لا يمكن في ثقافتنا أن نتصور أن جدتنا قد تتزوج وتقيم زفافاً بل وتصمم ثوبها بنفسها، كما أن موضوع زواج المرأة الكبيرة في السن مثار السخرية والكوميديا في المسلسلات والأفلام العربية.   وفي مجتمعاتنا يفضل أن تبقى الأرملة وهي شابة ما تزال وحيدة على أن تتزوج من جديد، وفي الأربعين يبدو كل شيء كثير عليها، إن التحقت بالتعليم انتقدوها وإن سافرت واستمتعت بحياتها استغابوها.   لكن في ثقافات أخرى، يظل الإنسان يتمتع بعمره مهما تقدّم فيه، فهذه هي الجدة ميلي تايلور موريسون التي تبلغ من العمر 86 عاماً تمشي في طريق العروس مكللة بالأزهار وقد صمّمت لحفل زفافها فستاناً ليليكياً رائعاً، ووقعت نظرات عريسها هارولد الذي يصغرها بعام، عليها كما لو كانت فتاة أحلامه الضائعة.   العروس عملت عارضة أزياء لخمسين عاماً، ومن الواضح أنها لم تفقد سحرها فنظرتها الجميلة ووقفتها وجسدها المشدود واضح ومثير للإعجاب كيف حافظت على هذه الجاذبية وهي تقارب التسعين.   وقد قامت حفيدتها بتصويرها ونشرت صورها التي أصبحت موضوعاً وأثارت أسئلة حول علاقة الإنسان بالعمر والسعادة. عاشت ميلي مع زوجها الأول 41 عاماً وظلت بعد وفاته سنوات إلى أن عثرت على الحب مرة أخرى، وأقيم حفلها في نيوجرسي الأميركية.   تعطينا ميلي درسا في محبة الحياة واحترامها مهما كان عمرنا، فالحياة أعطية لنا من الله وعلينا أن نقدرها ونسعد بها.