في حشد شعبي كبير، ومطالبات شديدة بمعاقبة الجناة، جرى تشييع جثمان اللاجئة السورية أماني الرحمون وطفلها خلف أمس في محافظة إدلب بعد أن عادت جثة هامدة من تركيا إلى بلادها. الجريمة البشعة التي وقعت لأماني (20 عاما) التي كانت حبلى في شهرها السابع ومعها طفلها خلف الذي يبلغ من العمر 11 شهراً، أثارت غضباً واستنكاراً شعبياً وسياسياً في تركيا. فقد اختطف رجلين تركيين أماني وابنها وهي حامل من بيتها، في غياب زوجها، وقاما باغتصابها في غابة ولاية سكاريا، يوم الخميس الماضي، ثم قاما بقتلها ورضيعها بتحطيم رأسيهما بالحجارة. وحين عاد الأب خالد إلى المنزل أبلغ عن اختفاء زوجته وطفله، وظل الأمر غامضاً إلى أن أبلغ أشخاص عثروا على الجثتين في الغابة. وقد احتشدت جماهير أمام قصر العدل في ولاية سكاريا وحاولوا اقتحام المكان الذي يجري فيه حبس الرجلين، وتهجم مواطنون أتراك على أقارب القاتلين من شدة حالة الغضب، والتقطت عدسات الكاميرا الزوج وهو منهار تماماً ويحاول أصدقاؤه حمايته من السقوط. ولاقت صلاة الجنازة على المغدورة وطفلها حضوراً رسمياً وشعبياً تركياً منقطع النظير. وصلّى آلاف الأتراك والسوريين خلال تشييع الجنازتين. رفع المشيعون يافطات تدين المجرميْن وتطالب بإعدامهما رغم عدم وجود عقوبة إعدام بتركيا، وتعتبر أن القضية ليست قضية لاجئين سوريين، إنما قضية امرأة، مشيرة إلى أن أكثر من 80% من اللاجئين السوريين هم من النساء والأطفال. وتبرأ والد المجرم "بيرول كاراجا" منه وقال: "شطبته من ذاكرتي، لن ألتقيه مرة ثانية، ولا أعرف ماذا سأقول لعائلة المرأة البريئة، وأنا حزين جدا، يا ليت أمه أنجبت حجراً ولم تنجبه". أما زوجة القاتل كاراجا فأوضحت أنه عاد وكأنه لم يفعل شيئاً ليلة الجريمة ونام هانئاً في فراشه، وأضافت إنها لن تحمل لقب عائلته بعد اليوم، وستنفصل عنه، وتغير لقب ابنها. وقالت: "من الآن هذا ليس أب أولادي. أنا لم أنم منذ يومين، ومنظر العائلة البريئة لا يبرح مخيلتي". وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لزوج المغدورة، خالد الرحمون، وهو يبكي ويصرخ طالباً أن يرى جثة زوجته وطفله للمرة الأخيرة، كما التقطت كاميرات الصحافة صوراً لوالدتها المحطمة وهي تنتظر جثمانها على الحدود مع أشقائها. https://www.facebook.com/Sokaklaristanbul0000000000000/videos/1710119589293210/