في فجر يوم الاثنين الماضي، شب حريق في قوارب في مرسى "مارينا اليخوت" بكاسر الأمواج في إمارة أبوظبي، الامر الذي اشتعلت معه مواقع التواصل الاجتماعي، ليس لكون النار قد طالت 8 قوارب، وليس لسرعة رجال الشرطة في تدارك الموضوع، بل لما فعله الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي أصر على الحضور ميدانياً لمكان الحادث والإشراف بنفسه على أعمال إطفاء الحريق. لم يغمض لسموه جفن حتى اطمأن على سلامة الجميع، وأنه لم تقع أي خسائر في الأرواح أو إصابات بشرية، وتأكد بنفسه من أن النيران قد أخمدت بالكامل بعد إصراره على الحضور ومتابعة عمل فرق الإطفاء الذين سيطروا على النيران بفضل قدراتهم وأهليتهم لمثل هذه المواقف واستطاعوا منع الحريق من الوصول إلى باقي اليخوت التي كانت موجودة في المنطقة. ماذا حدث بالضبط؟ المقدم محمد عبد الجليل الأنصاري، مدير عام الدفاع المدني في أبوظبي قال: "إن الحريق تم الإبلاغ عنه فجر اليوم، وعلى الفور تحركت إلى مكان الحادث تسعة فرق للدفاع المدني التي تمكنت من إخماد الحريق ومنع انتقال النيران للقوارب الأخرى، مشيراً إلى أن التعامل السريع للدفاع المدني والجهات الشرطية الأخرى مع الحادث أنقذ 211 قارباً و 23 دراجة مائية وأخرى لم تصل إليها النيران بعد عزلها عن موقع الحريق وتأمينها خارج نطاق الخطر بينما أكد أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة ملابسات وأسباب الحادث". وأوضح مدير عام الدفاع المدني أنه ـ حسب المعاينات الأولية ـ فقد اشتعلت النيران في قاربين متوقفين في مرسى مارينا اليخوت في كاسر أمواج أبوظبي ليصلا إلى ستة قوارب أخرى تم إخلاؤها من المكان وإبعادها عن القوارب الأخرى والتعامل معها بشكل منفصل". لافتاً إلى أن فرق "الدعم الأمني" اتخذت الإجراءات الوقائية عند وصولها إلى مكان الحادث، حيث ضربت طوقاً وقائياً حول الموقع وعملت على إخلائه من المركبات وإغلاق الطرق المحيطة ومنع الجمهور من الاقتراب حفاظاً على السلامة العامة وتعزيزاً لأعمال الإطفاء وخطوط الإمداد والدعم. وشاركت إدارة "الدعم الجوي" بطائرتها اللاسلكية بنقل الصورة الحية لدعم متخذ القرار في الميدان ودوريات المرور في تنظيم حركة السير في المنطقة المحيطة، وشاركت إدارة الإعلام الأمني عبر دورياتها بتقديم الدعم اللوجستي والفني. مواقع التواصل وسيف الإمارات حضور "سيف الإمارات "، كما أطلق عليه مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي، كان له أثر كبير في نفوس الإماراتيين والمقيمين على أرض الإمارات، الذين لا يكفون عن الحمد لله لوجودهم في ظل بلد يشرف حكامه بأنفسهم على أمنهم فيه، متسائلين: "في أي بلد يشرف مسؤول على حريق كما يفعل حكامنا، ومن قبلها ما حدث في فندق الميدان بدبي، واليوم في مرسى اليخوت". وبدورنا ننقل لكم بعض التغريدات التي تداولها متابعو "تويتر" في الإمارات: "سيف بن زايد يا سيف الإمارات لطالما أمطرت بحزمك وعاطفتك على سماء أبوظبي بالأمن والأمان، حفظك الله أنت وشيوخنا الكرام". "حضور أسد الدولة في ميادين الحوادث شرف لنا، وجوده يرفع من معنوياتنا عالياً لنواصل مهمة حماية كل من يقطن أرض الإمارات الطيبة". هذا، وقد شارك بعض مواطني الدول الشقيقة بتغريداتهم عن الحريق فقالوا: "بينما ينام العالم، سموه يقف في مهب النيران، إذا كان الحكام هكذا فلمَ نستغرب من أخلاق الشعب الإماراتي".