طرقت "ميسوني" Missoni الدار الإيطالية الشهيرة باباً جديداً تستلهم منه أحدث إبداعاتها التي أبصرت النور في خامس أيام أسبوع ميلانو للألبسة الجاهزة لموسمي الربيع والصيف لعام 2016. كان هذا الباب هو قبيلة الماساي Masai الأفريقية، التي استعارت منها "ميسوني" الألوان الفاقعة وفنون تلوين الجسم بخطوط زجزاجية والقلائد المستديرة التي تزين الأعناق، ورسمتها على كل من الفساتين الطويلة الضيقة والعباءات الفضفاضة. كما برزت النقوش الحيوانية مثل خطوط الحمار الوحشي وطبعات الفهد بالأخضر والأسود. وجاءت الكتل اللونية من الظلال على الجفنين لتنقلنا إلى أفريقيا حيث الألوان النابضة هي شريان الحياة. ولم تحتل الكتل اللونية الجفنين فحسب، بل تفشت في الأزياء، في ظل انتشار قوي للمخطط والمقلم والمتعرج بكل لون يمكن تخيله وفي شتى الاتجاهات. وكان الأسود سيد الموقف بلا منازع في عالم الخطوط التي اجتاحت أقمشة بليسيه Plissé خفيفة كثيرة الكسرات للغاية تشعرنا أننا على أعتاب صيف ساخن. وعلى صعيد الألوان، انقسمت الأزياء إلى ثلاث مجموعات: دمجت الأولى بين الأبيض والأسود، والثانية بين الأصفر والأزرق والأخضر، والثالثة بين الأرجواني والأحمر أو البرتقالي. ولا يمكن اعتبار هذه المجموعة إلا كاجوال في ضوء الموديلات غير المهندمة والأطول من المعتاد، والفساتين ذات الخصر المنخفض، والبولو شيرت العملي، وازدحام النقشات وتداخل الألوان وربما تنافرها، وتمازج الخطوط الرفيع منها والعريض، والأحذية الرياضية، والصنادل المسطحة كثيرة السيور باللونين الأبيض والأسود وكأن العارضات انتعلت قطعة من جلد الحمار الوحشي. وإمعاناً في محاكاة الإطلالة القبلية لم تمسك العارضات أي حقائب وإنما إيشاربات من الحرير لزينة العنق وأقراط كبيرة ذهبية اللون للأذنين. تحية لـ "ميسوني" التي نجحت في الإتيان بالماساي إلى قلب ميلانو، واستجلبت الروح الأفريقية وقدمتها في قالب أوروبي فاخر.