كانت شون تقرأ في إحدى المجلات حين شاهدت صورة الممثل البريطاني وحكم إكس فاكتور جيمس نيسبيت وظلت تتأمل شعره الكثيف. الخبر في المجلة يتحدث عن عملية زرع الشعر التي أجريت له، ولكن شعره يبدو طبيعياً لدرجة لا يمكن لأحد أن يميز أنه قام بعملية للحصول عليه. حملت شون المجلة وذهبت إلى زوجها متحمسة وقالت له: انظر، كم هي عملية ناجحة وكم يبدو شعره جميلاً. لم تكن شون تحاول إقناع زوجها بالعملية، بل كانت تحاول إقناع نفسها هي بإجراء عملية زراعة شعر بعد أن فقدت شعرها تقريبا وهي في طريقها إلى الصلع الكامل. # إقبال النساء المتزايد عملية زارعة الشعر ليس بالخبر الجديد، وقد لجأ إليها مشاهير في كل أنحاء العالم، منهم لاعب كرة القدم واين رووني والممثل المصري سمير غانم. لكن الأطباء المتخصصين بالعملية التي تكلف ما بين 4000 إلى 10000 دولاراً بحسب كمية الشعر المزروعة، يقولون إن هناك إقبالاً متزايداً من النساء على إجرائها، إذ تشكل النساء حالياً ثلث ما يجرى من عمليات زرع شعر في العالم، بينما تبلغ نسبة استفسارات النساء في عيادات زرع الشعر في اميركا مثلا 41% من مجمل ما يصل من استفسارات. هذا الازدياد في الإقبال النسائي على عملية زرع الشعر هو مؤشر على زيادة تساقط الشعر لدى النساء، وذلك يعودة لعدة أسباب تتعلق بطبيعة الحياة في العصر الحديث منها زيادة التوتر واللجوء أكثر وأكثر إلى الأدوية ومعالجة الشعر بالصبغات والمواد الكيماوية وتمليس الشعر أو تجعيده واللجوء إلى تغيير لونه تماما وتركيب الوصلات. مثلاً تشير الأرقام في بريطانيا إلى وجود ست ملايين امرأة تعاني من الصلع في الخمسة أعوام الأخيرة. # تفاصيل قصة شون بالنسبة لشون فقد أصبح والدها أصلعا وهو بعمر 21 عاماً، وكذلك أشقاؤها الثلاثة، ولكن الصدمة كانت كبيرة عندما بدأت شون تفقد شعرها وهي في الأربعين. تبلغ شون 51 عاماً الآن وتعمل بائعة في مكتبة في ويلز / بريطانيا، وقد ذهبت إلى الطبيب العام الذي قال لها إن السبب هو التقدم في العمر أو أسباب وراثية، ولم تقبل أي شركة تأمين تغطية تكاليف علاج الحالة لأنها اعتبرت تجميلية. وهكذا ظلت شون تفقد شعرها وتتألم بسبب ذلك من دون اي أمل. عن هذه الحالة تقول لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "بدأت أشعر بالاكتئاب وبدأت أنسحب بالتدريج من علاقاتي الاجتماعية ولم يعد لدي رغبة برؤية أحد، أصبحت أتجنب الكافتيريا أثناء العمل، وأتجنب أن أقف تحت الإضاءة القوية أمام الناس، وأضع إضاءة خافتة فوقي في العمل لكي لا ينتبه أحد فقد كان الضوء يظهر فروة رأسي". زارت شون طبيباً متخصصا بأمراض الجلد، وأجريت لها التحاليل التي أظهرت أنها تعني انخفاضا كبيرا في الحديد، وقد وصف لها الطبيب مكملات الحديد ومستحضر Regaine لفرك فروة الرأس وهو مستحضر قوي وحقق نجاحا مع كثيرين، لكن ليس مع شون. فقد ظلت كما هي. قررت شون اللجوء إلى العملية، فهي ترفض ارتداء الباروكة تماماً، وبالفعل تمت العملية التي استغرقت تسع ساعات. وقد تحسنت حالة شون وتفكر بالعودة إلى إجراء عملية أخرى تسد الفراغات المتبقية فالفرق مازال كبيراً في شعرها. ورغم أن العملية كلفتها بحدود ثمانية آلاف دولار وكانت مؤلمة ومتعبة، لكنها تقول إنها تستحق كل فلس دفعته وأقوم بجمع المبلغ لعملية أخرى الآن. # تفاصيل عن العملية يتم خلال العملية أخذ شريط رقيق من الجلد من الجزء الخلفي من الرأس. وتزرع مسامات تحتوي خمس شعرات بشكل فردي في ثقوب حجمها 3.5 ملمتر في المنطقة التي تعاني من تساقط الشعر. تتم زراعة الشعرات مع مراعاة اتجاه الشعر بحيث لا تبدو الشعرات الجديدة وكأنها غريبة المظهر، وتحتاج إلى مهارة كبيرة لكي تبدو طبيعية تماما. بعد العملية يتم إعطاء المريض حبوب لتخفيف الألم ومسكنات ومضادات حيوية وسيريوتايد وكريم ليوضع على فروة الرأس ويساعد في ترميم الجرح. ويشعر المريض لعدة أيام بانتفاخات في الرأس وصداع، ولكنه يغادر المستشفى في اليوم نفسه. وعليه استخدام شامبو وبلسم طبيين. هناك أيضا تعليمات واضحة للعناية بالشعر بعد العملية وحتى تبرأ الجروح. مثلا لا يمكن الوقوف تحت دوش الاستحمام وتسليطه على فروة الرأس بل لا بد من استخدام الكوب لسكب الماء على الشعر برفق. وبعد العملية يواجه المريض صعوبات في النوم، وربما تستمر هذه الحالة لمدة شهر قبل أن يقدر المريض أن يضع رأسه على الوسادة براحة، أو يتكئ برأسه على مقعد السيارة أو على الكنبة. الطبيبة كولينز المتخصصة بزراعة عن العملية تقول: " فقدان الشعر بالنسبة للنساء يسبب انتكاسة عاطفية كبيرة تؤثر على حياتهن، أكثر بكثير من الرجال، وقد عالجت في عيادتي نساء من فئات مختلفة عاملات وسيدات أعمل وحتى راهبات". # تفاصيل قصة إيللي ولكن ليست كل عمليات زراعة الشعر للنساء تعطي نتائج جيدة بلا مضاعفات مثل نتيجة شون، فهذه السيدة إللي كيد تبلغ من العمر 37 عاماً وهي أم لطفلين. تقول إنها بدأت تلاحظ تساقط شعرها بشكل كبير، ولجأت إلى الطبيب وحين أجريت لها الفحوصات تبين أنها تعاني من نقص كبير في فيتامين B12 وبدأت في استخدام حقن منه، لكنها لم تعد تجدي فقد ظل الشعر يتساقط. لجأت إللي لعملية زرع الشعر، واستغرقت عمليتها ثماني ساعات كانت خلالها مستيقظة فقد تم تخديرها موضعياً فقط. ولكنها لم تشعر بألم. تقول إن الألم بعد العملية وزوال المخدر لم يكن شديداً، كانت تأخذ له حبوب مسكنة وبعد أسبوعين التأمت الجروح. وكنوع من التروما سقط كل الشعر حول المنطقة المزروعة وأصبحت إللي فعليا صلعاء لبعض الوقت، وهو أمر قال الأطباء إنه طبيعي. بعد أربعة أشهر قصت شعرها كلها لكي يتمازج الشعر المزروع بالطبيعي كما تقول. الآن تجد النتيحة مرضية وقد تحسن مظهرها ونفسيتها وزادت ثقتها بنفسها. # تفاصيل قصة إليانا مشكلة أخرى حدثت حين استمر شعر إحدى الممرضات اللواتي أجرين العملية في التساقط، فقد أجرت إليانا نيسكون زراعة شعر مرتين بفرق سنة بينهما. ولكن ظل شعرها يتساقط بشدة، ورغم أنها كانت سعيدة بالنتيجة لكنها نتيجة لم تدم سوى أربعة أعوام. وعادت تفقد حتى شعرها المزروع. الطبيب قال لها إن الأمر لا حل له، ولا يمكن إجراء عمليات أخرى. هي الآن تضع الباروكة معظم الوقت، أو القبعة أو تعصب رأسها لتفادي حروق الشمس. النصيحة الذهبية لأي امرأة ترغب باللجوء لزراعة الشعر هي دراسة الأمر والبحث عن أفضل الأطباء فهي عمليى تحتاج إلى مهارة كبيرة رغم انتشار مئات العيادات في كل بلد التي تزعم قدرتها على زراعة الشعر، لكن ليس أيا كان قادر فعلا على إجرائها بشكل محترف.