة الفنان جون كالاهان الباحث عن فرص جديدة في الحياة وهو يقدم رسوماته المرحة والمثيرة للجدل، والذي يؤدي شخصيته النجم خواكين فونيكس.