#طبيبك
زهرة الخليج - الأردن 5 يناير 2023
طالما يفكر الإنسان ويسعى، فلن تتوقف الحياة عن التطور أبداً، ويجده العلماء والأطباء دائماً لتسخير علمهم لفائدة الإنسان، ووقايته شر الأمراض، خاصة ما يسمى "الأمراض القاتلة".
ومؤخراً، أعلنت كلية لندن الإمبراطورية أن الباحثين والعلماء فيها استطاعوا اختراع سكين قادر على شم الأورام السرطانية في الرحم، وتشخيصها في غضون ثوانٍ معدودة، وهو الأمر الذي وصفته الكلية بأنه يشكل ثورةً في عالم الطب.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن هذا السكين سيمكن النساء من الشفاء من المرض بشكل أسرع، من خلال الكشف عليه مبكراً.
ويعد سرطان الرحم أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، إذ إنه يصيب حوالي 9000 سيدة سنوياً في المملكة المتحدة وحدها، وتظهر الأعراض المبكرة على 10% منهن فقط، وهن اللواتي يخضعن للفحص غالباً، ويتم أخذ الخزعات اللازمة منهن.
وحسب ما نقلت "الجارديان" في تقريرها، فقد اكتشف الخبراء الآن في الكلية أن السكين الجديد، وهو جهاز يستخدم بالفعل لعلاج سرطان الثدي والدماغ أيضاً، يمكنه اكتشاف وجود سرطان بطانة الرحم بدقة.
إقرأ أيضاً: عمليات شد الوجه.. كل ما تودين معرفته عنها!
وكتب فريق الباحثين في مجلة السرطان:" قام السكين، ويطلق عليه اسم (جهاز إيكنيف)، بتشخيص سرطان بطانة الرحم بشكل صحيح في ثوانٍ معدودة، مع دقة تشخيصية بلغت قرابة الـ89%، ما يقلل التأخير الحالي للنساء أثناء انتظار التشخيص النسيجي المرضي"، وأضاف الباحثون: "النتائج المقدمة في هذه الدراسة يمكن أن تمهد الطريق لمسارات تشخيصية جديدة".
تقنيات متطورة:
يستخدم هذا الجهاز "السكين" تقنيات متطورة، تعتمد على التيارات الكهربائية للتمييز بين الأنسجة السرطانية والسليمة، من خلال تحليل الدخان المنبعث عند تبخير أنسجة الخزعة، بعد إزالتها من الرحم.
وأكد الباحثون في الكلية أن فاعليته أثبتت باستخدام عينات من أنسجة الخزعة، التي تم أخذها من 150 امرأة، يشتبه في إصابتهن بسرطان الرحم، ومقارنة النتائج بطرق التشخيص التقليدية.
ويخطط الفريق بعد ذلك لبدء تجارب سريرية كبيرة، يتوقع أن تؤدي إلى انتشار استخدامه على نطاق واسع في دول العالم.
من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لجمعية "إيف نداء السرطان الخيرية"، أثينا لامنيسوس، التي مولت البحث: "انتظار نتائج الاختبار أمر مرهق، خاصة إذا كان هذا الاختبار هو معرفة ما إذا كنت مصاباً بالسرطان أم لا، ومن المزعج أن تعيش تحت احتمال أنك مصاب أم لا، فالأيام لا يمكن أن تمر بسرعة كافية، بانتظار الحصول على إجابة الطبيب النهائية"، وأضافت: "هذا البحث لديه القدرة على إحداث تغيير تدريجي في التشخيص الأسرع، فبالنسبة لـ90% من النساء المصابات بنزيف ما بعد انقطاع الطمث الذي لا يعد سرطاناً، فهو طريقة فعالة حقاً لطمأنتهن، وتهدئة عقولهن، فنحن نعلم مدى أهمية هذا بالنسبة للمرضى".
وتؤكد أن "سكين إيكنيف" لديه القدرة على إحداث ثورة كاملة، في الطريقة التي يتم التعامل من خلالها مع النساء اللواتي عانين نزيفاً مهبلياً غير طبيعي، وتشخيص حالتهن بسرعة قياسية، وختمت بالقول: "مع دقة تشخيصية عالية، تصل إلى 89%، يمكن للنساء الاطمئنان فوراً على صحتهن، في حال كانت النتيجة سلبية، وكذلك تسريع المزيد من الاختبارات والعلاجات، في حال أشار السكين إلى وجود السرطان".