تتواصل فعاليات الدورة الـ 12 من "مهرجان دبي السينمائي الدولي" بمشاركة عدد كبير من الأفلام المحلية والعربية والعالمية. وسجّلت الأفلام الإماراتية حضوراً ملفتاً هذا العام من خلال إنتاجات مميزة، ما أثبت أنّ صناعة السينما في الإمارات بدأت ترتقي بشكل تدريجي لتتنافس على الجوائز العالمية. ومن أهم الأفلام الإماراتية المميزة التي شاركت في هذه الدورة الفيلم الروائي القصير "رائحة الخبز" (20 دقيقة) للكاتبة والسينمائية الإماراتية منال علي بن عمرو. يأتي “رائحة الخبز” بعد أربع سنوات على فيلم المخرجة “أشياء” الذي كان نتاج ورشة سينمائية متخصصة للمخرج الإيراني العالمي عباس كياروستامي. "رائحة الخبز" الذي كتبت السيناريو له منال بن عمرو، ينتمي إلى الأفلام الدرامية الإجتماعية، فهو طرح برؤية مختلفة نوعاً ما في الشكل والعناصر البصرية. في هذا الشريط، حاولت منال بن عمرو المزج بين الواقع والغرائبي بهدف ترك الشك واليقين للمتفرج. تدور أحداث العمل حول فتاة بكماء وصماء تعيش مع أسرتها البسيطة التي يعمل أفرادها في صناعة الخبز وبيعه. تتعرض الفتاة لمأساة داخل البيت، لكنّ الجميع يتفق ضمناً على التزام الصمت وتجاهل ما حدث ومتابعة الحياة كما كانت. يسلط الفيلم الضوء على تلك الحالة من النكران التي يختارها الفرد خوفاً من الفضيحة أو الخزي، متجاهلاً أبسط حقوقه في الحياة. ويأتي الفيلم بدعم من ”إنجاز” من “مهرجان دبي الدولي السينمائي”، و”إيمج نيشن”، وساهمت في الإنتاج شركة "صوت دبي"، ومنال علي بن عمرو. وتم تصوير العمل في بيت قديم من بيوت الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة مع عدد من الممثلين هم: القديرة مريم سلطان، أشجان، غانم ناصر، سمية الداهش، حسن بلهون، خالد ذياب، ولبيية ليث. يُذكر أنّ منال بن عمرو خريجة “الاتصال الجماهيري”، من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وهي من أبرز وجوه جيلها من السينمائيين الإماراتيين الذين انطلقوا عام 2001 مع “مسابقة أفلام من الإمارات” التي أسّسها وأدارها السينمائي مسعود أمرالله، وخرّجت جيلاً كاملاً من السينمائيين الذين منحوا السينما المحلية صورتها وحضورها، محلياً وعربياً. وعلى مدى عقد، قدّمت منال بن عمرو 9 أفلام قصيرة منها: "الحذاء" (2006)، و"وجه عالق" (2007) الذي فاز بجائزة "مهرجان دبي السينمائي الدولي" كأفضل موهبة سينمائية محلية، بالاضافة إلى فيلم "من أجندة الخيانة" (2008)، و"المستعار" (2009)، و"وداد" (2009)، و"تفاحة نورة" (2010) الذي شاركت به في "مهرجان كان"، و"أشياء" (2011). يشار إلى أنّ منال حصلت في عام 2009 على جائزة أفضل مخرجة إماراتية واعدة من "مهرجان دبي". وعن رأيها في الأفلام المطروحة، قالت منال إنّ الفيلم الإماراتي "زنزانة" أبهرها جداً من حيث التقنيات والإخراج، وفيلم "نوارة" كان جميلاً من كل النواحي على حد تعبيرها. وأضافت أنّ عمل المخرجة صعب كونها تضطر أحياناً للعمل ساعات طويلة خارج المنزل، لكن وجود أسرة داعمة هو ما يسهل الأمر دائماً. وتامل منال في الوصول إلى مستوى المخرج العالمي تيم بورتون الذي تصفه "بالحالة" لتعدد مواهبه التي لا يمكن أن تتوافر في شخص واحد، وتتمنى أن تصل إلى مستوى إخراجه للأفلام.