المكياج قد لا يشفي الجروح، لكنه يساعد الناس على أن يعيشوا بوجودها، تقول خبيرة المكياج الأرمنية غور أفاستيسيان، المقيمة في موسكو، عن الطريقة التي تضع بها المكياج لنساء مررت بتجارب قاسية، أو لم يحظين برعاية طيلة حياتهن. تزرو أفاستسيان المستشفيات والعيادات وتتعرف على مريضات السرطان، فتقوم بعمل مكياج كامل لهن لتعيد إليهن الثقة بأنفسهن. ليس هذا فقط، بل أصبحت النساء المصابات بحروق وندوب في الوجه ومشاكل كبيرة في الوجه يتوجهن إليها بعد أن ذاع صيتها، لكي تعطيهن يوماً من جمال الوجه، وتحدث هذا التغيير الدراماتيكي في أشكالهن. لدى أفاستسيان قرابة خمسة ملايين متابع لها على انستقرام. تقول إن سر المكياج في استخدام بعض منتجات إخفاء العيوب ونحت الوجه والرموش المستعار، ومحدد الشفاه، وبالطبع وصلات شعر لمن تحتاجها ومثبت الشعر الذي يضيف الكثافة على قمة الرأس ويغير إطلالتك. وضعت أفاستسيان المكياج لامرأة هندية مهاجرة في موسكو لم تحظ بأي لحظة سعيدة في حياتها، حتى في يوم زفافها كانت يتيمة ولم يهتم أحد بها فأرسلت إلى بيت زوجها بلا اهتمام. كما وضعت المكياج لشابة تعرضت للحرق حين كانت طفلة في عمر خمسة أعوام، وظلت آثار الحروق على وجهها. كما طبقت المكياج على امرأة زرعت بشرة على وجهها لتتخلص من آثار رمي الأسيد عليها لكن الآثار ظلت باقية إلى حد كبير. وبالمكياج أخفت عيوب بشرة شابة صاحبة مسامات كبيرة جداً وعلامات حبوب وحفر في الوجه. وغيرت في حياة سيدة مسنة فقدت ابناً لها ولم تعد تهتم بنفسها لسنوات طويلة حتى أصبحت مهملة تماماً. بالإضافة إلى المريضات بالسرطان منهن من تحتضر ومنهن من تتعرض لآثار العلاج الكيميائي ومنهن من شفيت، وتلك التي لا أمل في شفائها.