من قماش السلاطين والشعب العثماني "الكوتنو" تحيك Rabia Yalç?n المصممة التركية الأصل حكاياتها، وتبهر الناس بتصاميمها. ظهرت موهبتها مبكراً جداً، في الخامسة من عمرها عندما صممت أزياءها الخاصة وأعجبت الناس... إلى أن كبرت الصبية الموهوبة وطورت موهبتها وأبهرت العالم بتصاميمها. فحصلت عام 2008 على جائزة "المصمم الأكثر ابتكارا" في أسبوع الأزياء الراقية في نيويورك، بفضل مجموعتها التي أعدتها من النسيج المصنوع من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها. وما لبثت أن اختيرت ربيعة، التي لم تتوقف عن وضع مسيرتها المهنية في خدمة السعادة والسلام في العالم من بين " أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيراً في العالم" منذ العام 2009.     وفي مايو الفائت، ?نطلقت عروض الأزياء Reflect your Light with Kutnu التي يتم تنظيمها تحت رعاية الدكتورة ساري داوود اوغلو، عقيلة رئيس الوزارء التركي أحمد داوود اوغلو هي دعوة للعالم لأجل أن يتحد من أجل السلام. وهذا المشروع الذي يركز على أهمية التعايش السلمي والتسامح والتفاهم بين شعوب العالم، سينطلق في دول عديدة بعد قطر، تحت شعار "?كتشف إمكانيات تركيا". حول مشاريعها الانسانية العالمية وموهبتها الإبداعية بشكل عام كان لنا هذا الحوار الحصري مع هذه المصممة المبدعة.     هل لنا بنبذة عن مشاريعك العالمية قيد الانجاز؟ من خلال مشروع وأزياء Reflect your Light with Kutnu سأستمر بنشر رسائل السلام إلى العالم. أعتبرها مهمتي كشخص له تأثير على المجتمع وكأم، فجميع مشاريعي لها جانب من المسؤولية الاجتماعية. أنا أحاول أن أسلّط الضوء على القضايا الاجتماعية التي تجعل من عالمنا الحالي عالماً أفضل. للمشروع المقبل، أخطط أن أفتح مدرسة تصميم وسوف أعلّم طلابي الجرأة لإحداث فرق في العالم. فلن أضع لهم العلامات على قدراتهم ورسوماتهم بل على شجاعتهم وأفكارهم وطريقة استخدامها بالطريقة الصحيحة والمفيدة لكي يكتشفوا قوتهم الداخلية.     عرضت أزياءك في قطر موخراً، ماذا تخبرينا عن هذا المشروع، وما المميز بشأنه؟ عرض الأزياء كان رائعا. مجموعتي كانت مصنوعة من نسيج خاص جدا وفريد، الكوتنو Kutnu الذي يتم إنتاجه في تركيا منذ القرن الـ 16. وقد أردنا أن نعيد تقديمه للعالم لنذكرهم بالسلام والوحدة. فشيء من الماضي يمكن أن يقدم رسالة ذات مغزى للمستقبل. قرّرنا نشر هذه الرسالة من خلال تاريخ وقصة Kutnu الذي كان عنصرا هاما في سوق الحرير ورمز التعايش السلمي في الوحدة. شعار جمعية المصدرين الأتراك "?كتشف إمكانيات تركيا" يدعو الناس حول العالم لاكتشاف الثروات التاريخية والطبيعية والثقافية لتركيا. السلام والتسامح والتفاهم العالمي منسوجون في الكوتنو ويشكلون جزءا لا يتجزأ من مشروعنا. نريد أن نظهر للعالم ثروة تركيا الثقافية فضلا عن إيفاد بعثة السلام حيث نظهر أن التعايش السلمي ممكن. مشروع وعرض أزياء Reflect your Light with Kutnu بدأ في الدوحة ، قطر في 10 مايو، وكانت ردود الفعل مذهلة.     ما نوع القماش الذي تفضلينه في التصاميم؟ وما المميز في قناش الكوتنو؟ أختار دائما العمل مع الأقمشة الطبيعية مثل الجلد والحرير والقطن. بدلاً من 3 فساتين من البوليستر أفضّل فستان واحد من الحرير. نسيج الكوتنو مزيج من الحرير والقطن وله 60 رسماً مختلفاً. تم نسج قماش الكوتنو على أيدي الحرفيين المشهورين في منطقة غازي عنتاب. وكان يستخدم لصناعة قفطان السلاطين العثمانيين، فهو يمثل أيضا النبل والسلطة. كوتنو قماش للسلاطين وللشعب ممّا يخلق مزيجاً مثالياً.     ما القضايا البيئية التي تشغلك ولماذا؟ أريد أن ألفت انتباه العالم الى الاستعمال الخاطئ لمصادر الطاقة وإلى التلوث. إعادة التدوير هي أفضل طريقة لتحسين العالم الذي نعيش فيه. في عام 2008، حصلت على جائزة "المصمم الأكثر ابتكارا" في أسبوع الأزياء الراقية في نيويورك بفضل مجموعتي التي أعدتها من النسيج المصنوع من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها. كأمهات، نحن بحاجة إلى تحمل المسؤولية وتعليم أطفالنا إعادة التدوير.   ما القضايا النسائية الاسلامية التي تدعمينها وتعملين لأجلها؟ المرأة تحتاج أن تطرق الباب مرتين ليفتح لها. والمرأة المسلمة تحتاج أن تطرقه ثلاث مرات. فمن الصعب أن ترى الناس أعمالك وتغض النظر عن هويتك. عليك احترام عملك وأن تكون شجاعا لتجعل الناس تركز على عملك بدلاً من هويتك. لهذا السبب أحاول دائما أن أجعل النساء يثقن في قدراتهن فهي في داخلهن. بعض النساء تعتقدن أنهن بحاجة لإظهار الرجولة لإثبات القوة وهذا ليس صحيحا. فالأنوثة التي بداخلهن تملك القدرة والشجاعة. وبمجرد اكتشافهن هذا سوف يظهرن للعالم ما يمكنهن القيام به.     كيف بدأت مشوارك في تصميم الأزياء؟ موهبة التصميم هبة من الله ولدت بها. بدأت التصميم في سن الخامسة على الرغم من أنني لم أدرس التصميم وكنت أصنع الملابس الخاصة بي. وقد كانت الناس في الشوارع توقفني لتسألني من أين أشتري ثيابي. يمكنني القول أنّ هذا شجعني على احتراف التصميم. كان السوق بحاجة لتصاميم جديدة وأنا كنت أملك الموهبة لذلك فقررت أن أشارك موهبتي مع الآخرين. بدأت التصميم للنساء اللواتي يردن التعبير عن أنفسهن.     ما الذي يلهمك؟ ولدت في عائلة فنية فكل النساء في عائلتي كنّ يعملن في مجال الفن. تعلمت أن أكون أنا، أن أخلق الفرق، أن أؤثر على العالم بطريقة إيجابية من خلال وجودي وعملي. عائلتي كانت ملهمتي الأولى ومن ثم استوحيت من ديني وبلدي. أنا اهتم للآخرين وقد أظهرت هذا في مشاريعي. في مجموعاتي، أستوحي من الحياة ومن مدينة اسطنبول حيث أعيش. عندما تنظر من خلال عيون فنان، تستوحي من أي شيء. في مجموعة Kutnu استوحيت من قصة وتاريخ القماش الذي كان منسياً فأردت أن أخبر هذه القصة للجميع.     ما هي مدينتك المفضلة؟ ولماذا؟ اسطنبول هي مدينتي المفضلة ففيها كل شيء. إنّها مزيج مثالي من كل شيء. أشعر، أعيش، أشم، أحلم، أعيش الحياة بكل جمالها هناك. اسطنبول هي الماضي والمستقبل. هي الفرح والحزن. انّها قوية وغنية، تحتضن سكانها. تاريخها عظيم وهي تحمل الأمل. هي مزيج مثالي من الثقافات. اسطنبول مدينتي.     ما انطباعاتك عن دول الخليج؟ هل تستمتعين بزيارة المنطقة؟ الخليج قريب إلى قلبي، أشعر أنني في بلدي من خلال طريقة الحياة في الخليج وتقدير الناس لبركات الله.     تسافرين كثيرا في أنحاء العالم، وتشاركين وتحضرين عروض وفعاليات للأزياء، انطلاقاً من مشاهداتك كيف تصفين ستايل السيدات الشرق أوسطيات؟ لديهن أسلوب فريد من نوعه. هنّ يحبن أنفسهن ويمكنك أن تري أنوثتهن التي لم تضع منهن في الحياة اليومية التي كلها توتر وتنافس. هنّ يحبن التألق في اختيار ملابسهن ويقدرن الألوان. مثل باقة من الزهور، لديهن ألوان جميلة في داخلهن ويواكبن الأزياء.