لم تكن الفتاتين الإماراتيتين ميثا مبارك السويدي وهدى زويد الفلاسي تطمحان إلى المغامرة الغريبة والتحدي عدا عن مشاركاتهن الرياضية الدائمة في الفعاليات والنشاطات الرياضية والخيرية التي تقام بإستمرار في الإمارات، حتى دخلتنا لأول مرة مهرجان الرحالة الثالث السنة الماضية، حيث غير إطلاعهما على التجارب الإنسانية الصعبة للرحالة والمغامرين نظرتهما للحياة، مما دفعهما لخوض تجارب سجلت الأولى في عالم الترحال والتحدي. وهذا ما عبرت عنه ميثاء السويدي في حوار خاص لـ"أنا زهرة"، التي وجدناها عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي مسجلة مغامراتهم الشهيرة بين قبائل أكثر القرى البدائية المنعزلة على الأرض. كيف كانت البداية، والطريق إلى هذه القبائل؟ نحن صديقتان نعشق النشاطات الرياضية والتطوعية ونمارسها بشكل دائم، ووجدنا أن لدينا طاقة كبيرة إضافة إلى عملنا ومسؤوليتنا، لذا قررنا أن نشكل مجموعة أو فريق ويكون لنا حضور بإسم OneDubaiOne مع مجموعة من العضوات الإماراتيات، لنكون جاهزات للمساهمة في الفعاليات الرياضية والإنسانية كل بحسب ظروفه وإستعداه. فنمارس رياضات الجري وركوب الدراجات النارية والدراجات الهوائية وكذلك التسلق في جبال الفجيرة ورأس الخيمة. وكانت البداية حين أكتشفنا شيئاً غريباً وجديداً في مهرجان الرحالة، والذي أقيم في دار الندوة الثقافية في دبي، حيث كان لكل مشارك من المغامرين والرحالة رسالة عميقة، مما أخرجنا من العالم الذي نعيشه، وأردنا أن نكون ضمن هذه المجموعة، فعرضنا رغبتنا هذه على رئيس المهرجان عوض بن مجرن رغبتنا، والذي بدوره رحب جداً بالفكرة، خاصة أننا فتيات إماراتيات نود أن تكون لدينا رسالة نمثلها عن بلادنا، فكانت الرحلة مع صديقتي هدى إلى قبيلة المورسي البدائية في جنوب أثيوبيا، وهي أكثر القبائل البدائية الموجودة على الأرض، حيث يعيش سكانها بعزلة تامة، عراة منغلقين ، ليس لهم صلة بالوقت أو التاريخ، وكانت رحلتنا هدفها التعايش معهم لا للزيارة فقط كمرور السائحين. وبالفعل أستغرقت الرحلة أسبوعين، عشنا منها 5 أيام كاملة مع أفراد القبيلة في خيمة نصبناها بينهم لأن بيوتهم عبارة عن مجموعة من العيدان المكشوفة، وقضينا يومين منها بالطريق إليهم براً في عمق الأرض غير المأهولة، ويومين آخرين بطريق العودة. هدفنا كان التعرف على طريقة حياتهم، وكذلك أن ننقل لهم العادات والحياة من البيت التراثي الإماراتي، كوننا كنا لفترة ليست ببعيدة نعيش بطابع البساطة والفطرة. وحرصنا أيضاً على أن نرتدي الزي التراثي الإماراتي مع البرقع. وماذا عن طريقة التخاطب معهم، وهل شكلتهم لهم صدمة حضارية؟ أستطعنا التفاهم مع أفراد القبيلة عن طريق مترجم منحدر من القبيلة ويتحدث الإنجليزية. وبالفعل كانت زيارتنا مدهشة لهم، خاصة عندما عرضنا لهم فيلما بالبروجكتر عن مدينة دبي، حيث دهش الأطفال والكبار أيضاً من تلك الإضاءة الخارجة من الجهاز، كما وزعنا عليهم الحلوى وحضرنا لهم الأكلات الإماراتية، مثل اللقيمات، وحرصنا أن نوثق زيارتنا لهم بزرع نخلتين في ارضهم. أما بالنسبة لنا، فكانت تجربة تستحق العناء ومشقة السفر، أستطعنا من خلالها التواصل مع أناس يعيشون بعادات غريبة وتحت أي ظرف، بعيداً عن الكماليات غير الضرورية التي ينشغل بها الكثيرين منا، فهم أناس يعيشون من دون كهرباء أو ماء مفلتر، يتميزون بالبساطة والسعادة، يجتمعون معاً وتعلو أهازيجهم الجماعية بفرح، وعدا أن أغلبهم يعيشون عراة في الطبيعة، كانت نسائهم يتزينن بطرق غريبة، فيضعن في شفاهن وآذانهن أقراصاً خشبية كبيرة للتجميل، وكلما كبر القرص، كلما زادت المرأة جمالاً ودلالاً بمفهومهم، فكان لنا أن نشرح لهم إن في ذلك تشويه للخلقة لدينا، وبالمقابل وضعنا لنسائهن الحناء وأهديناهن إكسسوارات للزينة. وبذلك أثبتنا أننا كإماراتيات بإمكاننا العيش تحت ظروف، ولا شيء مستحيل. هذه تجربة فريدة بلا شك، فهل في طريقكن المزيد من المغامرات المشابهة؟ هذه التجربة مشيناها كخطوطة أولى، وكانت إختباراً لقدراتنا، من بعدها أصبحنا مستعدات لخطوة أكبر ومشروع قادم سيكون على مستوى العالم بزيارة أكثر من دولة، سنعلن عنه في حينه. هذا بالإضافة إلى تركيزنا على النشاطات الخيرية لأي حملة إنسانية، بالإضافة إلى حملات التوعية الصحية مثل التوعية ضد سرطان الثدي والسكري عن طريق النشاطات الرياضية، فالرياضة هي ليست مجرد الحصول على جسم رشيق وقوام ممشوق، بل هي أسلوب حياة، فهي تعدل طريقة التفكير والحالة النفسية وتمكنا من السيطرة على المزاج وطريقة التنفس، كما أنها تساعد على تقوية جهاز المناعة. من هو مثلكِ في الحياة ودليلكِ إلى عالم المغامرة؟ أنا اقتدي بكل شخص له عمل ناجح، فأستفد منه وأسأله وأعمل معه، ولا يفرقنا الإختلاف بالجنس والإنتماء، فلكل منا تجاربه بإيجابياتها وسلبياتها. على من تعتمدون بتمويل رحلاتكم هذه؟ الفريق حالياً يمول نفسه ذاتياً، فأنا أعمل موظفة في مجال التلفزيون، من بعد دراستي لمجال الإعلام، لكننا نرحب بدعم الجهات الرسمية والمسؤولين لتوسيع نطاق جولاتنا ومغامراتنا، وبالتالي دعم الجهات الخيرية ورفع إسم الإمارات عالياً. خاصاً وأن فريقنا OneDubaiOne هو أول فريق مغامرات إماراتي نسائي له عنوان يعكس توجه حكومتنا بالريادة، لنكون رقم واحد حتى في أصعب المهام في العالم.