تم افتتاح «جامع الشيخ زايد» في الفجيرة عام 2015. وقد استوحي تصميم الجامع من طراز العمارة الإسلامية التي كانت سائدة في العهد العثماني. ويتميز التصميم باستعمال القباب وتقاطعاتها لتكوين الشكل العام الذي يتميّز بالفخامة والارتفاع الشاهق، مع تحقيق الترابُط المعماري الوثيق والمتكامل بين عناصر البناء لتشكيل كتلة معمارية غاية في التناسق.   تصل المساحة الإجمالية لـ«جامع الشيخ زايد» في الفجيرة إلى 4 آلاف متر مربع تقريباً. ويتميّز التصميم الخارجي للجامع بإطلالة مَهِيبة وفخامة رَصينة، حيث تمت تكسيَة الواجهات الخارجية للجامع بالحجر السوري الأبيض والمطعَّم بالحجر الأصفر عند المداخل، وتنتصب فوق سطح مبنى الجامع 65 قبة نصف كروية، وهي ذات أحجام متفاوتة تتوسطها قبّة مركزية ضخمة. وللجامع 6 مآذن رشيقة ذات تكوين يتماشى مع الطراز المعماري العثماني، يصل ارتفاع 4 من هذه المآذن إلى 100 متر، في حين يبلغ ارتفاع المئذنتين الأخريين إلى 89 متراً.   يمثل الفناء الرئيسي (الصحن) لـ«جامع الشيخ زايد» جزءاً رئيسياً من الجامع، وتمّت تهيئته بطريقة تسمح باستعماله كامتداد لقاعة الصلاة عند الحاجة، حيث يتسع القسم المسقوف من الصحن لـ6750 مُصلّياً، في حين يتسع الجزء المكشوف منه أو (السماوي) لـ6750 مصلياً. وأحاطت بالصحن أروقة صغيرة من جميع الجهات، كما في الجوامع العثمانية، وأسقف الأروقة الأربعة محمولة على عقود ترتكز على أعمدة من الحجر بتيجان ذات مقرصنات، وتعلو الأسقف 35 قبة صغيرة قطر الواحدة منها 11 متراً، أسهمت في إظهار جماليات البناء وإضفاء الهيبة والوقار.   التصميم الداخلي للجامع رُوعي فيه البساطة والتركيز على إظهار الخصائص الجمالية للرخام المقدسي المستعمل في تكسية الجدران والأرضيات، وهو من أجود أنواع الرخام وأكثرها صلابة. هذا إلى جانب إبراز المساحات والفراغات الداخلية الواسعة للجامع، وإضفاء روح السكينة والخشوع. في حين تم إغناء الأجزاء العلوية كتجاويف القباب والأقواس والنوافذ، بزخارف إسلامية وخطوط نباتية وهندسية مُذهَّبة ومطليّة بألوان متناسقة تعمل على إبراز جمال التصميم المعماري للتقاطعات والتداخُلات الهندسية المتميّزة لتلك العناصر الإنشائية المكونة للأسقف. كذلك، فإنّ لأسلوب الإنارة الطبيعية أكبر الأثر في تعميق الإحساس الروحاني داخل قاعة الصلاة، حيث تدخل أشعة الشمس بشكل غير مباشر عبر النوافذ العلوية في القباب، وبشكل مباشر عبر النوافذ المكسوّة بالزجاج المعشَّق، لتشكل انعكاسات وتداخُلات ضوئية غاية في الروعة والإبداع الذي يتجلَّى في أبهَى صوره عندما تتلألأ أشعة الشمس على المحراب، الذي يتميّز بجداره المنحني المكسو بالرخام. وإلى يمين المحراب يقع المنبر المصنوع من خشب التِّيك، وهو تحفة غنية بالفنون الزخرفية النباتية والهندسية البديعة.   تماشياً مع النسق المعماري للجامع، فقد تم تصميم وحدات الإنارة وفقاً للطراز العثماني، وتشمل الثريات والمعلقات والمصابيح التي تتميّز بفخامتها وجمالها. ويتزيّن سقف القاعة الرئيسية للصلاة بأربع ثريّات، تتوزع في الأركان الرئيسية، تتوسطها ثريا ضخمة يصل ارتفاعها إلى 18 متراً. إلى جانب 5 ثريات أخرى أصغر حجماً في المدخل الرئيسي.