في إحدى التقارير العالمية المتخصصة بالبيئة وضع الشعب الكوستاريكي كأسعد شعب في العالم، لأنه يعيش في أنظف بيئة في العالم وأجمل غابات وشطآن. تضم كوستاريكا ثروة طبيعية وحيوانية فريدة من نوعها في العالم، حيث تزخر الغابات الاستوائية بالعديد من الحيوانات والطيور البديعة، كما تشكل البراكين والأنهار والبحيرات المنتشرة في جميع أرجائها عوامل جذب للسياح من مختلف دول العالم. ويظهر أفراد المجموعة السياحية وهم يرتدون خوذات لحماية الرأس وأحزمة التسلق، ويقفون على المنصة المعدنية الصغيرة، التي تم نصبها بارتفاع 10 أمتار فوق قمم الأشجار بغابة الضباب في كوستكاريكا. ويقع بركان رينكون دي لا فيجا على مسافة قريبة من هذا المكان، الذي تظهر به فجوة في هذه المساحات الخضراء، تتيح للسياح إلقاء نظرة على الوادي العميق المشدود فوقه اثنين من الكابلات الفولاذية. وتنمو الطحالب ونباتات السرخس على فروع وأغصان أشجار، ويخيم الصمت على أرجاء المكان ولا يقطعه سوى نقيق الطيور من وقت إلى آخر. ويمر السياح بعد ذلك فوق الجسور المعلقة، ويتعين عليهم في تلك الأثناء الالتزام بالصمت والهدوء، حتى لا يتسبب ذلك في إزعاج الطيور والحيوانات التي تعيش فوق قمم الأشجار. ولا تُظهر الببغاوات أو طيور الطوقان أو الديوك الرومية السوداء أي تأثير لزيارة السياح الأجانب لبيئاتهم الطبيعية. وتنتشر الطيور والفراشات في كل مكان بالغابات الاستوائية في كوستاريكا. وتظهر أسراب النمل قاطع الأوراق بكثرة على جذوع الأشجار. وخلال الفترة ما بين الحرب العالمية الثانية وحقبة الثمانينات من القرن المنصرم قام المزارعون بتحويل ثلث الغابات في كوستاريكا إلى مراعي لأبقارهم، ولكنهم اليوم يتعاملون مع الغابات باعتبارها من الكنوز الطبيعية في البلاد، نظراً لأنها توفر البيئات الطبيعية لآلاف من أنواع النباتات والحيوانات المختلفة، علاوة على أنها تعتبر من العوامل الرئيسية للجذب السياحي إلى كوستاريكا، حيث يتم استثمار جزء من عائدات السياحة في إعادة تشجير الغابات، وتعتبر ربع مساحة كوستاريكا بمثابة محمية طبيعية.