بعد الحادثة التي وقعت للطفلة جوري الخالدي مؤخراً، والتي اختطفت أمام الكاميرا ودون خوف من قبل خاطفها، ولكنها انتهت نهاية سعيدة بالعثور عليها سالمة، تكررت حوادث الاختفاء لأطفال في السعودية، وثمة حديث كثير يعيد الأسباب إلى أمرين إما العنف الأسري أو الخطف بهدف الإتجار بالأعضاء. ها نحن وبعد أقل من أسبوع على العثور على الطفلة المختطفة في الرياض جوري الخالدي، تكررت حالات الاختفاء في ثلاث مناطق سعودية. فقد اختفى طفل لا يتجاوز السادسة من عمره في محافظة العرضيات (جنوب السعودية)، فيما بدأت الأجهزة في عفيف (شمال) البحث عن فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً اختفت في ظروف غامضة، كذلك، يجري البحث عن فتاتين اختفيتا في مكة المكرمة. لا يبدو الأمر طبيعياً. ففي كثير من الحالات لا يعثر على المختفين، ما يدفع مختصين إلى الشك بوجود عصابات جريمة منظمة تقف وراء هذه الجرائم، خصوصاً أنّ مختطف جوري حاول قبل ارتكاب جريمته بأسبوع اختطاف سيدة أخرى. وقد اعتبرته شرطة الرياض "شخصاً خطيراً جداً". في العام 2014، طاولت حوادث الاختفاء نحو 28 طفلاً من الجنسين. في معظم الحالات لا يطلب خاطفون مفترضون فدية، ولا يعثر على الطفل. فيجري تصوير الأمر على أنه اختفاء. لكنّ عضو مجلس الشورى السابق والناشط الحقوقي نجيب الزامل يؤكّد من جهته على أنّ ما يحدث هو تجارة أعضاء منظمة. ويطالب قبل أي شيء آخر بالاعتراف بوجود مشكلة. يتذكر السعوديون جيداً عشرات حوادث الاختفاء، خصوصاً لأطفال. ومن هؤلاء ابتهال المطيري الطفلة ذات الأربع سنوات التي اختفت من منزل عائلتها في المجمعة (وسط السعودية) منذ تسع سنوات ولم يعثر عليها. كذلك الطفل صالح الذي اختفى من أمام منزل عائلته في حي عبد الله فؤاد في الدمام (شرق) ولم يعثر عليه على الرغم من مضي عامين على الحادثة.