يجسد مهرجان "سوق الحب" في قرية خاو فاي الفيتنامية، الواقعة على الحدود الصينية، أسطورة قديمة تتداولها الأجيال عن قصة عشق حزينة جمعت بين حبيبين من قبيلتين عرقيتين في إقليمين مجاورين وانتهت بالفراق لأسباب مختلفة معظمها دموية.

وبينما يرى بعض سكان البلدات الجبلية في "سوق الحب" فرصة للعثور على شريك أو شريكة الحياة، يجد آخرون فيه فرصة جديدة للالتقاء بالحب القديم أو استذكاره من خلال أداء بعض الأغاني العاطفية الحزينة. وفيما أصبح "سوق الحب" رمزاً للحب والرومانسية للعشاق القدامى، بات أيضاً مقصداً سياحياً لآلاف السياح كل عام للتعرّف إلى العادات والتقاليد ومشاهدة الرقصات الشعبية والعروض والألعاب.

ويقدم الممثلون المحليون لقرية خاو فاي عرضاً يجسد الأسطورة القديمة للحب حيث يرتدي العشاق ألواناً زاهية ومزركشة، كما تقام الولائم التي يقدمون فيها أشهى الأطعمة التقليدية.

اللافت في المهرجان أنّه ليس للعزاب فقط، بل يمكن للزوجين الذهاب معاً شريطة أن يفترقا عند باب السوق، حتى تتاح الفرصة لكل منهما للقاء الحبيب القديم حيث لا يجدان في هذه المشاعر المتجددة أي مشاكل لأنهما يعتبرانها مشاعر مؤقتة فقط.

عرائس للبيع على الإنترنت

ومع إضمحلال هذا التقليد شيئاً فشيئاً في ظل توافد السياح وانفتاح المنطقة على الحداثة، خرج موقع صيني قبل أيام وتحديداً في عيد العزاب الموافق 11/11 ليعرض عرائس فيتنامية للبيع بأسعار لم تتجاوز الـ1500 دولار للعروس الواحدة.

عرض غريب سرعان ما نشره الموقع ليعود بعد ساعات قليلة ويسحبه من دون إيضاح السبب. ومن الممكن أن يكون الموقع قد حجب الإعلان أو أن البائع حذفه بعدما أنهى البيع، بخاصة أنّ شراء النساء للزواج لا يعتبر أمراً غريباً في البلاد، فهناك العديد من المواقع الالكترونية خارج الصين وداخلها توفر خدمة شراء العرائس وتوصيلهن إلى المنزل من مختلف الجنسيات. مع العلم أنّ الفتيات لا يمانعن الزواج بهذه الطريقة بسبب أحوالهن المادية السيئة، فيعتبرن هذه الطريقة مخرجهن الوحيد من ضائقتهن.

الطريف أنّ للإعلان الذي تعتبره السلطات الصينية تجارة غير شرعية تحاول القضاء عليها، له فكرة أخرى هي تقديم عروس مجانية في حال هروب الأولى.

يذكر أنّ عيد العزاب يعد فرصة للعثور على الشريك المثالي، واختيار يوم 11/11 يعود إلى تكرار الرقم واحد الذي يدلّ على الوحدة.