اختصرت الفنانة السعودية الشابة، نيرمين محسن، تجربتها التي تمتد إلى أكثر من 10 سنوات، بقولها: «أجمل ما في الفن، هو إمكانية التلوين والتنويع بين الأدوار والشخصيات التي قدمها الفنان».. فقد قدمت الكثير من الأعمال التي بدأتها من الأصعب وهي الكوميديا، سواء من خلال الدراما السورية أو السعودية؛ لتتوج مسيرتها، مؤخراً، بدخول عالم الفن السابع من بابه الأوسع، وهو مصر.. التقت «زهرة الخليج» نيرمين؛ فتحدثت عن أمور عدة، حياتية وفنية:

• شاركتِ، مؤخراً، في تجربة سينمائية.. حدثينا عنها!

- شاركت، مؤخراً، في عدد من الأعمال التلفزيونية، إضافة إلى تجربتي السينمائية الأولى، من خلال الفيلم المصري «الحوت الأزرق»، الذي تقاسمتُ بطولته مع راندا البحيري، وحسني شتا، وهو من تأليف أسامة حسام الدين، وإخراج علاء مرسي، وهو فيلم تشويقي يتحدث عن انتشار لعبة «الحوت الأزرق»، وانشغال الأب والأم عن أبنائهما؛ ما يعرضهم لمشاكل تصل بهم إلى الموت أحياناً.

اعتذار مؤقت

• مؤخراً، اعتذرتِ عن أعمال جديدة؛ لتغيبي عن الشاشة تماماً منذ مطلع العام.. فما السبب؟

- هذه مرحلة أشبهها بـ«استراحة المحارب»؛ فقد عُرِضَتْ عليَّ نصوص جميلة، لكنني اعتذرت عنها، لأسباب عدة، أهمها جائحة «كورونا»، فما حدث معنا جراء هذا «الوباء» أخافني من موضوع السفر، وأصبحت أخشى التنقل. والأمر الآخر أنني تفرغت لدراستي الجامعية؛ لإنهاء هذه المرحلة التعليمية.

• كيف ترين مشاركاتك الدرامية في 4 أعمال في عام واحد؟

- مشاركتي في ثلاثة مسلسلات وفيلم خلال عام 2020، جعلتني أشعر بأنني وصلت إلى مكانة متقدمة في عالم الفن، خاصة أن كل عمل منها كان مختلفاً عن الآخر.. وشخصياً أحببت هذه التجارب، سواء مسلسل «مليار ريال»، أو «مامجي»، أو «علوم الأولين»؛ لأنها تنوعت بين: الدراما، والكوميديا، و«الأكشن»، والقصص التاريخية، وحكايات الحب الواقعية.

• ماذا عن تجربتك في فيلم «الحوت الأزرق»؟

- تشرفت بالعمل مع الفنانين والفنيين المصريين في فيلم تم تصويره بالكامل في مصر. فمصر هي وجهة الفن العربي، وهذه الفرصة الاستثنائية، أكسبتني خبرة فنية كبيرة ومميزة، والأهم أن فيلم «الحوت الأزرق» يحمل رسالة مهمة ومؤثرة. وأعتقد أن السينما هي المكان الأمثل لإيصال الرسائل المؤثرة في المجتمع.

مدارس درامية

• بدأتِ من الدراما السورية، قبل انتقالك إلى الخليجية، واليوم الدراما المصرية.. أين وجدت نفسك أكثر؟

- لكل منطقة فنية طبيعتها الخاصة، لاختلاف الجمهور المتلقي، والتنوع الذي مررت به وسع مداركي الفنية بشكل أسرع وأكبر، وأصبحت أقيس كل عمل بناء على ذلك، وأستشعر مسبقاً ما يريده الجمهور في هذه المنطقة، وكيف تستقبله بقية المجتمعات العربية. ففي عالم الفضائيات الجميع يشاهدون كل شيء، والنجاح أن تصل إلى الجميع، أضف إلى ذلك أن التعامل مع مدارس فنية مختلفة يصنع فارقاً في الخبرة ويصقلها؛ لهذا لا أريد القول بأنني أرتاح هنا أو هناك؛ لأن كل تجربة أسهمت في نمو ثقافتي الفنية، خاصة أنني لست أكاديمية، وإنما التجارب العملية صقلتني وعلمتني الكثير.

• هل تسعين للمشاركة في السينما العالمية؟

- أصبحت أفكر في الأمر منذ مشاركتي في الفيلم المصري، إذ قلت لنفسي يجب أن أفكر جدياً في تجربة الفن العالمي، لا أعرف إن كان ذلك سيتحقق أم لا، لكنني أتمنى ذلك، وأعتقد أنها ستكون خطوة جميلة في مسيرتي الفنية، حال حدوثها.

• كفنانة سعودية.. كيف ترين التطور الكبير في الأعمال السعودية، مؤخراً؟

- أنا سعيدة جداً وفخورة بما تشهده الدراما السعودية من تطور، في الفترة الأخيرة، سواء من ناحية الحجم أو المحتوى؛ لأن الفن هو واجهة البلد، وهذا الاهتمام بالفن السعودي انعكس إيجاباً علينا. ومؤخراً، بدأت الأفلام السعودية تحقق نجاحات مهمة في أكبر المهرجانات، بالإضافة إلى النجاح الجماهيري، وكذلك الأمر بالنسبة للدراما التي قفزت خطوات إلى الأمام، وأتمنى كل التوفيق للجميع في مشاريعهم الحالية والمقبلة، وأنا متأكدة أنكم سترون أعمالاً مبهرة.

• مع قلة عدد الفنانات السعوديات.. هل ترين أن الفنانة السعودية أخذت حقها من حيث الأدوار؟

- المرأة في الدراما السعودية عموماً، لاتزال بحاجة إلى التركيز عليها أكثر، وعلى دورها الاجتماعي لتبرز بشكل أكبر وأوضح، كما نراها في الدراما العربية المشتركة، والدراما المصرية، وهذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت.

وسائل التواصل

• إلى جانب التمثيل والفن، لكِ حضور بارز على وسائل التواصل.. فهل شغلتك عن الفن؟

- بعد أن اخترت الاعتذار عن جميع الأعمال الفنية منذ مطلع العام، كان لديَّ الوقت الكافي للاهتمام بـ«السوشيال ميديا» أكثر من السابق. ولا تخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهي صوت إعلامي بارز وقوي، وهي ساحة لترويج الفن والإعلام أيضاً، وليس من الخطأ أن تكون الفنانة ذات حضور قوي ومستمر على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتسويق أعمالها إذا لزم الأمر.

• لكن الأمر مربح مادياً بالنسبة لك أيضاً.. أليس كذلك؟

- الأمر لا علاقة له بالأرباح المادية، فأنا تركيزي الأساسي على الفن، وليس على «السوشيال ميديا»، ومحبة المتابعين لي تنبع من معرفتهم بي كممثلة، وليست كمشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما أحرص عليه دائماً.

• شهدت السعودية تغيرات كبيرة صبت في تمكين المرأة.. كيف ترين أثر هذا فنياً؟

- الجمهور السعودي يتمتع بذائقة فنية عالية، والدراما السعودية تقدم له باقة متنوعة من الأعمال تناسب ذوقه ومتطلباته، وهذا ما دعم الثقة بين الطرفين، وأدى إلى انخفاض الفجوة بين الفنان والجمهور، وأصبح الشارع يتقبل الفنان بشكل أفضل بكثير مما مضى، وأعتقد أن كل يوم يمر سيجعل الأمور إلى أفضل.

رياضة التايكواندو

• علمنا أنك تتدربين، حالياً، على رياضة عنيفة.. لماذا؟

- هذه التدريبات ليست جديدة، فأنا أتدرب منذ فترة، لكن الآن بعد أن أنهيت دراستي الجامعية وتخرجت عدت إلى التدرب على التايكواندو، وهي رياضة جميلة، وتمنح الفتاة مهارات جديدة، وأنا أنصح كل الفتيات بتجربتها وتعلمها؛ لأنها تجعل الفتاة قادرة على الدفاع عن نفسها دائماً.

• مع من ستلعبين التايكواندو من الفنانين أو الفنانات في السعودية؟

- (تضحك) بالتأكيد لن أذكر أي اسم؛ حتى لا يفهمني أحد بشكل خاطئ، لكن إن كان هناك من يمتلك المهارات القتالية فأنا مستعدة.

إقرأ أيضاً:  أوقات مجنونة.. فيديو عفوي يجمع دينا الشربيني وياسمين رئيس
 

• بعد التجارب المتنوعة في السينما والتلفزيون.. هل من شخصية تحلمين بتقديمها؟

- أحلم بشخصية مركبة فنياً، أستطيع - من خلالها - إبراز طاقاتي، شخصية تستفزني كإنسانة وفنانة في آنٍ. وللحقيقة إنني لم أقدم شخصية كهذه حتى الآن، ولأقرب لك الموضوع تستحضرني شخصية النجمة العالمية أنجلينا جولي في أحد أفلامها، فقد أبهرتني حقاً!

• بداية شهرتك كانت في مسلسل «واي فاي».. كيف تقيمين تجربتك بعد 10 سنوات مضت؟

- في الحقيقة إن هذا المسلسل كان له فضل كبير عليَّ وعلى كثيرين؛ إذ يتكون من أجزاء عدة، وهو مليء بالكوميديا والضحك، وربما لا يأتي مسلسل مثله إلا مرة أو مرتين في العمر.

• ما الذي تودين قوله بمناسبة اليوم الوطني السعودي؟

- أنا وكل سعودي نشكر حكومتنا وقيادتنا الرشيدة على كل ما يُقدَّم لنا من إنجازات وخدمات؛ لجعل حياتنا أجمل وأكثر رقياً.. وكل عام والشعب السعودي بألف خير.