أشارت دراسة نشرت مؤخرا الى أنّ النساء اللواتي يعانين من السمنة أكثر عرضةً بثلاث أضعاف للإصابة بالعقم من النساء اللواتي لديهن مؤشر كتلة جسم طبيعي. لأنّ السمنة تُسبب اختلالاً في التوازن الهرموني. وهي تُعتبر مشكلة كبيرة على الصعيد العالمي، وخاصةً بسبب المشاكل الصحية المرتبطة بها. ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، سيعاني 2.3 مليار شخص من الوزن الزائد و700 مليون شخص من السمنة بحلول نهاية العام الحالي 2016. وتُسجّل دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص نسبةً عالية جداً من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. وتعليقا على ذلك أشار الدكتور باتريك نويل، أبرز أخصائيي جراحة السمنة بالمنظار في جنوب فرنسا واستشاري جراحة عامة وجراحة السمنة بالمنظار في المركز الأمريكي الجراحي بأبوظبي، إلى أنه في حين يُسلَّط الضوء على السمنة ومدى ارتباطها بداء السكري ومرض القلب والمضاعفات المزمنة على الصحة، لم يتمّ التركيز على تأثير السمنة في خصوبة المرأة بدرجة كافية. علما بأنه كشفت دراسة حديثة قام بها قسم طب النساء والتوليد في جامعة "أديليد" في أستراليا، أنّ إنقاص 5% فقط من الوزن يمكن أن يُحسّن فرص الحمل بشكل كبير. وخضعت المشاركات في الدراسة لبرنامج تغيير نمط الحياة على مدار ستة أشهر، حيث التزمْنَ بممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن. وكنتيجة فقدت النساء في المتوسّط 6.3 كجم من وزنهنّ، فحدثت الإباضة من جديد لدى 12 من أصل 13 مشاركة، وأصبحت 11 امرأة منهنّ حاملاً. وليس معنى ذلك أن كل من تعاني من السمنة ستعاني أيضا من العقم. ولكن كما هو موثق في العديد من الأبحاث الدولية، تُعتبر السمنة أحد العوامل الرئيسية التي تُؤثر سلباً على خصوبة المرأة. وفي دراسة أجراها يان ويليم فان دير ستيغ، وهو طبيب في مركز أمستردام الأكاديمي الطبي، تناولت العلاقة بين وزن الجسم والعقم لدى النساء اللواتي تحدث لديهنّ الإباضة، تبيّن أنّ احتمال الحمل لدى النساء اللواتي يعانين من السمنة الشديدة أقلّ بنسبة 43% مما هو عليه لدى النساء اللواتي يتمتّعن بوزن طبيعي أو النساء اللواتي لديهنّ وزناً زائداً ولكن لا يعانين من السمنة المفرطة. واستنتج فان دير ستيغ من هذا البحث الذي استمرّ لمدّة سنة أنّ الاضطرابات في هرمون ليبتين الذي ينظم الشهية واستهلاك الطاقة، يُمكن أن يمنع الإخصاب الناجح. ولم يعد فقدان الوزن لدى بعض الأشخاص رغم الرياضة واتباع نظام غذائي مقلقا. ففقدان الوزن عن طريق العمليات الجراحية يمكن أن يزيد من الخصوبة لدى النساء من خلال تحسين الدورة الشهرية. كما ينخفض خطر الإجهاض المتزايد لدى النساء البدينات بعد جراحة السمنة. وتُشير نتائج الدراسات إلى أنّ النساء اللواتي خضعن لجراحة فقدان الوزن كنّ أقلّ عرضةً للإصابة بمرض السكري أثناء الحمل. وان كان اللجوء إلى الجراحة يجب أن يكون خيارا أخيرا فقط. هل أنت عروس مقبلة على الزواج وتعانين من السمنة؟ ما هو رأيك في هذه الدراسات؟ شاركينا