بدت دار الأزياء الإيطالية الشهيرة "فالنتينو" Valentino الأقوى والأكثر أناقة وإبداعاً في اليوم السابع من أسبوع باريس لموضة الألبسة الجاهزة لموسمي الربيع والصيف لعام 2016، باستعارات إفريقية تقطر سحراً غامضاً، حيث التطريز والزخارف القبلية المميزة، وطبعات السفاري من زرافات ونمور وفيلة، فضلاً عن سخاء ملمس الريش والخرز والأهداب والجلد المرصع بالحلي المعدنية التي توقظ في المخيلة صورة الدروع الواقية. نجحت مجموعة الأزياء البدائية، القبلية، الروحانية لكن الملوكية في تحقيق القصد من ورائها وهو أن تحملنا في رحلة إلى بداية الزمان وأساسيات الطبيعة الأولية. ارتدت العارضات فساتين ذات كتل لونية في تكوينات هندسية حادة، وتنانير كثيرة الثنيات، وبلوزات في خفة الهواء، ومشدات للخصر من الجلد محفور عليها رسومات التاتو. وتزينت بإكسسوارات من التراكوتا البيضاء تحاكي عظام الحيوانات وأنياب الفيلة، مثل القلادات المزينة بوجوه منحوتة، وبجدائل صفوف الذرة، في حضرة الألوان الترابية الخريفية الدافئة التي تعج بالأسود، والعاجي، وأخضر الغابات، والأحمر والبني. وقد لفتت الحقائب الأنظار خاصة وأنها ملونة يدوياً ومرصعة بالأقنعة الأفريقية. وعلى النقيض، تعرض "فالنتينو" إلى موجة من الغضب العارم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تم اتهامه بانعدام الحساسية العرقية، وبالاستيلاء الثقافي Cultural Appropriation على التراث الأفريقي واستباحته، خاصة وأنه اعتمد بصورة أساسية على عارضات بيض بتسريحة صفوف الذرة. المديران الإبداعيان لدى "?النتينو" وهما "ماريا غراتسيا شيوري" Maria Grazia Chiuri و"بيرباولو بيكيولي" Pierpaolo Piccioli غادرا روما لينتصرا لفكرة أن الموضة وسيلة للتحاور والتقارب، وليستكشفا إفريقيا الغنية بالألوان والخطوط والنقوش. برا?ــو "فالنتينو" أبهرتنا بمجموعتك الإيطالية الآسرة التي تسير على خطى "الهوت كوتور" والتي حملتنا من باريس إلى قلب القارة السمراء، رغم الهجوم الذي شنته قلة في محاولة لإضعافك، إلا أنك الأقوى بإبداعاتك ..