" إيش حيقولوا عنك ؟" هو السؤال الذي يقف عثرة في وجه الكثير من الشابات العربيات حين يردن القيام بما هو خارج عن العادة والمألوف، خوفا من الفضيحة التي يعتقد بها الكثير من الاهل، تستكين الموهوبات، بالرغم من أن الامر الذي يرغبن به غير خادش للحياء والاعراف بل هو ذو قيمة مجتمعية كبيرة، ولعل البعض ينهي حلمه بعد هذا السؤال، لعدم وجود من سبقه في المجال الذي ينوي احترافه .     أمل مراد زهرة لاري وإيناس البكري وعريفة بسيسو وغيرهن الكثير هن نساء عربيات كسرن النمط المتعارف عليه في الرياضات النسائية في دول الشرق الأوسط ليظهرن بشكل مختلف لا يتناقض مع الأعراف السائدة بل يعزز الصورة المشرقة للمرأة العربية الطموحة والذكية والمهتمة بإحداث تغيير في المجتمع العربي . في هذا الإطار، تقول أمل مراد، مدرّبة الباركور الإماراتية حين أرادت احتراف هذا النوع من الرياضات التي تعتبر جديدة في الوطن العربي بالنسبة للنساء طبعاً :" " شو بيقولون عنج الناس؟" هذا السؤال يعتبر كابوس لكل فتاة تملك حلم وقد يلقى حلمها انتقاداً كبيراً من قبل المجتمع لكنني تعلمت أن ألا نخاف من قدراتنا وإمكانياتنا في حال أردنا التميز عن الغير ". في البداية لم يفهم والدا أمل مراد شغفها بالباركور حتى لمسا التجاوب الإيجابي مع هذا النوع من الرياضة على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، تفتخر عائلتها بكونها مصدر إلهام لكثير من العربيات عموماً والإماراتيات بشكل خاص. تقول أمل: "قد تضطرون في البداية إلى أن تثبتوا لعائلتكم بأنكم متمكّنون مما تفعلونه من خلال الثقة بأنفسكم. ولا أقصد إنه عليكم معارضتهم بل البدء تدريجياً". زهرة لاري وهي متزلّجة على الجليد،(إماراتية )، بعد أن قام والداها بإصطحابها إلى أول درس تزلّج على الجليد، ترددا لاحقاً في السماح لها بالتنافس المحترف. اليوم، تسعى زهرة للتأهّل إلى الألعاب الشتوية لعام 2018 بدعم كامل من والديها وعائلتها.وعن ذلك تقول:"واجهت انتقادات كثيرة خلال مسيرتي لكنني لم أدعها تحول دون استمراري أو تحبطني. على الناس أن يعرفوا أنّ الرياضيات الإماراتيات قويات، نحن نساء واثقات من أنفسنا ونعرف ما نريد فعله ، كما إننا نعمل بجد لإنجاز ما نطمح به". لم تبدِ عريفة بسيسو وهي ملاكمة من الأردن أي اهتماما بالرياضة حتى عمر العشرين العشرينات، وعن ذلك تقول: "لم أكن رياضية في صغري، لم تهمّني الرياضة لأنه لم يكن لديّ آنذاك مثال أحتذي به". "وتتابع قائلة: "أريد أن أشجّع الناس على إزالة العوائق التي يضعونها أمام أنفسهم فكل النساء يملكن المؤهلات اللازمة ليكن رياضيات وأصحاء وليتحدين الاعراف السائدة والتي تمنعهم من تحقيق ذاتهم سواء كان ذلك في المجال الرياضي أو غيره ، لا تدعوا هذا الأمر يردعكم، أدعوكم إلى اكتشاف ما تهوونه والسماح له بتغييركم وتحويلكم إلى شخص أفضل."     أما إيناس بوبكري التونسية المحترفة في المبارزة بالسيف ، فهي قد نشأت في كنف عائلة رياضية وبدأت بالمبارزة بالسيف بسنّ الرابعة. ورغم الدعم الذي لقيته من عائلتها، إلا أنّ منتقديها لم يفهموا حقيقة تعلقها بهذه الرياضة أكثر من غيرها فهي رياضة غريبة نوعاً ما عن المجتمعات العربية. تمكنت إيناس بفضل اصرارها من الفوز بثلاث ميداليات ذهبية وتأمل أن تكون مصدرأص يلهم غيرها في الانتصار والتفوق " تضيف إيناس : "آمل أن يقولوا إنني انتصرت بالرغم من كل شيء، حين فزت بمداليتي في الريو أهديت فوزي لكل العربيات وآمل أن اكون قد شجعتهم وألهمتهم بنجاحي هذا، نصيحتي الوحيدة لهم هي أن يحيطوا أنفسهم بالايجابيين الذي حتماص سيساعدونهم في تحقيق أهدافهم بشكل أكبر وأقوى ". ولان النماذج السابقة ساهمت في إحداث تغييرات ايجابية في مجتمعها من خلال الرياضة واللياقة البدنية وشاركن في إلهام غيرهن بطرق مؤثرة ، فقد اختارتهم العلامة التجارية "nike" ليكونن ضمن حملة "إيش حيقولو عنك"؟ حيث طرحت الحملة فيلماً يسلّط الضوء على خمس نساء مميزات حققن نجاحاً شخصياً من خلال رياضات تنافسية ورياضات للهواة وتميزن في مجالاتهن. وبالرغم من الصعوبات التي مررن بها لتحقيق ماوصلنا إليه الآن، يأملن أن يصبحن مثالاً يحتذى به وأصواتاً مؤثرة في المنطقة. وتحّول Nike في هذه الحملة المفهوم الذي تحمله جملة " إيش حيقولوا عنك ؟" إلى شيئ ايجابي يحسّ النساء على التميز مهما كانت العوائق. في هذا السياق، قالت هند رشيد، المتحدثة باسم Nike: " ألهمنا العمل مع الرياضيات في الشرق الأوسط، وأحببنا روح الريادة لديهن، كل شيئ ممكن في هذه المنطقة حيث يمكن أن تكون المرأة تمارس رياضة لا مثيل لها أو تكون من أوائل من يجربنها وأن تصل بها إلى النجاح والعالمية. لدينا العديد من القصص الملهمة وأردنا أن نشاركها مع الغير على أمل أن نشجع مزيداً من النساء لتجاوز كل العوائق من خلال الرياضة." يشار إلى أن الفنانة بلقيس فتحي قد شاركت في الحملة لكونها شابة تحدت مخاوف عائلتها لتحقيق حلمها، ولكونها فنانة فهي مطالبة بالرياضة وحسن المظهر بشكل دائم تسعى بلقيس من خلال الحملة ان تلهم هي كذلك العربيات في البحث عن أحلامهم وان لا يركنوها على الرف خوفا من "ايش حيقولو الناس "؟ واجهت بلقيس في بداية مسيرتها شكوكاً كثيرة من عائلتها، وهي تأمل أن يقول الناس عنها ذات يوم إنها أسطورة في عالم الغناء.وتضيف : "عندما عبّر والداي عن قلقهما بشأن الصورة التي سأكتسبها من خلال الغناء، قلت لهما: اصبرا، فقد أتمكن من تغيير ما يقوله الناس."