أكّدت خلود خلدون العطيات، مديرة الثقافة والفنون والتراث في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان? أنّ الصناعات الإبداعية والإنتاج الفني أمران في غاية الأهمية ومحركان أساسيان نحو النجاح والتقدم والتطوير في الدول? لهذا حرصت على تنظيم العديد من البرامج والأنشطة الثقافية التي تهدف إلى فهم مجتمع دولة الإمارات وثقافته وتراثه العريق أمام العالم الخارجي، عبر برامج تضمنت حوارات فنية وورش عمل وسلسلة من الأفلام وعروض الفنانين.

وتحدثت خلود في حوار مع زهرة الخليج عن أهم إنجازات معرض421 ? الذي يشكل منصة ثقافية تعكس تاريخ دولة الإمارات وتراثها العريق? مشيرةً إلى أنّ معرض "إعادة سرد"، هو نقلة توعية وحيّة عن إبداعات وإنجازات الإمارات في بينالي البندقية? ويسهم في تعزيز الوعي الفكري والمعرفي حول بينالي البندقية والمشاركة المتميزة للإمارات، التي ستثمر حجم العلاقة والتعاون بين الدولتين وتوطيد أواصرها.

وأضافت خلود أن "إعادة سرد" يقدّم معرضي «حجرة ورقة مقص..ممارسات اللعب والأداء» و«تحولات البيت الوطني الإماراتي»، اذ إن معرض «حجرة، ورقة، مقص.. ممارسات اللعب والأداء»، تمثل مشاركة الجناح الإماراتي في عام 2017، والذي يضم أعمال 5 فنانين، وهم نجوم الغانم وسارة الحداد وفيكرام ديفيتشا ولانتيان شيه والدكتور محمد يوسف، بإشراف القيّم حماد ناصر، وذلك لاكتشاف مفهوم المرح واللعب، لكونه حلقة وصل تجمع العديد من الأجيال الفنية في دولة الإمارات.

بينما يكمن دور معرض "تحولات البيت الوطني الإماراتي" في رصد شكل التحولات التي مرّت بها البيوت الشعبية الإماراتية? بإشراف القيم ياسر الششتاوي، والمصورة الإماراتية ريم فلكناز، لاستكشاف التغييرات في كيفية تحول النموذج الأساسي للبيوت الشعبية الإماراتية، التي جرى بناؤها في دولة الإمارات خلال فترة بدأت منذ السبعينات في الأحياء السكنية في أغلب مدن الدولة، لتوفر السكن ووسائل الترفيه الحديثة للسكان المحليين.

وعن المعايير التي يتمّ من خلالها اختيار المشاركين لتمثيل الجناح الإماراتي أمام الجمهور من العالم في بينالي البندقية? أشارت خلود إلى أنه في كل عام يتم اختيار 21 مشاركاً من مختلف الجنسيات لتمثيل دولة الإمارات في بينالي البندقية من إجمالي عدد 200 شخص متقدم، ويتم تمكينهم من خلال برامج تدريبية ودورات تؤهلهم للتجربة الجديدة عن ثقافة دولة الإمارات وفنون العمارة والأبحاث المبتكرة والمتخصصة التي ترسم أساليب فنون الإمارات وتاريخها ما بين الماضي والحاضر، والأمر الأهم في ذلك بأن يتحلى الشخص بمهارة التواصل الاجتماعي ويمتلك لغة خطاب وإلقاء على مستوى عالٍ.

وأوضحت خلود أن التركيز على أهمية الفنون هو هدف أساسي ضمن رؤية معرض 421 والاستراتيجية التي تقوم فيها فهو أمر ليس متخصصاً للفنانين، وإنما يمتد دوره للتأثير في الأفراد كافة، لكونه متطلباً أساسياً يمنح الناس منظوراً جديداً للحياة?مؤكدةً أن تركيز الدول أصبح على الإنتاج الإبداعي والفن أكثر من أمور أخرى، فهو يسهم في تعزيز قطاع الاقتصاد والسياحة وعلى الصناعات الابداعية المحلية.

من جهة أخرى ترى خلود أن الحركتين التشكيلية والثقافية في دولة الإمارات غنيتان جداً بمعطياتهما الأساسية، حيث إن ممارسات الفنون بدأت في الدولة منذ عهد السبيعينات، وجاء دور المؤسسات والمعارض والجهات لتظهر الطاقة الإبداعية للفنانين والمحترفين، ولقد بدأت تأخذ شكلها الحقيقي في السنوات الأخيرة بدعم وتشجيع من القيادة الرشيدة، وبالتعاون مع جهات عدة خدمت وأثْرَت هذا الحقل الثقافي، كما أن فرصة الفنانين أصبحت أوسع وأكبر في الانخراط في مجال الفن، سواء من خلال التخصصات الجامعية أم البرامج الفنية.