استعادت دار Van Cleef & Arpels نقشاً من المجوهرات كان يعرف باسم «باييت»، ابتكرته الدار في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، لتقدمه في أشكال متعددة تقوم على التلاعب بالروابط والأحجام والألوان، وهو يتميز بجمعه بين الغرافيكية والأنوثة ويأتي ضمن ابتكارات مجموعة Bouton D’or التي اجتمع فيها الألماس مع الذهب وأم اللآلئ، وهو ثمرة خبرة فريدة بدءاً من اختيار المواد وصولاً إلى النقوش المجمّعة على نحو معقد، وعكست كل ما يعرف عن الدار من براعة وحرفية. أكثر ما يجذب الأنظار إلى المجموعة، هو تلك الروابط الجريئة من المواد، لا سيما أنها قد تكونت من مجموعتين تتألفان من خمس قطع. يعمل الذهب الوردي من جهته على عكس الضوء بكل رقة، فيزيد من جمالية أم اللآلئ ومن حلاوة لون العقيق الأحمر الدافئ. وتبدو النقوش متألقة في مراكزها، وكأنها تمتد عبر مستويات مختلفة، في ثلاثة صفوف أو في دوائر مرحة.     الأخضر الزاهي وفي لقاء يقوم أكثر على التباين، يعزز الذهب الأصفر من الاندماج القائم بين اللون الأسود الغني والعميق للعقيق وبين الـ«كريسوبراز» ذي اللون الأخضر الربيعي الزاهي فيمنح التصاميم حيوية مشرقة. وتجمع قطعتان بين الانحناءات المستديرة والنقاوى الهندسية لشكل المعين، وقد انسدلت منهما أقراص تتحرك على نحو متحفظ، فتزينان الإصبع أو تمنحان الشكل للقلادة القابلة للتحول إلى مشبك.     جمالية فنية كما سبق أن أسلفنا، يجمع أسلوب مجموعة Bouton D’or بين مزيج من التقليد والحداثة، وهو يستمد جذوره من نقش «باييت» الذي ظهر للمرة الأولى في محفوظات الدار سنة 1939. في فترة الأربعينات من القرن الماضي، كشف عن هذا القرص الثمين من الذهب الأصفر في تفسيرات منوعة، اجتمعت معاً في خاتم مستدير أو في شرائط عقد مزدوج ووفير، كما شكّلت النقوش أحياناً باقات مشعّة. وقد رُصّعت بالأحجار الملونة، فطبعت تنانير راقصات الباليه التي كانت الدار قد ابتكرتها في تلك الحقبة ذاتها بميزةٍ ثلاثية الأبعاد ومتلألئة. وعرفت هذه الجمالية الفنية الشمسية المرحة نجاحاً مستمراً في الخمسينات من القرن الماضي، عندما كان الذهب الأصفر يكمّل الأزياء الأنثوية المواكبة لذلك العصر. من الأساور البسيطة أو المزدوجة وصولاً إلى أقراط الأذن المغلّفة بالنقش، كانت الخطوط الانسيابية المرنة للابتكارات تستعيد صدى عالم الـ«كوتور» الذي شكّل مصدر إلهام لدار Van Cleef & Arpels في تلك الفترة.     دراية في الاختيار تعبّر مجموعة Bouton D’or المعروفة بعملية الاختيار الدقيقة لما فيها من مواد، وبنقوشها المنسجمة برقة غير متناهية، عن كلّ ما تعرف به دار «فان كليف أند آربلز» من إتقان وامتياز. بالنسبة إلى الأحجار الصلبة، أولت الدار عناية فائقة لتحقيق التجانس وحيوية اللون والإشراقة لحجر الـ«كريسوبراز» والعمق للعقيق الأحمر. وقد قدّمت أمّ اللآلئ التي استخدمتها Van Cleef & Arpels مساحة منتظمة وبريقاً عالي الجودة، في وقتٍ اختيرت فيه أحجار الألماس وفقاً لمعايير الامتياز الخاصة بالدار: D أو E أو F للون وIF وVVS للنقاوة. وقد أضفت أحجار الألماس رونقاً لا مثيل له على جمال المواد التي صُقلت يدوياً لزيادةٍ في التألّق والجمال. ولضمان الانسجام الكامل لكل قطعة، تم تحقيق تطابق بين ألوان الأقراص التي تتكون منها، وبين الكمد والدرجات الإضافية للمواد أيضاً. فعندما تلتقي معاً لتكوّن عقداً، سواراً، أو خاتماً، تؤلّف سيمفونية مثالية.     خبرة في التنفيذ درجات استثنائية من الدقة والعناية والمهارة تطلبتها عملية ابتكار المجموعة. فبعد أن يتمّ تشكيل القطع الذهبية المصنوعة يدوياً، تخضع لعمليات صقل متتالية، على نحوٍ دقيق جداً من أجل تنفيذ الأقراص المقعّرة والمقوّسة، ويتمّ الكشف عن لمعان المعدن الثمين، مع الحفاظ في الوقت نفسه على شكل النقش. كما ازدان كل قرص، سواء تشكّل من الذهب أم اللآلئ أم الحجر الصلب بألماسة في وسطه، تلقي بإشعاعاتها على الموادّ المختلفة. ولضمان مرونة القطع وطراوتها، تلصق النقوش ببعضها البعض: وتدعو العملية إلى دقة ورشاقة في العمل اليدوي، بما أنه يجب جمع مئات المكونات معاً، لا بل الآلاف منها أحياناً كما هي الحال عند تنفيذ العقد. وهكذا، تفحص النتيجة النهائية بدقة لضمان استيفائها لمعايير الدار الأشد صرامة للجودة واللمسات النهائية المثالية.