يظهر الاكتئاب على المصابين به بطرق مختلفة، ومن أبرز مظاهره إهمال النفس والنظافة الشخصية، ومن المعروف أن الاكتئاب يصيب المراهقين بنسب كبيرة لكثرة ما يمرون به من تغيرات ومشاكل عائلية وعاطفية، وقد عاشت هذه المراهقة اكتئاباً صعباً كان نتيجته أن أصبح شعرها مستحيل التصفيف. توجهت المراهقة إلى صالون الشعر وطلبت من الحلاقة أن تقص شعرها بالماكنة وعلى الزيرو، ولكن الكوافيرة الأميركية في ولاية أيوا كايلي أولسون رفضت طلب الفتاة وبدلاً من الموافقة اشتغلت على تفكيك شعرها ليومين في الأول ثماني ساعات وفي الثاني خمسة، ثم صبغته وقامت بتصفيفه. أولسون عمرها عشرون عاماً وقد انتشرت صور التحول الكبير والجميل الذي أجرته على شعر الفتاة في حسابات السوشال ميديا وجعلت منها مشهورة ومحبوبة في ساعات. وحصلت صور أولسون على أكثر من 75 ألف مشاركة ومئتي ألف إعجاب. والأهم من ذلك أنها أعادت لهذه الفتاة شيئا من ثقتها بنفسها قبل العودة إلى المدارس. التعليقات كلها اعتبرت أن الذنب ذنب أبوي الفتاة، فإهمالها لمظهرها ليس إلا صرخة تطلب بها المساعدة وتعبر بها عن اكتئابها وعن حاجتها لمن يقف إلى جانبها، وإهمال المظهر عند المراهقين هو طريقة للقول إنهم وصلوا إلى مرحلة كبيرة من الاكتئاب ولن يتمكنوا من عبورها وحدهم. كتبت أولسون تعليقاً على حسابها في فيسبوك عن الفتاة التي كانت تشعر أنها بلا قيمة وهي تعاني من الاكتئاب منذ سنوات قليلة، ودعت الآباء والأمهات إلى الالتفات إلى مظهر أبنائهم ودلالاته بقولها "لا يجوز لأي طفل أن يشعر أنه بلا قيمة لدرجة أنه لا يصفف شعره لأشهر".