هذه المرة، تأخذكم «زهرة الخليج» في رحلة مختلفة إلى إنجلترا، حيث نزور الشواطئ والأنهار والبحيرات والمجمعات المائية الجميلة، لنعرفكم على جماليتها وإمكاناتها السياحية وما يمكن ممارسته هناك من أنشطة ومغامرات. السياحة في بريطانيا لا تقتصر فقط على زيارة المتاحف المتعددة فيها أو قصر باكنغهام لمشاهدة أفراد العائلكة الملكية، ولا حتى الاستمتاع بجمال مناطقها الريفية وشرب الشاي في الأجواء الإنجليزية الأرستقراطية، وإنما تشمل أيضاً اللهو والمرح بالأنشطة المائية المتنوعة والتي يحفل بها الساحل الإنجليزي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. تعالوا معنا في رحلة إلى بريطانيا نعرفكم خلالها على أبرز المناطق التي تتيح لكم الاستمتاع بخوض تجربة مائية لا تنسى.   ّ«جوهرة تاج وايلز» البداية في جزيرة آنغسلي في شمالي غربي ويلز، حيث تمتد هذه الجزيرة على طول الساحل الشمالي الغربي لمنطقة ويلز، ويمكن اعتبارها المكان المثالي الذي يحلم به كل شخص لعيش مغامرات تجمع ما بين القفز من صخرة إلى أخرى، والجري على الشواطئ، وركوب الأمواج، واكتشاف الكهوف، والقفز من على الجروف للغوص في مياه رائعة. هناك في تلك المنطقة، الملقبة بالـ«جوهرة تاج وايلز»، يمكن لمحبي المغامرات الجريئة أو السياح الاستعانة بأدلة متمرسين لمساعدتهم على اكتشاف الخلجان الصغيرة المخبأة على طول 125 ميلاً من الساحل.   «لايك ديستريكت» ونبقى في شمالي غربي إنجلترا، ولكن هذه المرة سنأخذكم في جولة عبر الشلالات في «لايك ديستريكت». هناك في منطقة وادي آلسووتر تنتصب قمم الجبال شامخة، وعلى سفحها تنساب المياه الهادئة، وحولها ترسم التلال المتعرجة لوحة تأسر الأنفاس، تخفي في ثناياها بحيرة بديعة، تستقبل رذاذ شلال آيرا فورس، وهو شلال ينحدر من ارتفاع هائل يصل إلى 65 قدماً، ويمكن الوصول إليه عن طريق السير عبر الغابات القديمة، «المرصعة» بمساحات شاسعة وبديعة. فإذا كنتم من محبي الرياضات المائية، فإن منطقة وادي آلسووتر، هي المكان المثالي لكم للتجول والتجديف في قوارب الكانو والإبحار وصيد الأسماك وحتى السباحة لمن هم أكثر جرأة.   «تلال بريكون» من الشمال نتجه إلى جنوبي غربي ويلز وتحديداً إلى منطقة بريكون بيكونز لنعرفكم على تجربة السباحة في الطبيعة. في «تلال بريكون بيكونز» تقع أروع برك الغطس في بريطانيا. يوجد هناك أكثر من 20 بركة تمتد على مسافة 5 أميال على طول نهري فيشان وميلت، بحيث يمكن، بعد يوم طويل من المشي، الغوص في مياهها. ومن ثم الاستمتاع بمشاهدة شلالات لوور ديولي الرائعة، والغطس أيضاً في البركة العملاقة المفتوحة حيث يرتفع رذاذ الشلال عبر أوراق الشجر ويظهر قوس قزح ليلون الأجواء، فيشعر الفرد منا أنه في عالم من السحر أو في مدينة ساحرة لا يمكن للتطور العمراني الإسمنتي أن يشوهها. وبعد، فإن المشوار لا ينتهي هنا، إذا أكملنا الطريق في اتجاه مجرى النهر وعلى مسافة قصيرة، نصل إلى مكان رائع للقفز وحبال متدلية كالأراجيح. «متعة التجديف» من يزور شرقي إنجلترا وتحديداً في مدينة كامبريدج لا بد له من تجربة ركوب قوارب «البنط» التي تشق غمار نهر كام. فالتجديف في قوارب «البنط» يعتبر طريقة بريطانية أصيلة للاستمتاع بالنهر الذي يعبر وسط كمبريدج، وبمشاهدة معالم المدينة مثل «كلية كامبريدج» وهي أشهر جامعة في العالم، وكنيسة «كينغز كولدج»، ومكتبة «رن» في «كلية ترينيتي» وجسر «سايز». من أراد خوض هذه التجربة المشوقة والمفعمة بالرومانسية، عليه ألا ينسى جلب سلة من الطعام والشراب ليكتمل معه المشهد البريطاني الأصيل.   «قنوات نورفولك المائية» في الشرق الإنجليزي أيضاً منطقة نورفولك وقنواتها المائية الجميلة. كل ما يمكن فعله هناك هو الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الخلابة، أو الانشغال بفتح الأقفال في مرسى الزوارق الضيقة، في إجازة عامرة بالسحر الإنجليزي الكلاسيكي. السفر عبر نورفولك برودز، وهي أكبر منطقة تربة رخوة محمية في بريطانيا، ينقلك إلى عالم جميل وشاعري يدعوك إلى الاستمتاع بقرى نورفولك الهادئة والرومانسية، ومدن الأسواق الصغيرة ومدينة نورويش التاريخية. وبعد هذه الجولة الممتعة لا بد من الاستمتاع بتذوق أشهى الأطباق والمأكولات التي تقدمها المطاعم المنتشرة على ضفاف المياه بأعداد وفيرة، واختيار واحدة من الخيارات العديدة لجولات على الأقدام في الريف العامر بالمناظر الطبيعية الخلابة، وأنشطة الرياضات المائية العديدة، ما يبقي أفراد الأسرة بأكملها سعيدين.   «جزيرة مرسي» إلى جنوبي شرقي إنجلترا نتجه هذه المرة، وتحديداً إلى «جزيرة مرسي» التي تعتبر الوجهة المفضلة لمحبي الرحلات النهارية الباحثين عن محار كولشستر الذي يتخذ من تلك المنطقة موطناً له. ولكن، هناك المزيد في هذه الجزيرة النائمة الواقعة في مصب نهر بلاك ووتر، والمرتبطة بالبر الرئيسي لإنجلترا بجسر قديم. إذ إلى جانب تناول المحار، يمكن الاستمتاع أيضاً بصيد السلطعون من الطوف، والتجول على الأقدام في الهواء الطلق عبر برك الملح المشهورة بطيورها التي تغوص في الماء، وزيارة أكواخ الصيد المبنية على ألواح خشبية تطوف فوق الماء. ولتكتمل الزيارة الممتعة، فلا بد بطبيعة الحال، المرور عند «ذي كومباني شد» الواقع في الجزء الغربي من «جزيرة مرسي»، لتذوق أطباق المأكولات البحرية المتنوعة هناك.   «شاطئ هارلين المحمي» ننطلق إلى جنوبي غربي إنجلترا حيث مياه سواحل كورنوال، تدعو محبي التزلج على المياه إلى ممارسة هوايتهم المفضلة، والاستمتاع بالرمال الذهبية لخليج هارلين الواقع بالقرب من بادستو. هذا الشاطئ المحمي على شكل هلال يعتبر أحد الشواطئ الأكثر أمناً في كورنوال، والمكان المثالي لاكتساب المهارة في التزلج على الماء. ومن كان لا يمتلك تلك المهارة ففي إمكانه الانضمام إلى معسكرات التزلج التي تنظمها «مدرسة هارلين للتزلج على الماء» كل صيف لجميع الفئات العمرية، من أجل مساعدة المتزلجين المبتدئين على خوض هذه المغامرة بكل جرأة.   «بحيرات فرماناغ» نتجه صعوداً إلى إيرلندا الشمالية حيث تقع أراضي بحيرات فرماناغ المذهلة. هناك في هذا الجزء المائي الوارف من إيرلندا الشمالية، يمتد شريط من أراضي الغابات الوعرة، شريط يبدو كسوار مرصع بجزر ليليبوت وكهوف مائية، تخلق أجواء ساحرة تغوص في التاريخ الإيرلندي المليء بالغموض. مشهد جميل يشكل خلفية رائعة للباحثين عن خوض مغامرة مليئة بالإثارة، والاستمتاع في الوقت نفسه، ليس بواحدة فحسب وأنما أيضاً بثلاث منصات مائية متصلة جميعها ببعضها البعض بواسطة ممرات مائية مختلفة، وجذوع أخشاب تطفو على سطح بحيرة لو ماكنين العليا. في هذا المكان الساحر، ينتاب الفرد شعور غريب يشده إلى عالم الأساطير والجنيات بمجرد أن يبدأ باختبار توازنه فوق الزوارق المطاطية، أو الهبوط بسرعة من زلاقة مياه يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار، ومشاهدة الأصدقاء يتحولون إلى قنابل بشرية بعد أن يتم إطلاقهم من مدفع مائي. باختصار، أنها المدينة الفاضلة لمحبي المغامرات المائية.   «بحيرة لوخ لوموند» الاسكتلندية تقدم اسكتلندا التي تتميز بوجود عدد هائل من البحيرات والأنهار إلى محبي الصيد بالصنارة بعضاً من أفضل أنشطة صيد الأسماك في أوروبا. في هذه المساحة من المياه العذبة التي تعد الأكبر في المملكة المتحدة، توجد مجموعة ضخمة ومتنوعة من الأسماك التي تسبح في مياه بحيرة لوخ لوموند، جاعلة منها موطناً مثالياً للصيد بالصنارة. تعود أسماك السالمون والسالمون البحري المرقط في اتجاه أعالي نهر ليفن إلى المناطق الجنوبية المنبسطة من البحيرة، في حين توجد أسماك متنوعة أخرى يمكن اصطيادها بالصنارة مثل السالمون البني والملون، وسمك الكراكي، وسمك البرش النهري، وسمك الشبوط بأنواعه مثل «روش»، و«تشاب» و«ديس». أنه محيط رائع لممارسة هواية صيد الأسماك والاستمتاع بالأجواء الرائعة عبر الإبحار في قوارب فوق المياه المتلألئة.