دانا البلوشي، إبنة التسعة أعوام، تعد أصغر طفلة إماراتية تحمل شهادة علمية من وكالة "ناسا" للفضاء، فهي التي شاركت أخاها أديب، المكتشف الصغير الشغف والإهتمام بالعلوم. أما هو، فيعد أصغر مخترع إماراتي يقدم مجموعة من براءات الإختراع وهو في عمر الـ 11 عاماً الآن. وتقديراً لطموح واجتهاد دانا وأخيها، تم تكريمهما مؤخراً بجائزة "مبادلة للشباب" التي تقدم للطاقات الإماراتية الشابة. وقدمت دانا كمثال للطفلة الإماراتية الواعدة، التي اشتركت في برامج وكالة NASA في مجال إدارة الفضاء وعلم الطيران. "هما مشروع إماراتي وطني" وفق ما يقول والدهما الموظف في أحد مصارف دبي، الذي يقدم لهما كل الدعم، ويسافر معهما ووالدتهما إلى أقاصي العالم لاكتساب العلم والمعرفة واشباع رغبتهما بالاستكشاف. وعن مشاركة دانا في برنامج "ناسا"، أخبر "أنا زهرة": "تعد دانا من الطالبات المتفوقات في صفها، فهي الأولى دوماً، وتتمتع بحبّ الاستكشاف والبحث. كما أنها مولعة بمجال الفضاء، وزادها تميز أخيها حباً وجرأة لدخول هذا المجال بقوة، وأنا ووالدتهما بدورنا نقدم لهما كل الدعم المعنوي والمادي للتعلم أكثر، ونمنحهما الحرية والمساحة المطلقة للتفكير والابتكار. فقد علمنا عن طريق البحث أنّ هناك دورات في "ناسا" تقدم للأطفال الشغوفين بالعلم. لذا سارعنا إلى التسجيل والسفر. وحاز الطفلان الموافقة لدخول الدورة بعد اجتيازها. وتم تكريمهما بميدالية ذهبية لا تقدم عادة إلا للمشتركين المميزين". أما دانا، فتقول: "بدأ الحلم عندما ألهمني أخي أديب كثيراً باهتمامه الكبير بالعلوم، وهو الذي لديه 7 اختراعات مسجلة، منها الحزام الذكي والروبوت الذكي للتنظيف. ثم عمل والدي على تسجيلي في دورات "ناسا"، التي استمتعت بها كثيراً، واكتشفت بالفعل أنني أحب الفضاء، وأود أن أكون يوماً رائدة فضاء. فأنا أحب الكتب وأقرأ كثيراً عن عالم الفضاء وأشعر بالسعادة عندما أجد الإجابات على الأسئلة التي تدور في رأسي، وأعلم أنني يوماً ما سأحدث فرقاً في هذا المجال. أطمح لإجراء مشروع بحثي عن عالم الفضاء وسنرى ما سيحدث حينها." وقالت دانا إنّها تعلّمت في الدورة عن الكبسولات الفضائية ضمن برنامج أقيم في كامب داخل وكالة "ناسا" التي تتعلم فيها كل شي عن الفضاء، خلال العطلة الصيفية، بالإضافة إلى فعاليات خاصة بالفضاء. والتقت هناك برواد الفضاء الحقيقيين وسألتهم عن كل شيء يدور في ذهنها. وتقول والدة دانا بأنّها مبدعة منذ صغرها، لكنها كانت خجولة. وبعد ظهور سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في حياتها خلال إحدى الفعاليات العلمية التي كانت مشاركة فيها، حيث قدم لها منحة دراسية، تغيرت كلياً وأصبحت أكثر إبداعاً. وتضيف: "فوجئت إدارة "ناسا" في هامسفيلد في أميركا بنبوغها نظراً إلى صغر سنها، إذ أكملت التدريبات الصعبة نسبياً مثل الغوص في بيئة خالية من الجاذبية، حتى أنها أكملت مهمتها في وقت قياسي، مما دفع مدرّبيها إلى تكريمها". وتصر والدتها على المنهاج الذي ربّت ولديها عليه، وتقول: "ما زلنا في بداية الطريق مع ولدينا، لأن الإمارات تستحق الكثير."