خاضت الفارسة الإماراتية هدى علي تجارب المغامرة لتكتشف قدرتها على تحمّل ذلك، فقررت أن تمارس رياضة ركوب الخيل إلى أن أصبحت هواية وشغفاً. أنا زهرة التقت بها في هذا الحوار لتكتشف المزيد من تألقها ونجاحها في هذا المضمار. لا شك في أنّ الفروسية أمر مرتبط بأصالة العرب، وهي موروث ثقافي لدى العديد من المجتمعات العربية. لذا، ليس غريباً اهتمام الدولة بتطوير هذه الرياضة على مختلف الأصعدة لتصل إلى العالمية. كما أنّ دولة الامارات تعي أنّ هذه الرياضة المميزة تلقى قبولاً من مختلف الفئات العمرية، وتشهد مشاركة كبيرة في السباقات التي ينظمها "كأس دبي العالمي" و"قرى أبوظبي للقدرة" التي تحتضن أصحاب الهواية ومن ضمنهم الفارسة هدى علي. احتلت الأخيرة مكاناً لها في الساحة الرياضة منذ حوالي أربع سنوات. تأهّلت للعديد من سباقات القدرة، فهي تطمح إلى أن تصل إلى المراكز الأولى وتحقق انجازات تترك بصمة مميزة لها. تعرّف الفارسة هدى نفسها على أنها زهرة إماراتية من إمارة الشارقة. تبلغ 24 عاماً، وتدرس نظم معلومات جغرافية في جامعة الإمارات. تقول: "لفتت هذه الرياضة نظري في بادئ الأمر لأنّني أحب شكل الفرس العربي الجميل وقوته وشاعريته وكثرة القصائد في الخيل، وكذلك القصص والروايات. بعد ذلك، توّجت حبي للخيل عندما انتابتني رغبة شديدة في الانضمام إلى أحد الإسطبلات في الشارقة، والخضوع لدروس في مبادئ الفروسية، وبعدها في إسطبلات المرموم في دبي، حتى وصلت إلى إسطبلات القرى للفروسية في أبوظبي (قرية بو ذيب للقدرة، قرية الامارات للقدرة في الوثبة ونادي ابوظبي للفروسية)". يتمثّل حلم هدى في الوصول إلى العالمية في ميدان ركوب الخيل. لقيت التشجيع والدعم القويين من والديها لخوض هذه الرياضة التي يجدها بعضهم خطرة على الفتاة وتتسم بنوع من الجرأة. وعن مشاركتها في سباقات الخيول، فقد أنهت في هذا الموسم سباق الـ40 كيلو والـ80 كيلو في قرية الإمارات الدولية للقدرة في الوثبة في إمارة أبوظبي، وسباق الشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات الـ 90 كيلو. وأتى ذلك بعد المواظبة على التدريبات وخوض منافسات قوية مع المتأهلين الآخرين والمثابرة الدائمة وحرصها على تحقيق الأفضل. وحضرت هدى العديد من المهرجانات التي نظمتها لارا صوايا رئيسة لجنة سباقات السيدات ورئيسة الفرسان المتدربين والسباقات في الاتحاد الدولي لمهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مثل مهرجان الصيد والفروسية. وتشير هدى إلى أنّ "ممارسة رياضة ركوب الخيل جعلتها تكتسب طاقة إيجابية عالية. بمجرد أن تدخل الإسطبل وتبدأ بتجهيز الفرس للتدريب أو السباق، تشعر بمتعة كبيرة". وتؤكد لـ "أنا زهرة": "أعلق في غرفتي وعلى خلفية شاشة هاتفي أسرار مفاتيح الدافع والسعادة التي استمدها من أقوال مثلي الأعلى دائماً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهي أربع مقولات لا تفارقني أبداً: أولاً، لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعوبات كبيرة، فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها، وثانياً الكل يجازف في سباق حياته... لكن أكبر مجازفة هي أن لا نجازف، وثالثاً الفروسية ليست مجرد ركوب الخيل، بل هي أصالة وسلوك، ولقد ولدت على حبّ الخيل. ورابعاً في سباق التميز ليس هناك خط للنهاية". وختمت: "هناك أيضاً حرصه الدائم على أنّ نكون نحن أبناء الدولة الرقم واحد في جميع المجالات".