توج المصمم اللبناني شادي زين الدين رحلة إبداع 15 عاماً بدأها خليجياً، بمجموعة 2016 Le Beryth التي عرضها من قلب بيروت، بعد أن لفّت تصاميمه العالم، وحطّت على أجساد عدد كبير من النجمات العالميات وسيدات المجتمع الراقي. المصمم الذي نشأ في جبل لبنان، وبرز اهتمامه بجميع أنواع الفنون، وبينها الرسم الذي أبدع به، انطلق باتجاه عالم تصميم الأزياء عبر دراسة تصميم الموضة التي تجمع فنون الهندسة والألوان. وانطلاقاً من هنا، وضع تصوراً ثابتاً للمرأة الأنيقة، يجمع بين الرؤية الحالية لإطلالة المرأة العصرية، والفخامة التي كانت تجسدها المرأة الرومانسية والحالمة في الحقب الماضية. شادي ونجمات العالم هذه الرؤية، جذبت كثيراً من نجمات العالم لارتداء تصاميمه، لعل أبرزهن ملكة الـ«بوب» في العالم النجمة مادونا التي ارتدت في عام 2015 تصميماً مستوحى من الـ«ماتادور»، وظهرت به في عودتها الأخيرة في «كليب» living for love. وكان المصمم شادي زين الدين، أول مصمم عربي ترتدي مادونا من تصاميمه. إضافة إلى مادونا، ارتدت النجمة ليدي غاغا مرتين من تصاميم شادي، الأولى في حفل توزيع جوائز «غرامي» في عام 2015، حيث ارتدت «ميني قفطان»، والمرة الثانية كانت في حفل تكريم الفنان التون جون، حين ارتدت over all من تصميمه، برز بلونه الأحمر. هذا، وارتدت عارضة الأزياء العالمية سيندي كروفورد أيضاً فستاناً من تصميم شادي زين الدين بغرض تصوير صورة رسمية لها وضعتها في كتابها الأخير. كما ارتدت النجمة شارليز ثيرون فستاناً من تصاميمه. ويعمل زين الدين على تحقيق حلمه بأن تُعرض تصاميمه في كل بلدان العالم. ويخطط حالياً لإطلاق خطه الثاني الخاص بالأزياء الجاهزة، إضافة إلى الأزياء اليومية للشابات. وعلى الرغم من تجواله في بلدان العالم وعواصم الموضة، بقيت بيروت ملهمته، ولطالما وجدها مدينة ساحرة وملهمة وجذابة، فخصّها بمجموعة 2016 A Beryth. أناقة عابرة للوقت والمكان يتسلل سحر بيروت من الذاكرة، ويتجسد الحنين لزمانها المشرق في واحة جديدة، رسمها المصمم شادي زين الدين بالألوان في الفساتين التي يتراءى فيها ألق المدينة الملوكي عبر إطلالات سيداتها العابرة للوقت، معلناً ولادة الزمن القادم في تصاميم مشغولة يدوياً، وتعكس صورة الماضي بأبهى حلله العصرية. تنطلق هذه الرؤية من فلسفة لدى المصمم تتمثل في انصهار المدينة بنسائها، حتى باتت بيروت في نظره سيدة جميلة وأنيقة، تنافس سكانها على الحضور في كل زمان، وتنافسها الحسناوات على المكان. من هنا، حملت المجموعة عنوان 2016 le Beryth، والتي تمثل أبلغ اندماج فني بين حقبتين، حيث تجمع الطابع الملوكي لبيروت وسكانها، مع الأناقة اللوكس التي وسمت المدينة في حقبة الستينات، وخاطها المصمم برؤيته عما يجب أن تكون عليه المدينة التي أحب، فجسّد عشقه لها في تصاميم خاطها يدوياً 100%، واستغرق إنجاز كل فستان فيها، نحو 200 ساعة عمل. وبمعدل يتراوح بين شهر و45 يوماً. وتخصيص هذه المجموعة لبيروت ينطلق من عشق المصمم لمدينته التي يعتبرها الحلم، فأراد منها انطلاقته الرسمية، نظراً إلى أنه يعتبر أن قرار الانطلاق من العاصمة اللبنانية يمنح المبدعين قيمة معنوية و«بريستيج»، داعياً في الوقت نفسه كل فنان لبناني في أي مجال، أن تكون انطلاقته من مدينة الحرف والحب والجمال. 5 ألوان وحرف A تتألف هذه المجموعة من خمس ألوان رئيسية هي البرتقالي والذهبي والتركواز والـ«أوف وايت» والأسود. تتوزع على فساتين طويلة مخصصة للمناسبات الاستثنائية، وفساتين قصيرة بقصة الـ«4/3» التي تصل إلى أسفل الركبتين، وتأخذ حيزاً صغيراً من حجم المجموعة. على أن فساتين السهرة الطويلة، لا تتوقف انسيابيتها لدى كاحل القدم، ولا تمتد أبعد من ذلك إلى الأرض، وذلك تجسيداً لوجهة نظر المصمم بضرورة إبراز الحذاء الذي بات جزءاً لا يتجزأ من الموضة المتبدلة، ويجب إبرازه. طغت على المجموعة قصّة حرف الـA التي تعتبر قصة مريحة للجسم، تبدأ من المنطقة العلوية الملاصقة للجسم، وتبرز أنوثته، لتتسع شيئاً فشيئاً حتى وصولها إلى الأسفل بقصتها الفضفاضة، وتمت خياطتها بأقمشة حساسة ومرهفة تضج أنوثة، مثل أقمشة الـ«دانتيل» والـ«غازار» والـ«شيفون»، إضافة الى قماش الـZibeline. وتميزت التصاميم بنقشات الورود وخطوط الهندسة المعاصرة. ولا يقتصر التنفيذ اليدوي على القصات، بل طال كل جوانب الفساتين، لاسيما النقشات المعتمدة في داخلها، وهي جميعها نقشت يدوياً. وأدخل زين الدين إلى بعض الموديلات الريش أو خيطان الخرز التي اتخذت شكل الـ«شارلستون». فستان زفاف مميز المفارقة أن فستان الزفاف الوحيد الذي أطلق في مجموعة 2016 le Beryth يختلف شكلاً ومضموناً عن سائر التصاميم التقليدية، إذ يتمتع بلون غير رائج، يتميز بأنه لون مركب، ويتغير بحسب إشعاعات الضوء التي يتعرض لها ويتفاعل معه، ويقرب إلى لون اللؤلؤ، وهو إنجاز حديث في عالم تصميم فساتين الزفاف. أما اختلافه عن سائر أركان المجموعة، فيتمثل في كونه يتمتع بذيل طويل، وطرحة طويلة، وتم تطريزه بطريقة استثنائية، حتى قاربت مدة إنجازه الـ500 ساعة من العمل.