#أخبار الموضة
زهرة الخليج 12 ديسمبر 2021
تزين أعمال الفنان مطر بن لاحج العديد من الأماكن العامة، والمؤسسات الحكومية، والشركات، والمنازل. واحتفاءً بعام الخمسين، الذي يعتبر محطةً مهمةً في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، تعاونت دار «لورو بيانا» مع بن لاحج، صاحب الأسلوب المميز والنهج الجريء، لإعادة تخيل النشيد الوطني لدولة الإمارات بشكل رائع وتجريدي، باستخدام «خط مطر» العربي، الذي ابتكره بن لاحج. وتزين هذا العمل الفني، المصمَّم خصيصاً لـ«لورو بيانا»، خمسون قطعة من كشمير العلامة، في إشارةٍ إلى الأعوام الخمسين التي مرت على اتحاد الإمارات السبع. وتم ترقيم كل قطعة وتوقيعها من قبل بن لاحج؛ لتكون تذكاراً رائعاً للذكرى الخمسين لتأسيس الدولة، كذلك ابتكر بن لاحج منحوتة فنية ثلاثية الأبعاد من الفولاذ.. ومع بن لاحج كان هذا الحوار:
• أخبرنا عن «خط مطر»، وكيف تم ابتكاره؟
- بدأت القصة بانجذابي إلى الخطوط العربية، وشغفي بالإبداع والأصالة، وابتعادي عن النسخ والتقليد. ولم أتخصص في الخطوط العربية الكلاسيكية، مثل «الثلث»، أو «الرقعة»، أو «النسخ»، لكنني أجريت الأبحاث والدراسات على كل واحدٍ منها. وفي عام 2008، انطلقت في رحلتي لتطوير «خط مطر»، وبدأت ذلك بابتكار خطوط منحنية، وأخرى مستقيمة، وحروف انسيابية، تعزز جمال الجُمل وانسجامها.
• كم استغرقت هذه العملية لتطويرها؟
- أمضيت 5 سنوات، وأنا أجري الأبحاث وأبتكر لأكثر من 28 حرفاً ورمزاً عربياً فريداً ووحيداً لـ«خط مطر». وأدركت أنّ الأمر لا يقتصر على الحروف أو الخطوط في حدّ ذاتها كعنصر فنّي، بل بالارتباط العميق بالفنّ وترجمته في أعمالي.. ثنائية أو ثلاثية الأبعاد.
• كيف تم التعاون مع «لورو بيانا» وماذا أضاف لمسيرتك الإبداعية؟
- التعاون مع «لورو بيانا» محطة مهمة لي في التعلم والاندماج في فنون الذوق، من خلال كل ما حدث من أول يوم التقينا فيه للإعداد واستحضار الأفكار. مادة دسمة وغنية من المعلومات ومن التدرب واكتشاف الذات في مراحل الإعداد والتصميم في هذا المجال، وتبادل الخبرات في مجال الأزياء، فكانت المراحل التي قطعناها معاً ملهمة وجميلة، وأنا أحترم هذه المؤسسة لأنهم يدركون ويقدرون الفن والفنان وتأثيره.
• لماذا اخترت النشيد الوطني الإماراتي ليكون حجر الأساس في هذا التعاون الفني؟
- تم ابتكار هذا العمل الفني، من خلال تطبيق «خط مطر» على كلمات النشيد الوطني الإماراتي؛ لأنه التعبير المثالي عن حبّي لوطني وانتمائي إليه. كما أنّ الكلمات تعكس قيم دولة الإمارات، ومبادئها التي نؤمن بها - نحن الإماراتيين - ونلتزم بها. إن الانسجام والانسيابية بين الكلمات والخط يمنحان هذا الأخير جمالاً وتماثلاً فريدين؛ لأنهما يعكسان الشغف الذي يُعَبَّر عنه في هذا النشيد، وهذا هو السبب الأساسي وراء اختياري كتابة هذا النص الشاعري بهذا التصميم المميز.
• لماذا اخترت «خط مطر»؛ لتجسيد رؤيتك الفنية لهذا المشروع؟
- يشكّل دمج «خط مطر» مع النشيد الوطني الإماراتي مزيجاً عصرياً وشعرياً؛ لأنّ النشيد مؤلّف من كلمات لا تُصدر نغمة جميلة وحسب، بل تنساب بطريقة فنية. ويعد الخط، الذي ابتكرته، بمثابة الوسيط للفن الرفيع والتجربة الثلاثية الأبعاد، وبالتالي يمكن استخدامه ليعبّر عن نفسه بنفسه، من خلال المنحنيات التي فيه.
• كيف اخترت وضع اللمسات والألوان النهائية للعمل الفني على الأقمشة؟
- اعتمدت - في هذا التصميم - مجموعة الألوان الأقرب إلى قلبي، وتشمل الألوان الأساسية والثانوية. واخترت تلك الألوان بالتحديد؛ لأنها تعكس الفرح والسعادة، وتنقلهما إلى الآخرين، وفي الوقت نفسه تضفي لمسة من الجمال والأناقة على التصاميم. وتبيّن لي، أيضاً، أنّ هذه الألوان تنسجم مع طبيعة «لورو بيانا» الحسية واللمسية، الراقية والمرهفة.
• ما الذي دفعك إلى ابتكار منحوتة مستوحاة من هذا العمل الفني مع «لورو بيانا»؟
- أدّت المزاوجة بين «خط مطر»، وكلمات النشيد الوطني، إلى توفير كل العناصر الملائمة لتحويل هذا العمل من مفهومٍ ثنائي الأبعاد إلى هيكل ثلاثي الأبعاد. وكانت النتيجة عملاً مذهلاً، يمكن تأمله من الجهات كافة، من خلال العمل الفني الثنائي الأبعاد. وقد تمكنت من العمل عن قرب مع فريق «لورو بيانا» في إيطاليا لإعادة تصوّر عملي الفني، وتنفيذه على قطعة قماشية جميلة، وكذلك لبناء منحوتة ثلاثية الأبعاد لا مثيل لها، مصنوعة من الفولاذ.
• كيف تنظر إلى علاقة الفنون التشكيلية بالأزياء؟
- الفنون الجميلة عموماً لها أسس ومبادىء، وتتلاقى كافة من الناحية الجمالية. الأرض والبحار والجبال أصلاً هي من أسس الجمال حيث كان الإنسان يصف أي شيء جميل على أساس اتصاله بالطبيعة، ويعبر عنه، بداية من الرسم أو النقش على جدران الجبال، مروراً بتطور المواد والألوان في كل فترة زمنية على ما يناسبها من اكتشافات لكل من الألوان والنقوش وغيرها. فكان للأزياء حضور مميز في ما يتعلق بالموروث الحضاري في العصر القديم وعصرنا الحالي، وأصبحت تمثل صفة المكان والزمان باختلاف الحضارات وتطورها.