ظلت المصورة الفتوغرافية الإيكالية سارة ميلوتي تحلم بالسفر وتجرب التصوير في مكان آخر غير بلدها الساحر إيطاليا. كانت في عشريناتها تعمل راقصة حتى تسببت حادثة في منعها من الرقص إلى الأبد، فوجدت ملجأها في التصوير، اشتغلت على نفسها وأصبحت مصورة محترفة، وتخصصت في تصوير الأزياء. ومن عادة سارة أن تلتقط صوراً ذات طابع رومانسي، ولكن كانت تلاحظ أثناء ذلك كيف تشعر النساء من حولها بالخجل من ثيابهن إن لم تكن على الموضة أو من أجسادهن إن كان وزنها زائداً ومن واقعهن إن كن مهاجرات ومن عملهن إن كن يعملن في مهن شاقة. تقول سارة إنها كانت تسمعهن وهن يقلن أشياء فظيعة عن أنفسهن، إذذ ترى كثير من النساء أنهن غير جميلات ولا أنيقات ولا جذابات. وعملها كمصورة أزياء كان يشعرها بأنها شريكة في الترويج لصورة الجمال المثالي في عيون الرجال والنساء، الجميلة هي النحيفة والبيضاء والطويلة والتي تمشي على الموضة وترتدي هذه الملابس الثمينة، أي أن ثلاثة أرباع النساء في العالم لسن جميلات. من هنا قررت إميلي أن تستفيد من مهاراتها في التصوير، وتظهر الجمال أينما كان، تجولت في الريف الإيطالي واكتشفت المرأة البسيطة التي ما زالت ترتدي البنطال تحت الفساتين القصيرة، والتقطت جمالها. ذهبت إلى نيويورك والتقطت صور الفتيات العصريات في المترو والشوارع. ذهبت إلى هونغ كونغ والتقطت صورة المرأة الرق آسيوية المودرن، التي ترتدي ملابس زهيدة لكنها عصرية وشبابية وجميلة. ذهبت إلى فيتنام، إلى الريف والتقطت حياة الفلاحات وقدودهن النحيفة والقوية من كثرة العمل في الأرض. ذهبت إلى كوبا والتقطت الفتيات ولعبهن في الشوارع. وفي المغرب رأت الجمال في طفلتين محجبتين تلعبان، وامرأة مسنة تزرع وامرأة جذابة تمشي باللبس التقليدي في أسواق مراكش. ذهبت إلى المكسيك واكتشفت النظرة الشابة والجذابة والأزياء ذات الألوان الحارة. الخلاصة التي خرجت بها سارة في صورها، أن الجمال ليس في دور الأزياء الفخمة فقط، ولا في النحافة والبشرة الناصعة، الجمال هو ما تتركه الحياة علينا من أثر، هو هويتنا هو الاعتزاز بأجسادنا مهما كان وزنها وطولها. كل النساء جميلات فعلاًّ