يمكن للسياح اكتشاف طبيعة فرنسا الرائعة ببطء من خلال جولة بالقوارب في قناة "دو ميدي" الواقعة جنوب غرب فرنسا. وتسير القوارب بسرعة لا تتعدى 6 أو 8 كيلومترات في الساعة، وتمر الجولة على بساتين الكروم وحقول دوار الشمس الفرنسية.   وتعتبر قوارب قضاء العطلات من أهم عوامل الجذب السياحي لقناة دو ميدي، التي تم حفرها في الفترة من 1667 إلى 1681 من أجل تنشيط حركة الشحن التجاري؛ حيث أنها أتاحت آنذاك لأول مرة إمكانية نقل البضائع بين الساحل الفرنسي على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط بواسطة القوارب، دون الاضطرار إلى الدوران حول شبه الجزيرة الايبيرية. وتندرج قناة دو ميدي حالياً ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو وتربط بين مدينة تولوز وبحيرة المياه المالحة "إيانغ دي تاو" على البحر المتوسط. هناك بعض القوارب مصممة لاستيعاب ثمانية إلى عشرة أشخاص، وبالتالي فإنها تكون مناسبة للرحلات العائلية بما في ذلك الأجداد، في حين أن هناك قوارب تسع لأربعة أشخاص. ويمكن قيادة هذه القوارب دون الحاجة إلى ترخيص، وعادة ما يحصل كابتن القوارب على رحلة تدريبية في قاعدة القوارب؛ حيث أنها تكفي للإبحار بالقوارب في القناة. وإذا رغب السياح في السباحة خلال أيام الصيف الحارة، فيمكنهم التوجه إلى البحيرة الطبيعية "لاك دو جواريس" بالقرب من منقطة هومبس، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة بالدراجة وتبعد حوالي 20 دقيقة. لا يقتصر توقف السياح في منطقة هومبس على السباحة والاستحمام في البحيرة الطبيعية فحسب، بل تزخر المنطقة أيضاً بالعديد من المطاعم والمقاهي، التي تقع على القناة مباشرةً، ويسري ذلك على منطقة "لو سومالي"، التي تقع على مسافة قريبة باتجاه الشرق. ويمكن للسياح الإقامة لفترة أطول في مدينة كاركاسون؛ حيث يمكنهم زيارة البلدة القديمة، التي ترجع إلى العصور الوسطى، والتي تقع على مقربة من هذا المكان. تشهد البلدة القديمة تدفق الأفواج السياحية على مدار اليوم، ولذلك من الأفضل زيارة المدينة خلال فترة ما قبل الظهيرة أو في المساء، وعلى أية حال سيكون من الخطأ أن تقتصر زيارة كاركاسون على البلدة القديمة النابضة بالحياة. تنتشر مزارع الكروم في المنطقة الممتدة بين كاركاسون وبيزييه، بينما تمتد مزارع دوار الشمس وحقول الذرة على مساحة شاسعة في الجانب الغربي من القناة. ولا تزال هذه المنطقة تحتوي على أشجار تمت زراعتها خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر، والتي كانت تظلل صنادل الشحن في الماضي، والتي حلت محلها قوارب العطلات حالياً. وتنتهي رحلة القوارب في اليوم السابع في منطقة كابستانغ، بينما يقوم اثنان من عمال هيئة القنوات الفرنسية بتقطيع جزع الشجرة الساقط في الماء بواسطة المنشار وسحب أجزاءه خارج مياه القناة، حتى تتمكن القوارب من مواصلة السير ببطء في القناة ومواصلة جولة استكشاف هذه المنطقة الفرنسية.