في أمسية عارمة بالفخامة، غارقة في الرقيّ، التقت «زهرة الخليج» دار Jaeger-LeCoultre رمز الرفاهة السويسرية ورائدة صناعة الساعات الراقية تلك المرصّعة بالمجوهرات والمطعّمة بالثقافة، مُمثلة بدانيال ريدو Daniel Riedo رئيسها التنفيذي، وكارمن تشابلن Carmen Chaplin حفيدة الأسطورة تشارلي تشابلن، لسَبْر أغوار جُذور «ريفيرسو» الضاربة في الحداثة والقِدَم. الجزء الأول مِن حوارنا كان مع دانيال ريدو، الرئيس التنفيذي لدار Jaeger-LeCoultre: • ما تعريفك للعلاقة بين دار Jaeger-LeCoultre ومدينة البندقية؟ - هي علاقة قديمة، فهذه النسخة، هي الحادية عشرة التي نُشارك فيها هنا في البندقية. ويُسعدني أن أشير إلى أن هذه العلاقة ذات مَغزى كبير بالنسبة إلى الدار، فقد قمنا بتأسيسها منذ وقت طويل، ونحن نشعر بأن البندقية هي المكان الأمثل لعرض إبداعات الدار ودعوة أصدقائها من كبار الزوّار والصحافيين. وهناك حدثان مهمّان متعلقان بالسينما نشارك فيهما، هما: «مهرجان البندقية» في أوروبا و«شنغهاي» في الشرق.   • ماذا حققت دار Jaeger-LeCoultre بعد 11 عاماً من التعاون مع علامات أخرى؟ - نحن لا نسعى إلى التعريف بعلامتنا وتعزيز الوعي بها في إيطاليا فقط، إنما في الأسواق الأوروبية كافة. وهدفنا ليس المبيعات ولا طرح نماذج جديدة من الساعات، إنما الحديث عن العلامة والتعريف بجديدها واستقبال أصدقاء الدار مرّة سنوياً.   • قمتم بإضافة الأرقام العربية إلى ساعة «ريفيرسو» Reverso، فهل يمثل ذلك اتجاهاً جديداً، أم أنها طريقة لتكريم المستهلك العربي؟ - في الواقع، لا تمثل الأرقام العربية هنا اتجاهاً جديداً. فقد اعتمدناها في نماذج سابقة من الساعات. وحالياً، قمنا فقط بإدخال تعديلات وتحسينات على ساعة Reverso، لتصبح أعلى جودة وأكثر دقّة.   • من وجهة نظرك، ما الخصائص المفضّلة للمستهلك العربي؟ - محتوى الساعة هو الأهم، كما أن المرأة العربية تُفضّل الساعات ذات الطراز القديم والحركات الميكانيكية.   • ماذا عن استراتيجيتكم للعام المقبل؟ - لن نتوقف أبداً عن التسويق من أجل تطوير منتجاتنا. وفي معرض SIHH المقبل («الصالون العالمي للساعات الفاخرة»)، سنقدم أكثر من 15 ساعة جديدة، و80 نمطاً من أنماط التطوير. علماً بأن دارنا مستمرة في التوسع والانتشار، إذ لدينا اليوم 92 بوتيكاً للبيع حول العالم أجمع. وعلينا تقوية وجودنا في بلدان مثل الصين وروسيا والشرق الأوسط.   • لو أردت ترتيب نقاط القوة في ساعات Jaeger-LeCoultre، كيف تُرتّب الحركة الميكانيكية ووظائف الساعة والترصيع بالألماس؟ - تتمتع ساعات Jaeger-LeCoultre بالعديد من نقاط القوة، تبدأ بالحركة الميكانيكية ووظائف الساعة وصولاً إلى الشكل الخارجي والترصيع بالألماس. ونحن سوف نواصل تحسين إصداراتنا من الساعات، لاسيّما ما يتعلق بالمحتوى واللمسات الشكلية النهائية والتعقيدات ووظائف الساعة.   • كيف قُوبلت ساعة Reverso التي قام بتصميمها مصمم الأحذية الأشهر كريستيان لوبوتان؟ - احتفالاً بمرور 85 عاماً على إطلاقها، قام لوبوتان بتصميم ساعة Reverso، يتم تجميعها وفقاً لذوق كل امرأة في بوتيكات الدار، وفي الواقع، لقد حققت الساعة نجاحاً مذهلاً.   • ما الساعة التي تُزكّيها للمرأة التي يتراوح عمرها بين الثلاثين والأربعين؟ - أنصحها باقتناء ساعة Reverso One Calendar، فتصميمها يلائم المرأة بلا شك. والآن، تُحاور «زهرة الخليج» كارمن تشابلن Carmen Chaplin، الممثلة ومخرجة الأفلام البريطانية والفرنسية، وحفيدة تشارلي تشابلن، الكوميدي الأول في تاريخ السينما العالمية، وأشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، وأكثر الشخصيات إبداعاً وتأثيراً في عصر الأفلام الصامتة:     • بدايةً، هل لنا أن نسأل ما علاقتك بـ«مهرجان البندقية السينمائي الدولي»؟ ومتى بدأت؟ - أول مرّة أتيت فيها إلى «مهرجان البندقية السينمائي» كانت مع Jaeger-LeCoultre منذ أربع سنوات، برفقة طفلتي الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها حينئذ الـ6 أسابيع. وكانت تلك رحلتها الأولى في الطائرة. وقد حضرت حفل العشاء السنوي الذي تُقيمه دار Jaeger-LeCoultre. وكنت أحاول مُشاهدة أفلام المهرجان في الوقت نفسه، ومنذ ذلك الحين وأنا أواظب على الإتيان إلى المهرجان كل عام. وهو أكثر المهرجانات رقيّاً وفخامةً، خاصةً أنه يقتصر على الصَّفوة.   • نعلم أنه سبق لجدّكِ الراحل تشارلي تشابلن أن اقتنَى ساعة Memovox من Jaeger-LeCoultre. فهل هذا هو سبب تعاونك مع العلامة الرائدة؟ وكيف نشأت علاقتك بالعلامة؟ - ثمة أمور صودف أنها وقعت مع بعضها. أولها، أني قمت بإخراج فيلم قصير، واخترت ساعة Reverso الجميلة من Jaeger-LeCoultre للظهور فيه، وقررت أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الفيلم. ثم شاركت Jaeger-LeCoultre في إقامة عشاء بمناسبة مرور 30 عاماً على حصول تشارلي تشابلن على الـ«أوسكار» في لوس أنجلوس، إضافةً إلى أن السلطات السويسرية كانت قد أهدت تشارلي تشابلن ساعة Memovox من Jaeger-LeCoultre. ولكل هذا، قررت إخراج الفيلم.   • في رأيك، ما الذي يمكن للممثل أن يقدمه للسينما الصامتة أكثر ممّا أعطى تشارلي تشابلن؟ - التمثيل هو فن إظهار الانفعالات والمشاعر والأحاسيس. وأن اللغة الصامتة عالمية. ولقد نجح تشابلن في أن يُصبح نجماً أيقونيّاً في العالم أجمع، وكانت شهرته واسعة في عالم كانت اللغة فيه تمثل عائقاً. وأعتقد أنه حقق ذلك، لأنه كان مُمثلاً بارعاً حقاً.   • هل يُمكن لكِ أن تتخيلي تشارلي تشابلن في وقتنا الراهن؟ ولو كان موجوداً. فما الذي سيكون في وسعه تقديمه لصناعة الأفلام؟ - كان تشابلن يعرف نفسه جيداً، وهو استطاع بسلاسة أن ينتقل من الأفلام الصامتة إلى الناطقة. لقد كان واعياً تماماً لفكرة انتمائه إلى اللحظة الراهنة. وأتذكر جيداً حينما أتاه أبي باكياً لأنه عُوقب حين لم يستطع كتابة خطاب بوصفه أحد الحكام الطغاة. كان عمره 12 عاماً في ذلك الوقت، وكان عليه كتابته مرّات عدّة. هنا سأله تشابلن عمّا إذا كان هذا الخطاب ملائماً زمنياً للعصر الحالي، حيث كان لفكرة انتمائه إلى اللحظة التي يعيشها عظيم الأثر عليه. وإجمالاً، أنا موقنة بفكرة أنه كان سيسعى ليطوّر نفسه، ويتطور مع تَقدّم الزمن.   • في اعتقادكِ، ما الذي جعل علامة Jaeger-LeCoultre فريدة ومختلفة عن أي علامة أخرى للساعات الفاخرة؟ - أرى أنها تشبه تماماً «مهرجان البندقية»، فكلاهما يتسم بالرقيّ والفخامة. وهي ليست علامة فاخرة فحسب، بل تتمتع بشخصية قويّة.   • من الجميل أنك تشبهين خصائص دار الساعات بسمات «مهرجان البندقية»، فكلاهما فريد ويُخاطب الطبقة الراقية. والآن، أيّهما تعشقين أكثر التمثيل أم الإخراج؟ وما الدور الذي تحلمين بتأديته؟ ولماذا؟ - يستهويني الإخراج أكثر من التمثيل، فالممثل عمله مُحدّد، وعليه أن يعمل مع المخرج، وهنالك العديد من العوامل التي تتضافر معاً لنجاح العمل، في حين أن المخرج تكون لديه قدرة أكبر على التحكم في هذه العوامل. وإذا فشل المخرج، فهي مسؤوليته، لأنه يملك حرية الاختيار من بين العديد من العوامل المتاحة. وأنا أحب تأدية الأدوار التاريخية والمتعلقة بحِقَب زمنية محدّدة، حيث الأزياء ذات طابع خاص، ومنذ كنت طفلة صغيرة وأنا أعشق ارتداء الأزياء. لذا، فإن الأدوار التاريخية تمنحني فرصة الإقبال على الملابس الرائعة والمرتبطة بحقبة زمنية بعينها.   • كيف توازنين بين عملك وواجباتك تجاه عائلتك؟ - منذ أن رُزقت بطفلتي أحاول تحقيق هذا التوازن. علماً بأن تركيزي يظل منصبّاً على الكتابة والإخراج. والجميل بشأن التمثيل، أن المرء يذهب لأداء دوره ثم يعود وينتهي الأمر عند ذلك الحد. لكن الإخراج يعني أن يظل الذهن يعمل، ويواصل انشغاله في التفكير مثلاً، في اللقطات التي تم أخذها، والتي سيتم أخذها. وما يُعجبني بشأن هاتين المهنتين، هو أنه متى يتوافر وقت فراغ، فيمكن تخصيصه بالكامل للأسرة، في حين أنه أثناء العمل يكون الذهن بأكمله مشغولاً بالأفكار. وأرى أن من الصعب على المرأة تحقيق هذا التوازن، لكن عليها بذل الجهد.   • ما الساعة المفضّلة لديك من مجموعة ساعات Jaeger-LeCoultre؟ ولماذا؟ - من الصعب جداً انتقاء ساعة بعينها، لكنّي أفضّل الساعة التي أرتديها الآن، وهي إصدار محدود من ساعة Reverso، وهي Reverso One Cordonnet تعود لحقبة الثلاثينات من القرن الماضي، أي 1930، فأنا مُغرمة بالساعات التي تتبع الطراز القديم.