يعود كثير من العرب إلى صور بلادهم في حقبة الخمسينيات وحتى منتصف الثمانينيات، حيث كانت النساء متحررات أكثر في اللباس ولم يكن يتعرض أحد للتحرش، كان هناك المعاكسات بالطبع، لكن الظاهرة التي تعيشها كثير من البلاد العربية بطريقة مهينة للمرأة لم تكن موجودة بهذا الشكل قبل التسعينيات والتي أخذت في الزيادة منذ أن اندلعت أحداث 2011 ولا يوجد لها تفسير اجتماعي أو سياسي إلى اليوم. من هنا، أطلقت الشابة والناشطة الحقوقية هادية عبد الفتاح (29 عاماً من دمياط) ومعها المصور الشاب جهاد سعد، حملة بعنوان "فستان زمان والشارع كان أمان"، وهي مبادرة تناهض التحرش الجنسي الواقع على المرأة المصرية، وترد على من يزعم أن ملابس النساء هي السبب في تعرضهن للتحرش، لتطرح السؤال لماذا لم يكن إذن التحرش موجودا بهذا الشكل حين كانت الفساتين تتجاوز، وفي الوقت الذي كانت المصريات في الستينيات يرتدين الفساتين القصيرة المكشوفة، ويمشين بأمان في الشارع. وأوضحت هادية في حديثها عن حملتها أن فكرة تصوير فتيات في الشارع، يرتدين فساتين قصيرة، شبيهة بتلك الفساتين التي كانت ترتديها النساء في الستينات، ثم يمشين بجرأة في الشارع، دون أن يتحرش بهن أحد، كانت في مخيلتها منذ أكثر من عام، لكسر حجة الرجال، بأن ملابس المرأة هي ما يثير غرائزهم، وتجعلهم يتحرشون بها. بالنسبة إلى هادية ولملايين النساء حول العالم، فإن ملابس المرأة، ليست السبب في التحرش بها، خصوصا وأن غالبية نساء المجتمع أصبحن الآن من المحجبات ومن مرتديات النقاب، لكن الأرقام تقول إن أن أعلى نسب التحرش الجنسي عالميا، موجودة في أفغانستان وباكستان، رغم ارتداء نسائهما ما يغطي المرأة من رأسها حتى قدميها. وأنت عزيزتي ما رأيك بأسباب انتشار ظاهرة التحرش؟ وما رأيك بمبادرة هادية وسعد؟