مبادئ الاستدامة الجمالية.. اعتمديها

#بشرة

سارة سمير 2 مارس 2024

الجمال مفهوم تطور مع مرور الوقت، ولا يشمل فقط السمات الجسدية للشخص، لكن أيضاً القيم والمبادئ، التي يقوم عليها خلقه واستهلاكه، في السنوات الأخيرة، كان هناك وعي متزايد، واهتمام بشأن التأثير البيئي والاجتماعي لصناعة التجميل. ونتيجة لذلك، أصبحت مبادئ الاستدامة ذات أهمية متزايدة في عالم الجمال.

من أهم مبادئ الاستدامة في الجمال ما يلي:

المصادر الأخلاقية للمكونات:

أحد المبادئ الأساسية للاستدامة الجمالية، هو المصادر الأخلاقية للمكونات، حيث يحتوي العديد من منتجات التجميل على مكونات طبيعية ونباتية، يتم الحصول عليها من أجزاء مختلفة من العالم. ومع ذلك، فإن عملية الحصول على هذه المكونات يمكن أن يكون لها تأثير ضار على البيئة والمجتمعات المحلية، وتعطي علامات الجمال المستدام التجارية الأولوية لممارسات التوريد الصديقة للبيئة، والمسؤولة اجتماعياً. ويشمل ذلك: العمل مباشرة مع المزارعين والمجتمعات المحلية، وضمان ممارسات التجارة العادلة، وتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي. كما يتضمن التوريد الأخلاقي إقامة علاقات مع الموردين، والتأكد من أنهم يتبعون الممارسات المستدامة.

وتسعى العلامات التجارية لمنتجات التجميل المستدامة إلى الحصول على المكونات، التي تتم زراعتها وحصادها بطريقة لا تضر بالبيئة ولا تستغل المجتمعات المحلية. وقد يشمل ذلك: الحصول على تلك المكونات من المزارع العضوية، أو دعم منظمات التجارة العادلة، أو العمل مع مجتمعات السكان الأصليين؛ لحماية معارفهم وممارساتهم التقليدية.

ومن خلال إعطاء الأولوية للمصادر الأخلاقية، تساهم العلامات التجارية لمنتجات التجميل المستدامة في الحفاظ على النظم البيئية، ورفاهية المجتمعات، كما أنها تساعد على تعزيز الشفافية في سلسلة التوريد، ما يوفر للمستهلكات ضمانات بأن المكونات الموجودة في هذه المنتجات، يتم الحصول عليها بطريقة مسؤولة.

الحد من النفايات والتغليف:

جانب آخر مهم من استدامة الجمال هو تقليل النفايات والتغليف، إذ ارتبطت صناعة التجميل منذ فترة طويلة بالتغليف المفرط، والمنتجات ذات الاستخدام الواحد، ما يساهم في مشكلة النفايات العالمية.

وتجد العلامات التجارية لمنتجات التجميل المستدامة طرقاً مبتكرة؛ لتقليل النفايات باستخدام مواد التعبئة والتغليف، القابلة لإعادة التدوير، أو القابلة للتحلل الحيوي، وترويج المنتجات القابلة لإعادة التعبئة، وتقليل استخدام العبوات غير الضرورية.

ويتضمن الحد من الهدر في صناعة التجميل إعادة التفكير في تصميم التغليف ومواده، وتعطي العلامات التجارية للجمال المستدام الأولوية للتغليف المصنوع من مواد معاد تدويرها، أو يمكن إعادة تدويرها بسهولة، كما أنها تشجع المستهلكات على المشاركة في برامج إعادة التدوير، أو توفير خيارات إعادة التعبئة لمنتجاتها، ومن خلال تبني هذه الممارسات، فإنها لا تقلل من بصمتها البيئية فحسب، بل تشجع المستهلكات أيضًا على اتخاذ خيارات أكثر وعيًا.

بالإضافة إلى ذلك، تستكشف العلامات التجارية لمنتجات التجميل المستدامة حلول تغليف بديلة، مثل: التغليف القابل للتحلل، أو القابل لإعادة الاستخدام، ولا تقلل هذه المبادرات من النفايات فحسب، بل تعزز أيضاً الاقتصاد الدائري، الذي تتم فيه إعادة استخدام الموارد، وإعادة تدويرها، بدلاً من التخلص منها.

تركيبات نظيفة وآمنة:

الاستدامة في مجال الجمال تتجاوز مجرد تعبئة المكونات ومصادرها، وتشمل أيضاً صياغة المنتجات نفسها، فقد أصبحت التركيبات النظيفة والآمنة ذات شعبية متزايدة، حيث أصبحت المستهلكات أكثر وعياً بالمكونات التي توضع على بشرتهن. وتعطي ماركات التجميل المستدامة الأولوية لاستخدام المكونات الطبيعية والعضوية الخالية من المواد الكيميائية والسموم الضارة، كما أنها تضمن الشفافية في تركيباتها، وتزود المستهلكات بمعلومات مفصلة حول المكونات المستخدمة، وفوائدها.

وتتضمن التركيبات النظيفة والآمنة تجنب المكونات المعروفة بأنها ضارة بصحة الإنسان أو البيئة، ويتضمن ذلك تجنب مكونات، مثل: البارابين والكبريتات والفثالات والعطور الاصطناعية. وبدلاً من ذلك، تركز العلامات التجارية لمنتجات التجميل المستدامة على استخدام المكونات النباتية، والزيوت الأساسية، والمواد الحافظة الطبيعية، كما تقوم بإجراء اختبارات شاملة؛ لضمان سلامة وفاعلية منتجاتها.

الشفافية، كذلك، جانب أساسي من التركيبات النظيفة والآمنة، إذ توفر العلامات التجارية لمنتجات التجميل المستدامة معلومات واضحة ومفصلة حول المكونات المستخدمة في منتجاتها، بما في ذلك: مصدرها، وأي شهادات قد تكون لديها. ويتيح ذلك للمستهلكات اتخاذ خيارات مستنيرة، وتجنب المنتجات التي قد تكون ضارة بصحتهن أو البيئة.

إعادة التفكير:

إعادة التفكير مفهوم رئيسي في الاستدامة، حيث يتعين علينا أن نعيد تقييم نهجنا وتصورنا للعمل والحياة، بشكل يحافظ على مواردنا، ويحمي البيئة. وتعني إعادة التفكير في الاستدامة البيئية أن نعيد تقييم عاداتنا وممارساتنا البيئية، ونبحث عن طرق جديدة للحفاظ على البيئة، كما يمكن القيام بذلك عن طريق تقليل استهلاك الموارد الطبيعية، مثل: الماء والطاقة، واعتماد تكنولوجيات أكثر كفاءة، وتوجيه جهودنا نحو إعادة التدوير، وإعادة الاستخدام.

وأحد أهم جوانب إعادة التفكير في صناعة الجمال المستدامة، الاهتمام بالمكونات الطبيعية، فبدلاً من استخدام المواد الكيميائية الضارة، يمكن استخدام المكونات الطبيعية، التي تكون آمنة للبيئة وصحية للبشر. وهذا يعني أن المستهلكات يمكنهن الاستمتاع بمنتجات الجمال، دون أن يكون لها تأثير سلبي على البيئة.