خولة الفلاسي فنانة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات العربية المتحدة في العام 1998. إلا أنّ حبها للفن جعلها تصبح من أشهر التشكيليين في الإمارات. اعتمدت على جهودها الذاتية لاكتساب المعرفة والمهارات الفنية، وعملت في مجال تصميم الإعلانات، بالإضافة إلى عملها كمدرّسة واستشاريّة للفنون. هي اليوم متفرغة لموهبتها، إذ تعمل في استوديو خاص بها. بعدما أمضت سنوات من التجريب في مختلف الأساليب الفنية، أصبحت خولة خبيرة في الرسومات التي تحاكي الواقع، وتركز على الحيوانات. تلجأ الفنانة إلى استخدام ألوان الزيت والأكريليك في الرسم على القماش، وتحبّ التعامل مع اللوحات الكبيرة وتعتمد في تنفيذها على الألوان الرائعة. أخيراً، قدّمت الفلاسي معرضاً بعنوان "موسيقى الأرض"، كاشفةً من خلاله عن قدرة الزهور على قنوات التواصل الرسمية. وفي هذا المعرض الذي تحتضنه "غاليري أجياد" في مركز دبي المالي العالمي لغاية 19 نوفمبر، تسلط الفلاسي الضوء بطريقة مبتكرة وعميقة على واقع أنّ الزهور ليست ثابتة، بل إنها تمتلك قوة داخلية، وتستجيب للتغيرات المناخية حولها، ويمكنها التفاعل والمرح مع المستويات الضوئية المحيطة بها، لتتراقص أمام أعيننا بقوالب شفافة، وتتهادى نوراً بظلالها الدافئة التي تلقيها على عالمها. تؤمن الفنانة بأنّ للورد لغة يفهمها الجميع. تقول الفلاسي إنّ "كل لغة يتحدث بها البشر يمكن أن تكون مرتبطة بمجموعة إثنية أو عرقية محددة، لكنني أعتقد أنّ للزهور لغة عالمية تتجاوز الحدود، لأنّها لا تحمل جنسية بلد بعينه. ومع أنّ تواصلها معنا يتم بطريقة صامتة، تمتاز لغتها بالجزالة والفاعلية لغناها بالمعاني والقيم الكامنة فيها". وتظهر اللوحات التي أتت بالألوان الزيتية ما تتمتع به الفنانة من إدراك حسّي مرهف للكثير من الجماليات التي تلعب دوراً مهماً في فهم لغة الزهور، ومساعدتنا على اتباع الطرق المثلى عندما يفكّر أحدنا في تقديم باقة من الزهور إلى صديق أو قريب، كأننا نحاول التأسيس لحوار صامت لإيصال رسائلنا الكامنة في نفوسنا. ونجحت الفلاسي من خلال أعمالها في إبراز قوة الزهور في الثقافة العربية. ويعود ذلك وفق ما تقول إلى انتشار المسطحات الجرداء في منطقتنا، مما يعني إحساس العين بجمال الزهرة عندما يقع النظر عليها. وتوضح في هذا الصدد: "تقع معظم الدول العربية في بيئات صحراوية، لكن بعد هطول المطر، تتفتح الزهور التي يكون مرادفها الربيع في الثقافة العربية". يشار إلى أنّ الفلاسي بدأت بإبداع لوحات الزهور منذ العام 2007، وتشتهر باللوحات الزيتية التي تحاكي الواقع بخاصة الصقر، الطائر الوطني لدولة الإمارات، وكان العنصر الأساسي لموضوع معرضها السابق الذي أقامته في شهري أبريل ومايو الماضيين في "غاليري أجياد" أيضاً.