#أخبار الموضة
غانيا عزام 2 مارس 2024
قدمت علامة «Max Mara» الإيطالية المرموقة مجموعة رمضانية، ذات إصدار محدود، تتميز بتصاميم منعشة تزينها طبعات الزهور المصممة خصيصاً لها. وعكست هذه الكبسولة الروح المبهجة لهذه المناسبة الخاصة، وعبرت عن الأناقة والبساطة، اللتين تتسم بهما «ماكس مارا». وتم عرض المجموعة حصرياً بمجلس الغرفة، في جميرا، بحضور ماريا ماراموتي، مديرة القناة العالمية الشاملة «.MAX&Co»، والسفيرة العالمية لـ«ماكس مارا»، وحفيدة المؤسس أشيل ماراموتي، وتنتمي ماريا إلى الجيل الثالث من العائلة، الذي يشارك في مجموعة «ماكس مارا».. «زهرة الخليج» التقت ماريا ماراموتي؛ فكان هذا الحوار:
أنتِ جزء من إرث عائلة «ماكس مارا».. ماذا يعني لك هذا؟
بالنسبة لي، كلما كبرت وتقدمت في السن، أدركت - أولاً وقبل كل شيء - أن كوننا شركة مملوكة لعائلة يعد أمراً مهماً للعلامة التجارية؛ لأن القيم التي لدينا راسخة، ولا تتغير عندما يتعلق الأمر بكيفية صنع الأزياء، واتخاذ القرارات، والإرث الذي ورثته بطريقة ما، والشعور بالاحترام والمسؤولية تجاه العلامة التجارية والعائلة. وأعتبر ذلك شرفاً حقيقياً، ومسؤولية كبيرة.
تاريخ ممتد
كيف أثر تاريخ عائلتك الممتد في أسلوبك بالعمل والقيادة؟
نحن عائلة متقاربة جداً، وصنع الأزياء الجيدة بشكل متقن من أهم قيمنا، خاصةً عندما يتعلق الأمر بجودة المنتج والأقمشة، فهذه الطريقة ساعدتني، وقادت تجربتي العملية برمّتها. ناهيك عن مفهوم تمكين المرأة والتعليم؛ فجدتي كانت تملك وتشغّل مدرسة لصناعة الرسوم على الأقمشة، ولهذا السبب خطرت ببال جدي فكرة خوض غمار صناعة الموضة عام 1951. وقد كانت جدتي خبيرة بصناعة الأنماط، أثناء الحرب العالمية الثانية، وما تلاها، وكان الهدف من إنشاء مدرستها، هو أن تشارك النساء في دعم عائلاتهن اقتصادياً من خلال صنع الأزياء والتعلم. كانت جدتي قوية جداً، وكان جدي يحترمها جداً، ويعتبرها قدوة، وقد تمت تسميتي نسبة إليها. إن مفهوم صناعة الأزياء بشكل جيد وبشغف، وتمكين المرأة، متجذران في إرث عائلتنا، وتحوّلا - بشكل طبيعي - إلى مشروع تجاري.
على مدار رحلتك.. من كان مثلك الأعلى في عائلتك؟
حقيقةً، كانت والدتي مثلاً أعلى لي، فقد ظلت تعمل - ولا تزال - طوال حياتها. وفي العمل يكمن مفهومها في بذل الكثير من الطاقة والجهد، توازياً مع اهتمامها برعاية عائلتها وأولادها. عندما انضممتُ إلى شركة العائلة، لطالما كنا نتحاور حول كيفية إدارتها لأعمالها، وقدمت إليَّ النصح حول ما يجب فعله، وعلاقتي بها قوية جداً.
خلال رحلتك العملية.. ما اللحظة المحورية، التي أثرت بشكل كبير في مسارك المهني؟
انضممت إلى الشركة عام 2007، وبعد 4 سنوات انتقلت إلى باريس؛ لأدير عمليات التوزيع هناك، وكانت هناك حاجة ملحة إلى وجود أحدنا في الولايات المتحدة الأميركية لتعزيز السوق، وكنت وقتها شابة، فانتقلت إلى أميركا، حيث وجدت عالماً مختلفاً وثقافة مغايرة، وكان الأمر مهماً بالنسبة لي، لأنني تعلمت الكثير هناك، مثل: تقدير البراعة الحرفية والطريقة الإيطالية في صنع الأزياء، وأهمية تطبيق ما تعلمته هناك، فقد كنا لا نوليها أهمية في إيطاليا؛ لأنها كانت عادية هناك، فأوضحت لهم أن هناك قابلية جيدة في أميركا، ونحن بحاجة إلى استغلالها، ولا بد من إدارة الأمور بشكل مختلف. وأيضاً من الأمور المهمة التي تعلمتها - بشكل مبكر - أثناء بقائي في أميركا: تحليل العلامة وقيمها بمعزل عن منتجاتها، وطريقة تقديم مفهوم العلامة، وأهمية مخاطبة مجتمع النساء. بعد ذلك عدت إلى إيطاليا، وأدركت أنني تعلمت كثيراً من تلك التجربة. وقد أفادتني أيضاً على الصعيد الشخصي؛ فابتعادي عن بلدي جعلني أرى الأمور من منظور مختلف. كما أن السوق الأميركي آنذاك كان نشيطاً وقوياً وسريعاً، رغم التغيرات التي حدثت منذ 15 سنة إلى الآن.
قيم.. واتجاهات
كيف توازنين بين قيم «Max Mara» التقليدية، واتجاهات الأعمال المعاصرة.. من منطلق مهامك؟
إنها الديناميكية والتفاوض، وكما قلت لدينا قيم تقليدية، وقيمي: الجودة في صنع الأزياء، والإرث، والثبات في السوق. مع الأخذ بعين الاعتبار تغيرات سلوك النساء، فهن يبحثن عن المزيد من المعلومات، ما يؤثر في رؤيتهن لنا كعلامة، لأنهن يردن أن تكون «البراند» جزءاً من حياتهن، ولا بد من تناسق قيمهن مع قيمك أيضاً، وهذا أمر مهم حالياً. علينا أن نتقبل وننفتح على هذا التغير، الذي يدور حول أهمية تنسيق الملابس، كأن يرتدين جاكيت البدلة مع سروال البيجاما أو الدنيم، ونحن بحاجة إلى أن نكون متّسقين مع نمط الحياة هذا، ويجب أن تكون هناك حوارات كثيرة مع قسمَي التصميم والتسويق، وأن يعملا معاً. عندما بدأت كان التصميم هنا، والتسويق في مكان آخر، ولم تكن هناك حوارات بينهما. وكوني امرأة معتادة التفاوض والإصرار وعدم الاستسلام؛ فقد ساعدت في تسيير الأمور.
ما أكبر التحديات التي واجهتها في تكييف استراتيجيات البيع بالتجزئة؛ لتلبية المتطلبات المتطورة للعميلات؟
في الحقيقة، هناك فجوة كبيرة بين الأجيال، لذلك وجدنا مقاومة كبيرة من الموظفين القدامى، الذين كانوا يعملون في الشركة منذ فترة طويلة. لقد تعلمت كيفية الاستماع إليهم، كونهم يمتلكون القيم والخبرة، حتى لو كان هناك شيء لم أتفق فيه معهم، وكلما سمعت شيئاً لم أكن أتفق فيه معهم، كنت أعرف أكثر عن طريقتهم في القيام بالأشياء الرئيسية التي كانت لها معنى كبير. لكن من ناحية أخرى، حاولت إيجاد طرق مناسبة للتفاوض على تلك التغييرات التي كنا نتحدث عنها، وكنت أقول: «دعونا نغير التصميم قليلاً، دعونا ننفتح على حقيقة أن السوق بات مختلفاً، ويحتاج إلى أشياء مختلفة». عندما تولد وتنشأ في سوق عمل تجاري محلي، تعتقد أنك تفعل أشياء من أجل أوروبا أو أميركا، وأن هذا سينجح في جميع الأسواق، لكنك تجد أنه لن ينجح في هذا السوق. لقد احتاج الأمر إلى القليل من الإقناع، وكبسولة رمضان مثال للتغلب على المقاومة القديمة، ويدرك الناس أن ذلك أصبح مهماً؛ لأنك تتحدث، وتريد الاطلاع على أسلوب حياة مختلف، وأعتقد أن هذا يجعل العلامة التجارية قوية لأنك صادق.. إذا كنت تريد قيادة تمكين المرأة، فيجب عليك أن تصنع ملابس مناسبة لجميع النساء.
من أين استلهمتم مجموعة رمضان، وما أهمية ذلك بالنسبة لتوسع العلامة التجارية في الشرق الأوسط؟
ألهمنا في كبسولة رمضان الاعتراف بالأسلوب، فهو شكل من معرفة أننا علامة عالمية، و«Max Mara» كانت العلامة التجارية الأولى التي قدمت عارضة الأزياء المحجبة حليمة عدن بأحد عروضها في ميلانو، ولم تكن لدى أي علامة تجارية الجرأة للقيام بهذا الأمر في ذلك الوقت، وهذا يعد إقراراً منا بأن كل النساء يرتدين أزياء «Max Mara»، وأنه يجب أن يتم الاعتراف بأن كل طريقة في العيش تتطلب ارتداء ملابس معينة، ويجب أن تتم مواكبة ذلك.
ماذا عن تصاميم هذه الكبسولة؟
لقد طورنا النمط الذي كان في مجموعة «ريزورت» (إعادة تفسير)، فترون في هذه المجموعة بصمة «ماكس مارا»، وهي: وضوح الخطوط، والفساتين الطويلة الحريرية الجميلة والانسيابية، والتنانير الطويلة الملونة، التي تتناسب للغاية مع جمالية العلامة التجارية. لذلك، قررنا أن نأخذ وضوح الخطوط، والأكمام الطويلة، والطبعات الجميلة، ونعكسها في هذه المجموعة.
تزورين دبي للمرة الأولى.. ما انطباعك الأول عن المدينة وشعبها؟
كنت أعلم أنني سأحب دبي، ولكي أكون صادقة معك، كانت لديَّ توقعات كبيرة بشأنها، فقد أعجبتني الأجواء، والديناميكية، وجوانب البيع بالتجزئة، وفكرة العمل مع تقديم مستوى خدمة عالٍ للغاية. كما لفتتني الطريقة التي تتفاعل بها المرأة هنا، ما يعكس تمكين النساء. لقد التقيت نساء قويات جداً، ومثيرات للاهتمام، ولديهن الكثير لقوله، لذلك تعلمت الكثير. لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي، فدبي مدينة عالمية، ومتعددة الحضارات، وتعتمد حقاً على التمكين، والتسامح، والانفتاح على الثقافات.