الانقراض هو اختفاء كائن حي موجود على الكوكب واستحالة ظهوره من جديد. وانقراض فصيلة من الحيوانات، يعني عدم بقاء نوع أو مجموعة على قيد الحياة. وقد يحدث الانقراض قبل وفاة آخر حيوان في هذه الفصيلة، أي وفاة آخر حيوان قادر على التكاثر في هذه الجماعة أو توقف هذه الفصيلة عن القدرة على التكاثر لضمان وجودها. مئات الفرضيات لا تكفي لتوضيح كل أحداث وأشكال انقراض الحيوانات التي كانت تعيش فوق البر أو بالبحر في عالمنا، مثل الديناصورات والكثير غيرها. وإذا كان عالمنا اليوم يزخر بحيوانات من كل شكل ونوع، إلا أن بعضها مهدد بالانقراض لا محالة، في حين أن بعضها الآخر انقرض ربما قبل أن يكتشف العلماء أمر هذا الانقراض. أما الأسباب، فتعود إلى عوامل عديدة ومتنوعة، منها الطبيعية مثل المناخ وعدم التكيف مع شريعة الغاب، وإما بسبب عوامل بشرية مرتبطة بحرائق الغابات المفتعلة والصيد للقتل أو التجارة. باختصار، إن لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض تطول وتطول، لكننا اكتفينا هنا باختيار بعضها، علّ تسليط الضوء عليها ينفع في إيلاء موضوعها مزيداً من الرعاية والاهتمام، بما يحافظ على التنوع البيئي والطبيعي في عالمنا.   الثعلب الطائر من أغرب أنواع الخفافيش ويبلغ طول رأسه مع الجسم نحو 30 سنتيمتراً. وقد يصل امتداد الجناح إلى أكثر من 1.5 متر وأُطلق عليه هذا الاسم لأن وجهه يبدو مثل وجه الثعلب. يأكل الثعلب الطائر في الغالب الفاكهة، ويُعرف على وجه الدقة بوطواط الفاكهة، وهو يتغذّى أيضاً ببراعم الأزهار والرحيق واللقاح. وتستطيع الثعالب الطائرة الانتقال إلى مسافات طويلة، علماً بأن أغلب أنواعها مهددة بالانقراض بل انقرض بعضها بالفعل في بعض جزر المحيط الهادئ. ويعتبر لحم الثعلب الطيار من الأطباق الفاخرة في غانا وجزر الماريانا.   سلحفاة منقار الصقر تسبح في قاع البحر بزعانفها التي تشبه الأجنحة. وتسمى سلاحف البحر الاستوائية بمنقار الصقر، نسبة إلى رؤوسها المدببة، التي تنتهي بنقطة حادة تشبه منقار طائر. تعيش هذه السلاحف بين 30 و50 سنة ويبلغ طولها 65-85 سنتيمتراً، ووزنها 45-75 كيلوغراماً. توجد هذه السلاحف في جميع أنحاء مياه المنطقة الاستوائية، وهي تنتشر عادة بالقرب من الشعاب المرجانية الغنية بالإسفنج لتتغذى عليه. اللحظة الأكثر خطورة في حياة السلاحف هي عندما تفقس سلحفاة صغيرة من البيضة لتنطلق إلى البحر، عندها تصبح فريسة لسرطانات البحر وأسراب طيور النورس. كما أنها تنفق نتيجة ابتلاعها أكياس النايلون التي يرميها الإنسان في البحر، كونها تأكلها اعتقاداً منها أنها عبارة عن حيوان قنديل البحر.   طائر الكيوي هو طائر صغير الحجم ولا يطير، يعيش في نيوزيلندا، حجمه أصغر من الدجاجة بقليل ويملك شعراً بدلاً من الريش، كما أنه يموء كالقطة وينبح كالكلب؟ وعندما يبني عشه فهو لا يبنيه فوق الأشجار أو بين الصخور كما تفعل جميع فصائل الطيور تقريباً، بل تحت الأرض على شكل خندق. وعلى الرغم من حجمه الصغير، تضع أنثاه ثاني أكبر بيضة حجماً في عالم الطيور بعد بيضة النعامة (ما يقارب 12 سنتيمتراً). والأغرب هو أن الذكر يقوم بمهمة حضانة البيض إلى أن يفقس. تأثرت أنواع الكيوي جميعها سلباً بعمليات إزالة الغابات تاريخياً، والتهديد الأكبر لحياة هذه الطيور يأتي من الحيوانات المفترسة من الثدييات.   الضفدع الأزرق السام يعرف أيضاً بضفدع السهم السام في أمريكا الجنوبية. وهذه التسمية تعود لكون جلده يحتوي على مادة قلوية سامة استخدمها سكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر) في تسميم سهام الصيد. إذا لمس الإنسان جلد هذا الضفدع، يتوقف نبض قلبه في أقل من دقيقة. ويومياً ينتج هذا الضفدع سماً يكفي للقضاء على عشرة أشخاص مجتمعين. تمكن خبراء بريطانيون من تربية فصائل نادرة من الضفادع الزرقاء السامة وإعادتها إلى حياتها الطبيعية في الغابات، خصوصاً أنها تواجه خطر الانقراض، لا سيما في جنوب أمريكا، حيث يتم تدمير بيئتها الطبيعية.   الليمور يُعتقد أن قرود الليمور هي من أسلاف قرود العالم القديم. لكنها في الحقيقة نوع من أنواع قرود العالم الجديد، موطنها الأصلي جزيرة مدغشقر. يُقصد بكلمة «ليمور» عند الرومانيين الشبح أو الروح الميتة، ولقبت بهذا الاسم بسبب أنواعها المخيفة ولكونها تظهر ليلاً. يأكل الليمور أوراق الشجر والفواكه والزهور ويتراوح طوله بين 30 و60 سنتيمتراً. ويعتبر من الحيوانات الاجتماعية للغاية، فهي تعيش في مجموعات قد تصل إلى 50 فرداً، ومعظم أنواعه مهددة بالانقراض بسبب تدمير الغابات والصيد.   المها العربية هي من ظباء الصحراء، بيضاء اللون وذات جسد متناسق وعينين كبيرتين جميلتين طالما تغزل الشعراء بجمالها. تستوطن صحارى وسهوب شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين وسوريا وفلسطين ومصر. كانت المها الجميلة على وشك الانقراض، لكن بفضل جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على الحياة البرية وإقامة المحميات الطبيعية، تمت المحافظة عليها. كذلك سارعت بعض الدول العربية، مثل: عمان والسعودية والأردن وغيرها، وهيأت للمها محميات توفر لها الظروف المناسبة لمعيشتها وتكاثرها، ومنعت صيدها.   الغوريلا الجبلية تعيش الغوريلا الجبلية التي اكتشفت عام 1909 في غابات وسط أفريقيا البركانية ويبلغ عددها قرابة الـ800. تمضي الغوريلا وقتها في البحث عن الطعام وتناوله، وهي غالباً ما تأكل أغذية نباتية كأوراق النباتات والثمار وأوراق العنب، كما أنها قد تأكل النمل والديدان والحشرات واليرقات. تعد الغوريلا الجبلية من الأنواع المهددة بالانقراض، بحسب «الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة»، إذ إنها تُصنَّف ضمن قائمته الحمراء تحت أعلى درجات الخطر، ويعود ذلك إلى صيدها غير القانوني الجائر وتدمير بيئتها الطبيعية في غابات أفريقيا.   القرد ذو الأنف الطويل (المَلمَلة) يستوطن هذا القرد جزيرة بورنيو في جنوبي شرقي قارة آسيا، يبلغ معدل طوله 75.5 سنتيمتر ووزنه 20 كيلوغراماً. يزيد طول أنف ذكر الململة 10 سنتيمترات على أنف أنثاه، بحيث يتدلى إلى ما دون فمه. يتغذى بصفة أساسية على الفاكهة وأوراق الشجر والحشرات والبذور، وهو سباح ماهر تساعده في ذلك يداه وقدماه الشبيهتان نوعاً ما بقدمي البط. تحتاج هذه القرود إلى مساحات واسعة من الغابات لكي تحافظ على أعدادها المتناقصة في بورنيو، وربما يكون عدد ما تبقى منها يقل عن 8 آلاف قرد.   ألباكا يتم الاحتفاظ بالألباكا في القطعان التي ترعى في مرتفعات جبال الأنديز في جنوبي البيرو وبوليفيا الشمالية والإكوادور وشمالي تشيلي، وهو أصغر بكثير من اللاما، يتميز برقبته الطويلة وأذنيه مثلثتي الشكل وكذلك بوجهه الصغير وخطمه المدبب. هذا الحيوان أشبه بالجمل الصغير، لديه شعر كثيف يتمتع بطول ونعومة وتموج خفيف. ويعد صوفه من النوع الفاخر لكونه مضاد للمياه وتصنع منه المعاطف والكنزات الصوفية وحتى البطانيات.   كلاب كومندور من المرجح أنها من أصول مجرية (هنغاريا)، وهي كلاب سريعة جداً في الحركة وفي منتهى الذكاء والدهاء، وهي يقظة للغاية، عادة تستريح بالنهار وتنشط طوال الليل. أعلن عن أن سلالة الكوموندور هي أحد الكنوز الوطنية في المجر، ليتم الحفاظ عليها وحمايتها من التعديل الوراثي والتهجين.   قرد بيغمي يعرف أيضاً بالقِشَّة القَزَم Pygmy marmoset وهو أصغر أنواع القرود المعروفة في العالم ويعيش في بعض دول أمريكا الجنوبية كشمال بوليفيا والبرازيل والإكوادور والبيرو، يتراوح طوله بين 14 و16 سنتيمتراً. ويعيش في الغابات في مجموعات وللتواصل بين أفراد مجموعته للتنبيه والتحذير من الأخطار، يفرز مواد كيميائية من جسده أو يصدر أصواتاً أو يقوم بحركات معينة. لهذا القرد القدرة على تدوير رأسه 180 درجة ومخالبه حادة تشبه المسامير.   الحوت الأزرق هو أكبر الحيوانات على كوكب الأرض يصل طوله إلى 30 متراً أما وزنه فيصل إلى 181 طناً. يظهر لون الحوت الأزرق في الماء باللون الأزرق، إلا أن لونه الحقيقي أزرق منقط مائل إلى الرمادي. يمتلك الحوت الأزرق أعلى صوت في العالم بين الحيوانات. تم صيد أكثر من 360 ألف حوت أزرق للحصول على زيت الحوت ما دفع به الى حافة الانقراض، كما أن المئات منه تموت أو تتعرض للإصابة جراء الاصطدام بالسفن الكبيرة.   الباندا العملاقة الباندا، أو الدب الصيني، هو حيوان ضخم من عائلة الدببة، موطنه الأصلي الصين. يمكن بسهولة التعرف إلى دببة الباندا عن طريق الهالات السوداء الموجودة حول عينيها وأذنيها وجسمها المستدير. ذكور الباندا أكبر حجماً من الإناث وتزن ما يقرب من 110 كيلوغرامات، بينما تزن الإناث ما يقرب من الـ95 كيلوغراماً. الباندا موجودة على قائمة الأنواع المعرضة للخطر والتهديد بسبب ضياع الأراضي وانخفاض معدل المواليد، سواء في البرية أم في الأسر، كما أنها كانت قديماً هدفاً للصيد غير المشروع من جانب السكان المحليين بسبب فرائها.   الدببة القطبية توجد في منطقة القطب الشمالي الممتدة عبر شمالي ألاسكا، كندا، روسيا، النرويج، وغرينلاند وما حولها. من أكبر ثدييات اليابسة ورمز أساسيّ في ثقافة شعوب القطب الشمالي، تصنف على أنها مهددة بالانقراض لكن مع ازدياد الخوف العالمي حول مستقبل هذا النوع وفرض القوانين الصارمة لحمايتها، تحسن وضعها وازدادت أعدادها.   سحلية هدب العنق أو السحلية المزركشة أو سحلية التنين. توجد بصورة رئيسية في المناطق الاستوائية في شمال أستراليا وجنوب غينيا الجديدة. واسمها يأتي من هدبة كبيرة حول الرقبة. يتكون نظامها الغذائي من الحشرات الصغيرة، ويبلغ متوسط طولها 85 سنتيمتراً، لذا فهي كبيرة نسبياً، وهي سريعة جداً عندما تسير على قدميها الخلفيتين. تشهد أعداد السحلية المزركشة تناقصاً ملحوظاً بسبب التلوث وتدمير أماكن معيشتها نتيجة تطهير الأراضي والحيوانات المفترسة.